البارت 25

25 2 0
                                    

رواية / القُلوبُ علىٰ أشكالها تقع ¦الجزء الثاني.
بقلم/ مريم طارق (الحِبرُ الأسود)
البارت 25.....

شعر بدر أن كرسية يهتز رغم ثباته، أحكم قبظته بقوة على مقبض الكرسي، فرت دمعة متمردة من عينه فالتفت بكرسيه غير مصدق أنّ حبيبة توفيت، تلك المختمرة التي لاطالما أعجب بها، لاطالما غضّ بصره كي يفوز بها في الحلال، لاطالما تمنى زوجة مثلها، كانت عفيفة متدينة، إستقل المصعد وغادر المشفى بأكمله متوجها إلى منزل السيد سيف مدير المشفى....
كان عبارة عن فيلا شاهقة وعلى بوابتها الحديدية يقف حارسان ضخمان، نظرو له بإستغراب متفحصين كرسية...

ـ مُمكن أقابل سيف بيه.

رد عليه أحدهم بجمود....

ـ سيف بيه مش فاضي حاليا يساعد محتاجين لإنه في حالة صعبة.

كان عادة يغضب من فكرة الجميع عنه أنه شحاذ محتاج، ولكن لهفته أنسته غضبه فقال بهدوء...

ـ أنا دكتور معاه في المستشفى وجاي أعزيه.

أجرو إتصالا بالسيد سيف الذي وافق على مقابلة بدر، دخل بدر بكرسية بعد أن أرشده العامل إلى غرفة الإستقبال التي كان يجلس فيها السيد سيف، إلتقط بدر نفسا طويلا ثم دخل بحزن واقترب من كرسي سيف الذي كان يجلس برسميه....

ـ دكتور بدر أهلا وسهلا بيك نورت.

ـ منور بأهله يا سيف بيه.

خفض سيف رأسه بحزن..
ـ مبقاش منور من ساعت ما سابته.

إمتلأت عيون سيف بالدموع التي مسحها سريعا فبادر بدر قائلا..

ـ أنا عارف إن موت الولد هيا أصعب مصيبة ممكن تصيب الأم أو الأب، وعارف إن الصبر مش معناه متعيطش، النبي ﷺ بكى على إبنه إبراهيم، بس عشان خاطري حاول تصبر وتوصل لمرحلة الرضا، الموضوع مش سهل أنا عارف، بس معلش.. كلمة معلش دي مش هترجعها ومش هتعمل حاجه بس يمكن تطبطب على قلبك.

ـ أنا السبب في موتها، مكنتش بعرف أمنعها من الشغل رغم إن كان عندها سرطان في المرحلة الأخيرة، كانت بتصمم تفضل في المستشفى، أنا السبب.

ـ حضرتك مش السبب، أجلها جه، عمرها خلص، محدش بيتنفس نفس واحد مش مكتوبله، بإذن الله تلتقيها في الجنه.

ـ ونعم بالله.. أنا مقدر زيارتك يا شيخ بدر جزاك الله خيراً.

ـ ده واجبي يا سيف بيه، ربناا يربط على قلبك، أنا جربت أفقد عزيز قبل كده وحاسس بالغصة اللي في قلبك، ربناا يرحمها ويصبركو.

ـ اللهم آمين، ربناا يبارك فيك يا دكتور بدر أو يا شيخ بدر.

ـ قولي يا بدر وخلاص أنا زي إبنك.

القُلُوبُ علىٰ أشكالِها تَقع②حيث تعيش القصص. اكتشف الآن