الفصل الرابع عشر

242 17 18
                                    

الفصل الرابع عشر ..

جلس ينتظرها بتبرم من تأخرها في العمل، أمسك هاتفه يتصل بشخص ما لكنه لم يجد إجابة. لمح في الظلام شيئًا يتحرك نحوه، فاتضح له من قريب هيئتها. زفر بارتياح صامتًا كي تستريح قليلًا من عناء اليوم في عملها الشاق، بينما أغمضت جفونها ثم فتحتهما بعد ثوانٍ، ترمقه بصمت، فبتر فقاعة السكون بحديثه الممتعض:
أنتِ بتتأخري دايمًا كده ياورد في شغلك؟

ابتعلت لُعابها بتوتر، ثم قالت بتلعثم: مـ مش دايمًا يعني، علىٰ حسب

تنهد ثم أراح ظهره مُعقبًا بنبرةٍ هادئة: بابا قال لي إنك عايزة تتكلمي معايا

_ " آه، كنت عايزة أتكلم يعني في موضوع، يعني ..."

بتر حديثها المرتبك بقوله الرزين محمسًا إياها: اتكلمي براحتك، مافيش داعي إنك تتوتري، قولي إللى عايزاه، أنا سامعك.

زفرت بعمق محاولةً إخراج نبرةٍ هادئة بعض الشيء: كنت عايزة  أتكلم معاك في موضوع جوازنا.

فتابعت بخفوت حزين: ماجد، أنت زي أخويا، وأنا مش عايزة أخسرك، كل حاجة متلعبكة وأنت ملكش ذنب في إللى حصل، ومش لازم تتحمل نتيجة شخص تاني

أشار بيده أن تصمت عن هرتلتها، فرد بتريث شديد: ورد، أنا مش مجبور، ولا حد قال لي أعمل كده، أنا إللى مصمم علىٰ الجواز، إلا إذا كنتِ أنتِ بقي إللى رافضة، فدي حاجة تاني.

حركت رأسها بنفي، فقالت بعجالة: لأ، مش ممانعة من ناحيتي بس يعني

عضت علىٰ شفتيها باستحياء مستكملةً بنبرة خافتة: بس يعني ياريت لو يتم في أسرع وقت علشان بطني قربت تبان ومنظري هايكون وحش بين زمايلي في الشغل

قهقه بصخب مما جعل الحمرة تسري في وجنتيها، وتوقف عن الضحك، بمشاكسة أجاب: لأ، أهم حاجة البرستيج بين زمايلك، فعلشان كده نكتب الكتاب بعد أربع أيام، إيه رأيك؟

أومأت له بعينيها، فما زال الخجل مستحوذًا عليها، بينما هو كبح ضحكته علىٰ هيئتها تلك ..

هناك أعين بالأعلى ترمقهما بغضب شديد، فلم يعجبها بتاتًا ما يحدث من زواج نجلها من تلك الفتاة !!

استفاقت من شرودها وتفكيرها علىٰ صوت ساخر بجوارها جعلها تستشيط غيظًا: الناس بتعمل حاجة حلوة علشان أخرتها وأنتِ هنا بتفكري إزاي تبوظي الجوازة، بس دا بُعدك ياكوثر 

فجذبها من رسغها بقوة صائحًا بها: اقسم بالله لو عملتي حاجة، حاولتي بس تفركشي الموضوع هاوديكي عند ابنك فريد

ثم دفعها بعيدًا عنه وغادر، بينما هي وضعت يدها حول عنقها بتوجسٍ شديد نحو القادم ..

****

ابتسمت بإشراق هادئ يزين قسمات وجهها، ملامحها الصغيرة تتأمله بتمعن شديد. دققت النظر نحوه حتىٰ أصبح وميض الحب يلمع في عينيها كالنجم وسط السماء. تسارعت نبضات قلبها واطرقت الطبول حتىٰ كاد أن يسمعها، تغلغلت بروحها السعادة جعلتها كفراشة خفيفة الظل تتحرك بسرعة بين الزهور لوجوده بجوارها وعدم التفكير في التخلي عنها بتاتًا.

إنما للورد عُشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن