" الحلقة العاشرة " * الآخيرة *

11K 367 58
                                    

دي الحلقة الأخيرة من #شجن هستنى تفاعلكم وريڤيوهاتکم على النوڤيلا كاملة.. ♥

--------------------------------------------------------------------------

*بسم الله الرحمن الرحيم*
******************الحلقة العاشرة****************
                             " الآخيرة "

[[ ماذا آيُـــها القَـلب،، لـِماذا تـسارعـت نبضـاتـُک بـتـِلک الطريقـة المـُخيفـة،، ما هذه الراحـة التي غمـرتـُک على حين غرة،، أکـُل هذا لإنـک تشعـُر بعودتـَک إلى حيثُ تنتمي،، ستعود إلى أحضان مـُعذِبـک وسارِق نبضـاتـُک،، ولكـِن تمهل ياقلبي فـ نحنُ لن نتحمـَل جــُرحــًا آخــر.. ]]

-----------------------------------------------------------------------
توقف العالم من حولها وخلى من جميع الاصوات عدا صوت السيدة غصون التي تفوهت بما لا يستوعبه عقلها الساذج الصغير ماذا تعني بإنها مازالت زوجته كيف بعد كل تلك السنوات تكتشف إنها زوجته هل خدعها الجميع مجدداً ولكن هذه المرة مختلفة قليلًا شعور خائن بداخلها سعيد لإنها مازالت تنتمي إليه ولكن جزء من كرامتها التي جُرِحت على يده من قبل يحثها على ألا تسامح ولا تفرح بهذا الشعور فكل مايحدث الآن سندفع ثمنه لاحقًا وجعًا وآلمًا ف الأقتراب من عاصي مؤلم ولا يآتي لها سوى الآلم.. كانت تطالع ثلاثتهم بذهول وصدمة ورعب وتتمني أن يكذب أحدًا منهم هذا الحديث ولكن لم يفعل أحد كادت دمعاتها أن تسيل من عينيها ولكنها تماسكت حتى لا تظهر له ضعفها ونظرت إلى السيدة غصون قائلة بعدم تصديق:- لا أكيد الكلام دة مش حقيقي، يستحيل أكون لسة مراته وإني برضه عايشة السنين دي كلها ف كذبة جديدة..
لم يجيبها أحد وبماذا ستفيدها أجاباتهم الآن هناك مواقف الصمت يجب أن يكون سيدها عندما طال الصمت نهض عاصي من مكانه وتحرك بأتجاهها كاد ان يضع كفه الضخم على ذراعها ولكنها انتفضت مبتعدة عنه وهتفت قائلة بنبرة صلبة:- متلمسنيش..
تنهد بصبر وهو يعلم ان طريقع معها طويل ولكنه لن ييأس مهما طال الأمر هتف قائلًا بهدوء:- شجن ممكن تهدي عشان نتكلم، اللي إنتِ بتعمليه دة مش هيحل حاجة عشان تبقي عارفة..
نظرت إليه لعدة ثواني بهدوء مريب آثار قلقه وبالفعل هتفت بما جعل الدماء تغلي بعروقه حيث هتفت قائلة بجمود:- طلقني ياعاصي..
شهقتان صدحا بالمكان من قبل السيدة غصون وسديم اللتان تتابعان مايحدث أمامهما بصمت لعل وعسى أن تهدأ النفوس ويعودا إلى بعضهما البعض ولكن ماتفوهت به شجن الآن آثار ضيقهما بحق ورعبهما من أن يعودوا إلى متاهات الطلاق من جديد وتخشى السيدة غصون ان تعود شجن للحالة الهيستيرية التي أصابتها من قبل لذلك هتفت قائلة بهدوء:- شجن ياحبيبتي ممكن تهدي ممكن تهدي عشان تتفاهموا، كلمة طلقني مش سهلة عشان تتقال كدة بسهولة..
هتفت قائلة بأعصاب منفلتة:- ولا عيشتي معاه كانت سهلة، ولا أي حاجة شوفتها منه كانت سهلة، احنا يستحيل نرجع لبعض أبدًا..
ساد الصمت لعدة لحظات كان عاصي يطالعها بندم وعشق وألم والعديد من المشاعر التي تتصارع بداخله الآن وحاول أن يمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى لا تضيع من بين يديه مرة آخرى اقترب منها خطوة آخري جعلت حدقتيها تهتز قليلًا وهي تراه بهذا القرب المثير لأعصابها ومحبب إلى قلبها توقف بجانبها ملاصقًا لها ولكن دون أن يلمسها فعليًا ثم هتف قائلًا بهدوء وهو ينظر إليها:- بعد إذنك ياخالتو انا هدخل مع شجن أوضتها شوية وأحل المشكلة دي بيني وبين مراتي..
كادت ان تعترض بغضب ولكن سحبها من ذراعها خلفه وسط صياحها بأن يتركها دلف بها إلى غرفتها فأفلتت نفسها منه وتوقفت بمنتصف الغرفة تصيح بأنفعال قائلة:- انت ازاي تسحبني وراك كدة زي البهيمة أوعى تفكر تتعامل معايا بالأسلوب دة..
رآته يغلق الباب بالمفتاح ويضعه بجيب بنطاله فأتسعت عينيها بتوتر من فكرة تواجدهما بمفردهما ازدادت ضربات قلبها بعنف وهي تراه يقترب منها بهدوء مريب ظلت تتراجع للخلف بينما هو يقترب منها حتى وجدت نفسها محاصرة بينه وبين الحائط ازدادت وتيرة أنفاسها العالية بتوتر وهمست قائلة:- ابعد مينفعش كدة..
ابتسم ابتسامة أرتعش لها قلبها وهمس بنبرة مذيبة للأعصاب:- تؤتؤ ينفع، إنتِ مراتي وأي حاجة ينفع أعملها معاكي..
نظرت إليه بخجل بالغ وتوتر الوقح حديثه يحمل عدة معاني وهي تعرفه جيدًا اقترب منها اكثر حتى كاد أن يلمسها فبردة فعل تلقائية رفعت ذراعيها تضعها على صدره لتبعده عنها ولكنه لم يتزحزح قيد أنملة وإنما قبض على كفيها الرقيقان بين كفوف يديه وسحبها نحوه ببعض القوة قائلًا بخفوت ونبرة معذبة في عشقها مست قلبها:- مش قادر أبعد، ف متحاوليش تبعديني، إنتِ ملكيش مفر مني ياشجن..
بللت شفتيها بتوتر غير مستوعبة كم المشاعر التي تجتاحها الآن بالأضافة إلى قربه المهلك لأعصابها وشذى عطره الذي تتنفسه بهذه الصورة كل تلك الاحداث كثيرة عليها والله لم تكد تستوعب شئ حتى تصطدم بحدث آخر آكثر ثُقلًا على قلبها الذي حاول ان يلتئم من جراحع ورغمًا عن كل هذا حاولت أن تتماسك حتى لاتظهر ضعفها امامه وحاولت ألا تتآثر بنظراته المشتعلة وهتفت قائلة من بين أسنانها:- ودة ف قانون مين دة إن شاء الله، اوعي تكون فاكر إني هقبل بالسخافات اللي بتقولها دي ياعاصي وهرجعلك، إحنا اللي بينا خلص وملناش رجوع..
شعر بالغيظ من من حديثها ورفضها له فقام بألقاء الحقيقة بوجهها دفعة واحدة وكأنه يلقي بحمم بركانية تحرق القلب قبل العقل وصاح قائلًا بأنفعال جم:- ليه ملناش رجوع، نستيني ولا آيه، لو قولتي أيوة تبقي كدابة ياشجن، لو كُنتِ نسيتي مكنتيش أتآثرتي كدة لما شوفتيني أول مرة بعد السنين دي كلها، ومكنتيش فضلتي تتهربي مني عشان متشوفنيش تاني وتواجهي نفسك بحقيقة إنك لسة بتحبيني، ومكنتيش فضلتي عايشة ف اللعبة دي وإنتِ عارفة حقيقتي كويس وإني جوزك أو ع الأقل كُنت جوزك، بس إنتِ كان عجبك قربي منك ياشجن ولو مكنتيش لسة بتحبيني مكنتيش استسلمتي لمشاعرك واستمريتي ف الكدبة دي لحد مارجعتلي الذاكرة ليلة الحادثة..
انهى حديثه وهو يلهث بغضب منها ومن نفسه بينما هي تطالعه بذهول من إنه تفوه بالحقيقة التي تعرفها ولكن أن تسمعها منه هو أمرًا مؤلم بشدة  نظرِت إليه نظرات تنُم عَن قهرها منهُ ويأسها مِن حُبها لهُ السنوات الماضية لم تكُن تتوقع أن يُبادِلها الحب يوماً لقد كان حِلم بعيد المنال وكان ألَم حُبه ومرارة الحِرمان تَقتِل جُزءاً من روحها البريئة يوماً بعد يوم حتى أصبحِت كشجرة صِفصاف يابسة أو كعجوز رأت مِن الحياة ما يكفي حتى يغزو الشيب رأسها ومِن المُحزن إنها مازالِت بعُمر العشرين هتَفِت قائِلة بهمس بائس ونبرة يتخللها وجعها وكأنها تُخبِره بطريقة أو بأخرى أن يداوي جِراحَها بعد حديثه والحقيقة الموجعة حد الألم التي ألقاها بوجهها منذُ لحظات :-معاك حق فعلًا تقول كدة بس مش بإيدي صدقني إنتَ عامِل زي السرطان قُليل أوي اللي بيشفى منه، حُبَک مرَض بيجري ف دمي، وأنا للأسف بقيت مريضة بيک ومش لاقية اللي يداويني، مِش عارفة أنساک وأشفى مِنَک ولا قادرة أرمي نفسي ف حُضنَک وكأنک مجرحتنيش ف يوم، محتاجة أموت وأتولِد مِن جديد ف حياة تانية عشان أحِبَک من أول وجديد، بس الخوف إني أحِبَک برضه وإنتَ توجعني من جديد، وإنتَ شاطر ف جرحي أوي..
أخرج أنينًا خافتًا من بين شفتيه وهتف بنبرة معذبة مثل ملامحها التي يطالعها الآن وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويقترب منها برأسه حتى مس رأسها بشفتيه قائلًا:- عمري،  أقسم بالله عمري مااجرحك تاني، أنا كُنت غبي ومش مقدر النعمة اللي ف ايدي كويس، بس أتعلمت الدرس حلو أوي، بس إنتِ ارجعيلي ياشجن..
سالت دموعها كالشلالات على وجنتيها ونظرت إليه بألم مزق قلبه وقبل أن تتفوه بشئ كان هو فقد سيطرته على نفسه والتقط شفتيها بشفتيه في عناق روحي لا مثيل له وأستسلمت هي لتلك القبلة بقوة خائرة وقلب مكدوم بالهموم غير قادر على المقاومة بينما هو يجد النعيم بأحضان شفتيها كأنه يلتقط السعادة آخيرًا وتمتم بكلمات عشق مست قلبها وجعلته ينبض بعنف:- بحبِک ياشجن،  بحبِک، أنا كُنت ميت من غيرِک وحييت تاني، متبعدنيش عنك لو لسة في قلبِک ذرة حُب ليا وأنا هجيبلِک نجوم السما لحد عندِک..
تاهت هي بين قبلته وحديثه ولم تنتبه إلى أي شئ سوى إنها بين أحضانه حتى لو للحظات قليلة وستعود إلى أرض الواقع من جديد لتعُض أصابع الندم مرة آخرى......
*********************************************

" شجن .. نوڤيلا "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن