هذا الحبيب « ٢٧ »

228 34 2
                                    


هذا الحبيب « ٢٧ »

السيرة النبوية العطرة (وفاة عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم)

ومازال النبي صلى الله عليه وسلم بكفالة جده عبد المطلب يرعاه خير رعاية ، ويعزه ويقدمه على أعمامه

حتى بلغ صلى الله عليه وسلم سن الثامنة من عمره

تقول بركة :_ غفلت عنه يوماً [ أي لم تنتبه له ، نامت]

واذا بعبد المطلب عند رأسي يصرخ بي بأعلى صوته

ياااا بركة !!!

ألم أقل لك لا تغفلي عن محمد ؟

قلت له :_ هو ذا يلعب عندي

قال :_ أين هو ؟ أتعلمي أين وجدته ؟

وجدته عند الصبية عند السدرة ، ألم أقل لك أني لا آمن عليه يهود ؟

[ هل لاحظتم ، عبد المطلب هنا أيقن أن اليهود لا أمان لهم] لا تجعليه يا بركة يغيب عن نظرك

بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر 8 سنين

مرض عبد المطلب وجلس في سريره

وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بقى جالساً عند سريره لا يفارقه

شعر شيخ مكة عبد المطلب بدنو الأجل

فأرسل لأولاده وبناته الستة

ووقفوا حول سريره تسعة رجال ومحمد صلى الله عليه وسلم واقف عند رأسه

ثم نظر إليهم وبكى بكاءً مُراً ، فقال له أبو طالب [وأبو طالب لم يكن أكبر أولاده]

قال أبو طالب :_ ما هذا الخوف يا شيخ مكة ما عهدناك كذلك ؟ [ أي لماذا هذا الخوف لم نعهدك تخاف من شيء ، كل حياتك رجل شجاع ، وسيد قومك]

قال :_ يا بني إني لا أخاف الموت فإن الموت مصير كل حي ، لقد مات إبراهيم وإسماعيل وهما عند الله خير مني ولكن الذي يحزنني ويؤلم قلبي هذا اليتيم.

إني أوقن أي متأكد أن له شأن وأنّا كل أهل الكتاب رأيتهم يجمعون أنه نبي منتظر

ليتني أدرك ذلك الزمن [تمنى عبد المطلب أن يرى محمد صلى الله عليه وسلم لما يبعث]

فقال أبو طالب :_ لا تحزن يا شيخ مكة نحن نعاهد الله ونعاهدك أن يكون محمداً أحب إلينا من أولادنا وأنفسنا

فوكّل عبد المطلب كفالة محمد إلى أبو طالب [أبو طالب العم الشقيق للرسول صلى الله عليه وسلم يعني أبو طالب وعبد الله والد النبي أخوة من أب وأم واحدة]

إنتقلت الكفالة إلى أبي طالب ومازال عبد المطلب حي على سريره

ثم نظر عبد المطلب إلى الصبي اليتيم الذي تعلق فيه كثيراً [وايضا تعلق صلى الله عليه وسلم فيه كثيراً ، فقد رأى منه حنان الأب والأم رأى منه كل العطف]

نظر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ من العمر 8 سنين ووضع يده عبد المطلب على رأس النبي ومسح عليه وهو ينظر إليه ثم خرجت روحه ويده على رأس النبي وعينيه تنظر إليه .

هنا أدرك صلى الله عليه وسلم أن جده منبع الحنان بعد أمه قد مات

وتذكر قول أمه [ يا بني الذي يموت لا يرجع إلى أهله ولا نلتقي به أبداً]

تقول بركة :_ فبكى الصبي بكاءً مُراً ، وأنا أنظر إلى محمد يقف عند سرير جده يصب دمعاً غزيراً فما إستطعنا أن نبعده عنه .

ثم دفن عبد المطلب في الحجون[مقبرة معروفة بمكة لحد الآن]

وإنتقل صلى الله عليه وسلم إلى كفالة عمه أبو طالب.

الأنوار_المحمدية

______صلى الله عليه وسلم _____

من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك

يتبع بأذن الله ...

لا تنس ذكر الله

موقع المسبحة اونلاين 

هذا الحبيب ..ج1.. السيرة النبوية العطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن