الفصل العاشر ..
تناثرت دموعها بين السطور، نُقشَ حزنها بين الزهور، نخر الوجع قلبها بلا هوادة، اعتادت علىٰ غزو الألم داخلها حتىٰ باتت ذات مناعة قوية ضد الصدمات تحتملها كما تحتمل وخزة الإبر !!
لم ترتكب ذنبٍ لتعيش هذا الوجع، لقد سئمت من الجميع، لا ترغب برؤية أحد يكفيها البقاء بمفردها في راحة بال،
تلك الزهرة التي كانت متفتحة تبهر كل من يرآها ذبلت وهلكت،
صارت كطائر صغير فتح عيناه لم يجد حوله سوىٰ حشائش،
أسفله أرض صلبة لم يتحملها جسدها البض الرقيق،
وأعلاه سماه التحليق؛لكنه مسلوب الجناحين لا يعلم شيء يُدعى "الحرية" لقد حتم عليها الأمر بالبقاء !!امسكت بالفستان الذي اهداه لها حينما سكبت والدته العصير فوقها تستنشقه فهي لم ترتديه بتاتًا لشعورها بالنفور نحو كل شيء كان يملكه ويجلبه لها !!
مُرتسمة ابتسامة وجع فوق شفتيها، شعورٌ يكاد أن يقتلها مستحوذ عليها لا تعلم سببه بعد !!
لِمَ تنحب بشدة وتذرف الدموع لفقدانه هكذا ؟!
لِمَ لا تستطيع العيش في سلام دون التفكير في شيءٌ بغيض خاص بهِ يزعجها ؟!
لِمَ تشعر بالغدر نحو ذاتها وكأن لها يد فيما حدث له ؟!
ضاقت أنفاسها من الألم وغامت عيناها بالعبرات لتجلس علىٰ الأرض وتضم قدميها إلىٰ صدرها محتضنة إياها وتهتف باكية بحرقة:
كنت فاكره بموتك هاعيش سعيدة وفرحانة، اكتشفت إنك زي اللعنة هاتفضل محاوطني، حتىٰ يوم ما مشيت سيبت أثر ليك، حتة منك جوايا ..بتر حديثها مع ذاتها طرق خفيف علىٰ الباب استمعت له جيدًا ولم تبالي للرد علىٰ الطارق والذي دخل فورًا بعد طرقهُ وكانت زوجة عمها التي جلست بجوارها هاتفة بحزن طفيف:
فات أسبوع علىٰ موت فريد حبيبي الله يرحمه، كان نفسي ربنا يطول في عمره واشوف اولاده بس راح بدري وراحت معاه كل حاجة حلوةلتتابع بتحشرج حزين وهي تنظر نحوها بوجه شاحب كالأموات: عايزاكي تهتمي بنفسك شوية ياورد وإللى في بطنك كمان، هو ملهوش ذنب في حاجة
_"شكرًا يامرات عمي أنا وإللى في بطني كويسين مش محتاجين سؤال ولا اهتمام من حد"
تجاهلت ردها الشرس مُعقبة بغيظ مكتوم فهي أرادت صفحة جديدة معها لكنها بحديثها المُهين هذا جعلها تتراجع: طب قومي ألبسي علشان هاتروحي مع ماجد للدكتور يشوفك
اصطكّت أسنانها ببعض من تدخُلها فيما لا يُعنيها فردت بجفاء:
قُلت ماحدش ليه دعوة بيا ولا يهتم بيا أصلًا، وفري اهتمام وخوف ليكِ ولصحتكحدقتها الأخرى بطرف عيناها في استنكار قائلة ببرود: والله أنا بعمل كل ده علشان حفيدي مش علشانك
أنت تقرأ
إنما للورد عُشاق
Romanceكيف سيكون شعور النهاية السعيدة لشخصٍ اعتاد على أن يخذله الطريق؟ كيف ستكون العلاقات الآمنة بالنسبة لها وقد قضت عمرها مرتجفة متوجسة من القادم؟ وكأن خوفها كأشواك تخدش فوق جروحه المؤلمة. ذهبت بشرودها إلى أمواج البحر الذي غدر بها قبل الوصول لشاطئه،...