البارت 9

19 2 0
                                    

رواية / القُلوبُ علىٰ أشكالها تقع ¦الجزء الثاني.
بقلم/ مريم طارق (الحِبرُ الأسود)
البارت 9.....

مريم: لأ أمك يا بدر مش هتعرف تغير حقيقه إنها أمك.
بدر: أمي بيولوجيا بس، أمي الحقيقه هيا هناء وبس، مش هعرف أقول لحد غيرها ماما.
مريم: طب وأمي إيه ذنبها! ليه تقسى عليها كده؟ لو تعرف كانت طايرة ازاي لما عرفت إنك عايش، عشان خاطري متعملش فيها كده.
بدر: ممكن تساعديني أنام ع السرير، عشان هوا عالي.
مريم بحزن: أكيد.

إستند عليها وإستلقى لتضع الغطاء فوقه بإحكام وهمت بالمغادرة....

بدر: إستني.
مريم: نعم.
بدر: ممكن تحكيلي عنهم، كلهم أقصد عيلتكو.
مريم: عاوز تعرف إيه.
بدر: قدر! ليه لابسه كده وبتحب ايه وبتكره ايه وليه كانت منزله عينها وإحنا بنتكلم وليه نبرة صوتها مهزوزة شويه.
مريم: علفكره كلنا لابسين النقاب وكلنا بنغض بصرنا، إشمعنا قدر..!
بدر: لأ هيا تحسيها مختلفه! صح هيا شكلها عامل إزاي؟
مريم: بص يا بدر الكلام اللي بتقوله ده مينفعش! ومش هقدر أحكيلك عنها، إحنا ملتزمين مينفعش تتكلم عنها بالطريقة دي إلا لو في حاجه تربطكم.

تأفف بدر وهو يشعر بكمية تعقيد في حديثها فحاولت مريم توضيح الصورة...

ـ طب إفرض حد غيرك شافها، ترضى أقوله اوصافها او أحكيله عنها.

بدر بضيق: لأ! هوا ماله أصلاً.
مريم: بالظبط إنتَ كمان مالك؟
بدر بتأفف: إطلعي بره يا بت.
مريم بغضب: مسميش بت أنا مريم.
بدر بإبتسامة مجامله: طب ممكن تطلعي بره يا مريم عشان عاوز أقعد لوحدي شويه.

لم تجبه وخرجت بغضب مكبوت، وتوجهت إلى غرفتها...

ـ بقاا إنتَ بتطردني من اوضتك ومش عاوزني أقعد معاك، وأنا اللي فاكره إننا هنسهر نرغي سوا! أخرتها هقعد لوحدي برضو، كنت فاكره إن الأخوه حاجه جميله، ثوااني هيا جميله فعلاً، إحساس جميل والله...

....

كانت تجلس في ركنٍ تبكي بصمت، وتضع وجهها بين ذراعيها بينما هو يرمقها بضيق، وهو يدخل الهواء إلى فمه وينفخه بقوه...

ـ هتفضلي كده كتير؟!

أزالت يديها عن وجهها لتكشف عن عيونها المنتفخه ووجهها المحمر، ليحزن هو على حالها...

ـ عاوز إيه يا عمر!

ـ عاوزك تبطلي عياط، مُمكن.

ـ ملكش دعوه، أنا مش هبطل عياط هعيط لحد بكره أنا حرّة دي دموعي أنا.

ـ لأ ليا دعوه! دموعك بتوجعني أوي.

لم تجبه وعادت إلى بكائها، فنهض من الفراش وجلس إلى جانبها أرضاً ومع ذلك لم تكف هي عن البكاء، أزال يدها من على وجهها فعلت شهقاتها وتحولت عيناها كأنها زجاجيّة من شدة دموعها...

القُلُوبُ علىٰ أشكالِها تَقع②حيث تعيش القصص. اكتشف الآن