الفصل الرابع ..
أسرع مهرولًا نحوها جاذبًا إياها من رسغها بقوةٍ؛ كي يتحدث معها لكن حركت رأسها بنفي، عَلمت "فيروز" بأن القادم عاصفة هوجاء تحمل الكثير في طياتها نظرًا لتحدي "فرح" وغضب "عاصي" من حديثها التي أخبرت بهِ والدته وإنها ستُغادر البلاد بعيدًا عنهم،
بينما "عنان" زفرت بيأس تاركة إياهم ذاهبة نحو المطبخ فحينما يحدث مشاجرة تُعِد طبقٍ من الذرة وتجلس تستمتع بهذا ..
صاح "عاصي" بها بعدما استنفذت طاقته بالحديث معها: اثبتي بقي وكفاية قلة إحترام ليا
رمقته شزرًا قائلة بغضب سافر: وكان فين إحترامك ليا وسط الناس وأنت بتقول ليا إني متربتش؟
نفضت يده بقوةٍ بعيدًا عن خاصتها لتتابع بإحتدام: والا علشان أنت الكبير تتصرف براحتك؟، ابعد ايدك عني مش مسموح ليك تلمسني كده
شهقت "فيروز" بتوجسٍ من عدوانية "فرح" نحو ابنها مُدركة بأن هناك فجيعة ستُقام لا محال، أغمض "عاصي" جفونه مُحاولًا السيطرة علىٰ ذاته كي لا يفتك بها
زفر بعمق ليُعاود التُمهل قائلًا بنبرةٍ هادئة: طب خلاص، حقك عليا متزعليش منى يافرح، أنا افتكرته والله بيضايقك؛ فعلشان كده اتعصبت
طأطأت رأسها أرضًا فأجابت بعتاب: لو بيضايقني هجيب حقي وأنت عارف، بس كلامك وجعني أوي حسيت إني مليش سند ولا ناس في الدنيا بعد أبويا وأمي
شعر بالشفقة نحوها ليتقدم منها؛ مما جعلها تتسع عينيها مُبتلعة ريقها من قُربه المُهلك لقلبها العاشق له ، وضع يده فوق ذراعها قائلًا بحنوٍ أخوي: أنتِ مش بنت عمي بس يافرح
اتسعت ابتسامتها لتتحدث بداخلها مع ذاتها: ياربّ يقول أنتِ حبيبتي يافروحة ياربّ
مُغمغمًا بخفوت: أنتِ بنت عمي وأختي الصغيرة، صدقيني عمري ما فرقت بينك وبين عنان
لتتلاشا سعادتها ويُعاود لديها الشعور بالحزن من حديثه المخترق لقلبها،
سحقًا بما تشعر بهِ من خيبة أمل واستسلام مخزي لحياتها البائسة وقلبها !!
ومن جهة أخرى ذكرياتها السعيدة وعشقها له الذي يشعل النيران في صدرها وتآكلها حتىٰ النهاية !!
ابتلعت غصّة مريرة نتيجة حديثه فابتسمت بتكلف قائلة بخفوت: ربنا يخليك ياعاصي، بس معلش هرتاح أكتر لو مشيت وسافرت برا مصر
لتُسرع "فيروز" بقولها الحاد: مش هتمشي يافرح والله ماهتمشي، حتىٰ لو فيها موتي
تشنجت ملامح وجهه بقسوة قائلًا بعصبية: بس ياماما اسكتي، واتفضلي جوه عند عنان
رمقت"فرح"بعتاب ثم غادرت دون قول حديثٍ آخر، بينما "عاصي" سحب نفس عميق مُحاولًا التمهُل أكثر كي لا يعنفها لرأسها اليابسة تلك
أنت تقرأ
إنما للورد عُشاق
Roman d'amourكيف سيكون شعور النهاية السعيدة لشخصٍ اعتاد على أن يخذله الطريق؟ كيف ستكون العلاقات الآمنة بالنسبة لها وقد قضت عمرها مرتجفة متوجسة من القادم؟ وكأن خوفها كأشواك تخدش فوق جروحه المؤلمة. ذهبت بشرودها إلى أمواج البحر الذي غدر بها قبل الوصول لشاطئه،...