" أنا مُرهَق ، مُتعب ، الأيام تُلقي بِي في حفرة الحياة ، انا أقع عَميقاً ولا أستطيعُ الأخذ بيدِ ذاتي للنهوض مُجدداً ، انا مُحطم مُنهَك ، أنا لا شيء ، مَن انا حقًا ؟ لا اعرف ماڤ ، أنا تائهه ، انا لا اعرفني ، لم اعد انا. . كَيف كُنت بالأصل ؟ لا اتذَكر ، لا اتذَكر الشخص الذِي كُنت عليه هلّ هو انا حقًا أم والدِي ايضاً ؟
أنا نسخةً مصغرةً عنهُ أداة صنعهَا ويجيدُ التحكُم بِهَا وانا ؟ انا مُنصَاع ، انا مُطيعاً كَحيوان أليف انا حيوانهُ الأليف ماڤ . . أنا لا اعلَم معنِي الحرية في حضرتهِ ، أو حَتـي غيابهِ ، انا لا شيء ، هَذا مُؤلم .. أُريد .. أُريد التحَرُر
أشعُر كَعصفور نشَأ فِي قفَص مُنذ ولادتهُ ، أول مَا أبصرتهُ عيناهُ هو ذَلك القفَص ، لا يعلَم الحياة بِالخَارج كَيف ، ويظُن أن لا حياة بالخَارج ! ، يُشَاهد أقرانهُ يحلقونَ و يذهبونَ ويأتونَ يغردونَ بسعادةً ، وهو هُنا جَالس في قفصهِ لا يعلم هلّ المكَان جيد بِالخَارج حقًا؟ أن كَان كذَلك لمَا هو هُنا في هَذا القفَص؟
يخشَي . . يخشَي ذَلك العصفُور اليوم الذِي سَيُفتح بهِ القفَص لِأنه يعلَم أنهُ لَن يجرؤ على فُراقهِ .. فَهو نشأ على مَا ليس أعتيادي ، و لا يستطيعُ التصرُف بطبيعةً الأن ،لَيس بيدِي فعل شيئاً ماڤ سوّى مُشَاهدة أحلامِي تُسلبُ مِني ويُحققهَا أخرونَ لَم يحلموَا بِهَا قَط . .
أُشَاهد أحلامي تُسلَب ، والأسوء؟ ا نا لا أُحَاول التمسُكِ بها ، انا اترُكها تذهَب مَخض الريَاح وكأنهَا لَم تكن يوماً ماڤ انا ضعيفاً هشاً. . انا لستُ سوّى والدِي ماڤ . ، أخشَييوماًأنأُريدكِواترككِتذهَبينلأننـيلاأعلَممعنِيالتمسُكِ . . لا أعلَم مَاذا يعنِي أن أُريد شيئاً ويصبحُ لِي . ." تستمعُ لِحديثهُ الذِي يزرعُ الألَم بِقلبهَا..مُشرقهَا ؟ مُشرقهَا مُنطفِئ ؟ ، بِأي وجهِ حَق تفعَل الحياة بِهِ ذَلك !
" وأهٍ وأه على دموعكَ يا عسلي العينَان، كَيف تجرؤ على جعل عسليتَاكَ تبكان؟ ألا تعلَم كَم أُقدرهمَا يا عسلي ؟" قَالت بينمَا تقتربُ مجففةً دموعهِ التِي تنهمرُ مِن عيناهِ ، بينمَا هِي في الأصل تَبكي أكثر منهُ . .