الإقتباس الثاني:-
مبقاش في بينا ذكرى حُب نخلدُه..
موضوع رجوعنا مُستحيل استبعده..
ولا أخلي قلبي حد يوم يستعبده..
ولا أخلي حد في يوم ينزل دمعتي..كانت تستمع إلى أُغنيتها المفضلة بسيارتها أثناء عودتها إلى منزلها بعد أن انتهى عملها.. يومها كان مُرهق ولم تجد دقيقة واحدة بهِ لترتاح.. كم تتمنى لو ترتاح من حياتها كُليًا.. لقد فكرت من قبل أن تنتحر لكن لم تقوى على التنفيذ.. ليس ضعفٍ منها فهي لم يُعرف عنها الضعف يومٍ.. هي حتى لا تعرف لماذا لم تقوى على الأنتحار حتى الأن.. هل هي خائفة من أن تُقابل ربها وهي مُثقلة بمثل هذا الذنب.. أم تخشى نظرة الناس إليها بعد ذلك وكيف يراها الناس الأن مثالًا للقوة بمدينتها وبعد وفاتها تكون رمزًا للضعف!! لا لم يُخلق بعد من يقول عنها ضعيفة.. هي لطالما كانت الأقوى.. الأكثر شراسة.. والأشد قسوة.. إذا تعلمت من الحياة يومٍ شيءٍ ما فهو المواجهة.. وهي تعرف كيف تواجه مصائبها بوجهٍ صلب وقلبًا ميت..
وعلى ذِكر المصائب وأثناء شرودها بأفكارها لم تنتبه إلى تلك السيارة السوداء التي تتبعها منذُ خروجها من العمل حتى قطعت عليها الطريق.. توقفت سيارتها مُصدرة صوتٍ مُزعج على الأرض الصلبة .. توسعت نظراتها والتمعت عينيها الخضراء بشرارة الغضب وهي تُفكر في من تجرأ على تلك الحركة.. لم تُفكر كثيرًا وهي تسحب سلاحها الناري وتترجل من السيارة بحركة رشيقة سريعة لتُشهر سلاحها بوجه الأربع رجال الأشداء الذين ترجلوا من السيارة الأخرى متوجهين نحوها.. توقف الرجال الأربعة فور رؤيتهم لها تُشهر سلاحها بوجههم.. تطلعت نحوهم بنظرات صلبة.. جامدة لا تعرف الرحمة ولا الخوف وهدرت قائلة بنبرة ناقوسية خطرة:- إنتوا مين وعايزين مني إيه..!
والصمت كان الأجابة الوحيدة التي حصلت عليها بالأضافة إلى نظراتهم الغامضة لبعضهم البعض.. ولكي تبث الرُعب بقلوبهم رفعت ذراعها عاليًا وأطلقت ثلاثة أعيرة نارية بالهواء.. لم يرف جفن أحدًا من الرجال أو حتى تتغير ملامحهم الجامدة..
كان الهواء يُحرك خصلات شعرها السوداء الطويلة حول وجهها وكم بدت بتلك اللحظة قِبلة للنظر.. فتنة لقلبٍ عاشق مُتيم.. كانت تُفكر في حل للخروج من هذا المأزق.. فهي تعرف أنها لن تستطيع التلغب على أربعة رجال بمثل قوتهم الجسدية.. وقبل أن تجد الحل كان يُهاجمها واحدًا منهم مُحاولًا خطف السلاح من بين يدها ونجح بالفعل لينضم لهُ الباقية في محاولة منهم للسيطرة عليها.. حاولت أن تقاومهم مُستخدمة جميع أساليب الدفاع عن النفس التي تعلمتها طوال حياتها لكن بالنهاية الكثرة تُغلب الشجاعة..
بعد أن نجح الرجال في السيطرة عليها وزجها بالسيارة قاموا بتكبيلها وتغطية رأسها بكيس أسود من القماش متوجهين نحو وجهة غير معلومة بالنسبة لها.. سكنت بمكانها ولم تقاوم أكثر مُحاولة استجماع شتات أفكارها والتفكير في خطة للهروب سريعًا..
بعد الكثير من الوقت توقفت السيارة وقام رجلًا ما بسحبها خارجًا ثُم حملها على كتفه ليدخُل بها إلى المكان حيثِ سيتم احتجازها.. وضعها على الأرضية الصلبة ورحل بينما هي جلست ساكنة منتظرة الخطوة التالية من مُختطفها لكن لم يحدث شيءٍ.. وكأن خاطفها يُريد اللعب بأعصابها قليلًا قبل مواجهتها.. فها هي الساعات تمُر وهي بمكانها لم يقترب منها أحد..
لم يكُن الأمر مُخيف بالنسبة لها بقدر ما كان مُمل.. فهي لم تعتاد السكون بحياتها.. حياتها صاخبة لدرجة مُرعبة.. وأثناء تفكيرها شعرت بخطوات أحدهم تقترب منها ثُم توقفت.. شدت كتفيها وتحفزت جميع خلايها لقــ-تل من يتجرأ ويقترب منها بسوء.. عندما طال الصمت هدرت قائلة بنبرة بطيئة هادئة:- مين هنا..؟
مرت دقائق قليلة من الصمت بعدها صدح صوت أخر شخصٍ تتوقع وجوده هنا.. شعرت بهِ يقطع الخطوتين بينهما وينحني بجسده نحوها ثُم يقترب برأسه من أذنها حتى أصبحت شفتيه مُقابلها هامسٍ بنبرة مُرعبة جعلتها ترغب في حرقه حيًا قائلًا:- أنــا الــلــي هــاخــد روحِــک الــنــهــاردة زي مــا رجــعــتــهــالــک زمــان.....
نيران الثأر مهما خمدت إلا أنها بلحظة تشتعل.. تشتعل ليحترق معها الأخضر واليابس.. وأثناء أخذك بثأرك قد تراودك أفكارًا يخجل منها شيطانك.. أيُعقل أن يَغلب بني أدم إبليس في الشر..!! سنرى..
---------------------------------
الغلاف ♥
انا نسيت ان امبارح كان المفروض انزل الاقتباس التاني، حد يبقا يفكرني 😂
#العفاريت
#آية_صبري