البارت 19

19 2 0
                                    

رواية / القُلوبُ علىٰ أشكالها تقع ¦الجزء الثاني.
بقلم/ مريم طارق (الحِبرُ الأسود)
البارت 19.....

كانت تجمع أدوات الرسم الخاص بها في حقيبة كبيرة ثم توجهت لبدر الذي ينتظرُها أمام الباب، كان وسيمًا إلى حدٍ كبير رغم كونه قعيدا فعيناه رماديتان وشعره أسود كثيف ولحيته تزيد من جاذبيته...

ـ يلا بينا.

قالتها مريم وهي ترتدي قفازها لتدفع كرسيه بهدوء، وصلو أمام السياره....

ـ إدخلي إنتِ وشوفي هعمل ايه.

بالفعل جلست مريم في الكرسي الذي بجوار السائق ليفتح باب السيارة ثم ينتقل بخفة إلى السيارة عن طريق الإندفاع بجسده على كرسي السيارة، ثم إستغرق ثلاثون ثانية ليفكك الكرسي ويضعه في الخلف...

ـ ما شاء الله، ده إنتَ طلعت خطير، طب هتدوس على البنزين إزاي.

ـ قولت لعم حمزة إمبارح وركبلي البتاع ده.
كان عبارة عن قطعة من الحديد تصل الدواسة لأعلى، بحيث يصير البنزين أو الفرامل في مستوى متناول اليد...

ـ إتفرجي بقى عليا وأنا بسوق.

بالفعل كان يقود بمهارةٍ وحرص شديدين، كانت ترشده إلى الطريق ليتوقف أمام إحدى الحارات المتوسطة...

ـ خلاص أنا هكمل مش ضروري تدخل.

ـ مكنتش أعرف إنك مصاحبة ناس من مناطق أقل منك.

ـ المستوى عمره ما بيحدد إحترام البنأدمين وطالما هيا إنسانة محترمه يبقى أكيد هصاحبها.

ـ أحسنتِ ربناا يحفظك.

ـ اللهمَّ آميين، هنزل أنا عن إذنك.. خد بالك من نفسك وبإذن الله تتقبل في الشغل.

ـ بإذن الله،  دعواتك.

بالفعل دخلت إلى الشارع ووقفت أمام عمارة صديقتها وبالطبع كان باب العمارة مغلقا، تناولت الهاتف لتتصل بصديقتها وقبل أن تفعل ذلك سمعت صوت أحدهم يفتح الباب من الداخل فتوجهت إلى الباب لتجد آخر شخص توقعت رؤيته نعم عبد الرحمن.....

كان سعيدا لرؤيتها ومُرتبكًا في الوقت نفسه...

ـ مــــريــــم.

قالها بلهفه لتنزل عيناها أرضاً ثم تتجاوزه وتصعد بلا إكتراث.. هذا ما أظهرته لكن قلبها كان يخفق بقوه لمَ عاد مجددا، لقد أمضت أيامها السابقة تحاول نسيانه، لم يصمم مطاردتها بذكراه...
إستغفرت مراتٍ عدة وصعدت لصديقتها، التي أدخلتها بترحاب...

.......

كان يسير بضياع، من كان يصدق أنها ستتجاهله، هل هي حقا من كان يُمضي معها أسعد أوقاته، كانت تتحدث معه بلا أي حواجز، تلعب معه، وتدفع الكرسي الذي إصطنع جلوسه عليه، كيف تتجاوزه بلا أدنى تعبير، كيف يتحمل رؤيتها بالنقاب، كيف يتحمل ذلك البُعد، ولكن من أين القُرب أيضاً فكل السّبُل موصده...
وصل إلى عمله وتابع عمله وبالطبع لم تغادر باله طوال اليوم...

القُلُوبُ علىٰ أشكالِها تَقع②حيث تعيش القصص. اكتشف الآن