آخر ليله

26 5 4
                                    

أنا : أيوه
جيمين: أيوه إيه
أنا : متجوزه ومخلفه
جيمين: أنا مش بهزر
أنا: ولا أنا

أوقف جيمين السيارة في حركة سريعه منه كادت أن ترطم جبهتي في زجاج سيارته ومن ثم نظر إلي بنظرة مخيفه وفتح الباب الذي بجانبي وأشار بيده لأن أنزل من السياره

جيمين : إنزلي ومش عايز أشوف وشك تاني إنتي واحده كدابه

نزل من سيارته ورمى لي الحقائب التي تخصني انا واختي وأنزلها وأتى أمامي وقرب وجهه من وجهي والشرر يتطاير من عينيه

جيمين : إنتي لو مش واحده ست كنت عرفتك إزاي تضحكي عليا كويس غوري من وشي ومش عايز ألمحك ولو حتى صدفه فاهمه...

شعرت في لحظتها بوخز في قلبي وأعقبه وخز في ذراعي وكأن أحد ينقره بأظافره..

إستيقظت من أفكاري المخيفه بسبب إصبع جيمين الذي ينقر ذراعي نم نظرت له ورأيت على وجهه نظرة من أجمل النظرات التي ممكن أن أراها في حياتي

جيمين : رحتي فين

أنا:(وأنا أهز رأسي لكي أنفض عنها تلك الأفكار المخيفه) معاك

جيمين: لا بالمنظر ده مش معايا خالص شكلك عايزه تنامي لو مش عايزه تحكي حاجه دلوقتي براحتك لما نوصل بالسلامه نبقى نقعد مع بعض ونحكي

أنا: ياريت عشان انا بتعب من المشاوير الطويله ومبقدرش أتكلم كتير في الطريق

جيمين : (وهو يرجع مقعدي للوراء) ريحي شويه وأما نوصل هصحيكي

أنا: تمام

لا أستطيع وصف الراحه والطمأنينه التي أشعر بها بجانبه فهو بالرغم من أفكاري المخيفه عن ردات فعله إلا أنه يفاجئني كل مره بحنيته المفرطه وردود فعله المسالمه وهذا ما يجعلني أذوب في تفاصيله أكثر ..
أرحت رأسي على مقعدي وأدرته ناحيته وظللت أتأمل هذا الملاك الذي على هيئة رجل بكل ما للكلمه من معنى فجلسته الرجوليه وإتكاء يده على نافذته ويده الثانية على مقود السيارة وعروق يده المثيره وصدره البارز من قميصه وملامح وجهه الرجوليه فهي بدون مساحيق التجميل والإكسسوارات التي تفرضها الشركه عليه وكأنه وضع فلتر جديد على شخصيته مثلما قال في أغنيته ..
وها أنا تذكرت أغنيته Filter وظللت أدندنها في سري إلى أن غلبني النعاس وظللت أحلم به أعانقه وأقبله ككل أحلامي..

إستيقظت من نومي على يده تداعب خدي وتبعد بعض الخصل من شعري عن وجهي وبأدفى صوت سمعته أذني يقول:
جيمين: إصحى يلا وصلنا

حاولت إستيعاب الموقف والمكان والزمان ولكن نظرته المربكه لي جعلت عقلي يتوقف عن التركيز

ظل جيمين يحرك يديه امام وجهي لأركز معه إلى أن إنتبهت أخيرا لما أنا فيه ونزلت من السياره ثم جاء رجل بزي الأمن وإنحنى لجيمين وأخذ منه مفاتيح السياره ليركنها ويوصل حقائبنا ثم دخلنا مصعد فخم وصعدنا للطابق التاسع عشر وعندما خرجت من المصعد كان هناك باب لم أتوقع أبدا فخامة المنزل الذي يقبع وراؤه دخلنا وإذا به منزل شاسع بالألوان البني والبيج الفاتح والمريح للأعصاب

أنا: واااو ده بيتك
جيمين: ايه رأيك
أنا: يجنن طبعا كفايه روحك اللي ماليه المكان
جيمين: (وهو يشاور على الغرف) دي اوضتك ودي اوضة ڤيڤي
أنا: كفايه اوضة واحده لينا احنا الإتنين
جيمين: لا حلو كده عشان تبقو براحتكم
ڤيڤي: أيوه صح كده انا عايزه اوضه لوحدي وبعدين انا جعت هناكل امتى
أنا:(بإحراج) بس ياڤيڤي مالك عيب كده
جيمين: خليها براحتها هي يعني اول مره ده انا حفظتها خلاص.. تحبو تاكلو ايه على بال ما الأمن يطلع الشنط ونظبط الدنيا
ڤيڤي: (بحماس) برجر
أنا: (بإحراج) أي حاجه
جيمين : تاكلي معايا فرايد تشيكين
ڤيڤي: ياسلام إنت كده جيت عالجرح دي نقطة ضعفها
جيمين : يبقى فرايد تشيكن وصوصات وراميون جمبها بقى ونديها
ڤيڤي: وأنا كماااان هاكل معاكم
جيمين: تمام اتفقنا

وصل الأكل وجلسنا نأكل وعندما انتهينا دخل كل شخص منا لغرفته لكي يرتب ملابسه بالخزانه وعندما انتهينا اغتسل كل شخص في الحمام الخاص بغرفته ومن تعب السفر والترتيب نمنا..

كانت الساعه 3 صباحا وكان هناك أصوات مطر ورعد ورياح بالخارج جعلتني أقلق من نومي ومن شدة حبي لهذه الأجواء قمت مسرعه للخارج كي أقف في الشرفه قليلا وكان قرار صائب جدا لأن المنظر كان ساحرا فأنا في الطابق التاسع عشر وأشعر أن السماء والسحب الملغمه بالأمطار فوقي مباشرة وأضواء المدينه ساحره من الأعلى والهواء المنعش يطير خضلات شعري معه وكأنني أنا التي أطير عاليا في السماء ومن شدة فرحي فردت ذراعي وكأنني سأطير بالفعل وهنا فوجئت بيدين ناعمتين تتخللان أصابعي من الخلف ودفئ رهيب إقترب من ظهري بكل رقه وعندما إلتفت نصف إلتفاته بوجهي رأيت وجهه الذي يشبه القمر مقاربا لي وينظر إلي بنظرة مشاكسه ويقول ..
جيمين: مفكره نفسك في تايتانيك

إبتعدت بسرعه وكدت أن أتزحلق بسبب مياه المطر التي غزت الشرفه وأغرقت الأرض ولكنه بحركه سريعه منه أمسك بخصري وشددني لأقع في أحضانه متمنيه دوام هذه اللحظه إلى الأبد..

جيمين: إنتي كويسه
أنا: (في عالم اخر) ها
جيمين: (وهو يبعدني قليلا وينظر إلي) في حاجه واجعاكي
أنا :(وأنا أبتعد) لا لا أنا كويسه
جيمين: طيب مش يلا ندخل بقى عشان الجو ساقع على الهدوم الخفيفه اللي لابساها دي..

وهنا إنتبهت لقميص النوم الذي يظهر أكثر بكثير مما يستر ثم وضعت يدي على صدري وخرجت مسرعه لغرفتي وكاد قلبي أن يخرج من مكانه إلى أن هدئت قليلا وظللت أتذكر ماحدث قبل قليل وظللت أتمنى أن يكون حلم وليس حقيقه من كثرة الإحراج..

طرقات خفيفه أطربت مسامعي وجعلت قلبي يخفق بشده من جديد..
جيمين: غيري وتعالي ناكل حاجه
أنا: لا أنا هنام
جيمين: متأكده
أنا :(بصوت منخفض) لا
جيمين: نعم
أنا : أه بقولك أه متأكده هنااام نام على خير أأقصدي تصبح على خيير
جيمين:(بضحكه رقيقه) وإنتي من أهله

مر مايقارب الساعه وأنا أحاول أن أنام إلى أن سمعت صوت طرقات خفيفه على الباب ولكن هذه المره مثلت أنني نائمه لكي لا أضع نفسي في موقف محرج معه ولكن المفاجئه أن الباب فُتِح بهدوء شديد ومن ثم أقفله ورائه ودخل بكل هدوء إلى أن وصل إلى السرير وأنا مازلت مغمضه عيني وشعرت بيد تمسح على قدمي من الأعلى إلى الأسفل بحركة بطيئة جدا وهنا إنصدمت لأنني لم أتوقع أبدا أن يكون جيمين بهذه الجرأه والوقاحه وقررت أن ألقنه درسا لن ينساه بحياته وقمت من نومي فجأه ثم ضربته بالقلم على وجهه وقررت أن تكون اول وآخر ليله لي في بيته..

مساعدة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن