الفصل الحادي عشر ..
يستند علىٰ الحائط لعلّه يحمل ثقلًا من أثقالٍ قد هزت في روحه ما هزت، ينظر في الفراغ شاردًا في الضجيج الذي تقيمهُ رأسه كل ليلة كحفلةٍ صاخبة، يُفكر في جميع الأشخاص الذين مروا علىٰ حياته بنصولٍ باردة؛ فخلّفوا في قلبه جروحًا لا زالت تقطرُ حزنًا، يشعر وكأن احدهم طرقهُ بسياجًا حديدًا من لهيب جهنم !!
لحظاتٍ مرت عليه وهو يجلس هكذا دون أن يغمض له جفنٌ
لا يعلم ماعليه فعله بعدما عَلِمَ بأن حبيبتهُ لم تَعُد له !!ضرب بقبضته فوق قلبه لعشقها النازف الذي يقطرُ حزنًا لفقدانها وكأن قلبه اكتوي ألمًا ووجعًا كلما تذكر دموعها في المقابر حينما فقدت "فريد"
أراد ضمها بكل قوةٍ حتىٰ يشبع روحيهما معًا وتكن له؛ لكنه لعن تفكيره وذاته مُدركًا بأن هذا لا يصح فهي تعتبر غريبة عنه !!
زفر بضيقٍ ثم وقف في موضعه عازمًا علىٰ فعل الكثير لتعود له حتىٰ لو كلفه الأمر فقدان حياته هو الآخر !!
بعد ساعةٍ ونصف توجه نحو منزل عمها كي يُعاود امتلاكها بعد مُغادرة نجله !!
ترجل من سيارته غير عابئ بنظرات الجميع المصوبة نحوه طرق الباب؛ لينفتح بعد ثوانٍ استقبلته "كوثر" بإبتسامةٍ تكلف،
أذنت له بالدخول كي تُنادي لابنة خالتِه لكنه رفض ذلك مُتعللًا بأنه يريد التحدُث معها لا سواها ..دُهشت خاصةً لا يوجد حديثٍ يجمعهما سويًا لكن أرادت التريُث ومعرفة مايرغب بهِ ..
تنفس بعمقٍ مُحاولًا إخراج نبرةٍ هادئة بعض الشيء:
أنا حابب اتكلم مع حضرتك يامدام كوثر في موضوع مهمأومأت له بعينيها ليُتابع بجمود عكس ما بداخله من بركان جحيمي: أنا عارف إنه مش وقته، بس أنا لو ماتكلمتش دلوقتي مش هايبقي في كلام بعدين
تخلّت عن صمتها لتردف بتساؤل حاد: عايز إيه ياعاصي؟ وبعدين احنا لا في بينا كلام ولا مواضيع تجمعنا من الأساس
ارتسم علىٰ شفتيه ابتسامة جانبية قبل أن يُعقب علىٰ حديثها بمكر: إزاي بقي الكلام دا؟ عمومًا هادخل في الموضوع علىٰ طول علشان الوقت
تنهد مُضيفًا بنبرةٍ حادة: أنا عايز اتجوز ورد بدل ابنك ماجد
اتسعت عيناها من حديثه الصادم لها،
كيف يفكر من الأساس بقول هذا ولم يمر علىٰ وفاة نجلها سوىٰ شهر ونصف !!وقفت في موضعها لتُشير نحو الباب قائلة بعصبية مفرطة: اخرج برا ياعاصي، أنت شكلك اتجننت
حرك رأسه بنفي، فتحدث بغضب سافر: مش خارج وأنا ماقولتش حاجة عيب ولا حرام، بنت خالتي وعايز اتجوزها بعد ابن عمها ما مات يوم فرحهم، إيه الجنان في كده؟
بتر حديثها بنبرةٍ حزينة ورجاء في آنٍ واحد: ارجوكي ساعديني أنا والله بحبها، لولا ابنك كان زماني متجوزها، علشان خاطري ارجعي عن رأيك في موضوع جوازها من ابنك التاني
أنت تقرأ
إنما للورد عُشاق
Romansaكيف سيكون شعور النهاية السعيدة لشخصٍ اعتاد على أن يخذله الطريق؟ كيف ستكون العلاقات الآمنة بالنسبة لها وقد قضت عمرها مرتجفة متوجسة من القادم؟ وكأن خوفها كأشواك تخدش فوق جروحه المؤلمة. ذهبت بشرودها إلى أمواج البحر الذي غدر بها قبل الوصول لشاطئه،...