ابعد يطلع من الشقه يمسح على ملامح بتعب ، نزل نظره لساعه يده وتنهد من كانت الساعه مقبله على منتصف الليل ، رفع راسه للسماء يناظر الغيوم اللي تتكون فوقه ، يناظر السحب الي تسرح في سماء الليل بجنب القمر ، يتمنى لو نفسه وسيعه مثل وسع السماء ، يتمنى لو صدره يتحمل اوجاعه مثل السماء الي تتحمل كمية هالسحب ، يعيش اوجاع صدّ ابوه من ثلاث سنين ، من بعد طلاق بنت عمه ، وهو ما يتحمل كيف انه يضغط عليه يرجعها وهو ما يبي ، نفسه عايفه لكن وش الي يفهمه ان النفس لا طابت ما ترجع تودّ من جديد ، كيف يفهمون انهم يجبرون نفسه وقلبه تخضع وهي مالها بالخضوع ، تنهد يرجع ظهره على الخلف ، يفكر في حال البنت اللي داخل ، ما ودّه يمشي على كلام الفريق صعب ، ما يبي يتزوج ويورطها فيه بعدين يطلقها ، عنده اخت ولا يتمنى يحصل لها شي ، نزل عينه على جواله من رنّ بإسم ( اسامه ) وتنهد هو يرد عليه ، ابتسم اسامه : محتلّ شقتي ويالله ترد علي ؟ ثقيل نفس ياخوي .
ما رد بندر ورفع حاجبه اسامه : ولد !
تنهد بندر يتأمل مدى السماء بكل هدوء : لا حسيت ان الدنيا تضغطك من كل جهه وين تروح ؟
ابتسم اسامه بهدوء : تعال حضني !
ضحك بندر رغم انه مو في مزاج يقدر يضحك لكنه ضحك : تعرف كيف تضحكني .
تنهد اسامه بهدوء : اضحكك ياخوك ليش ما اضحكك ؟
رفع اكتافه بندر بهدوء : يحلها ربك وانا اخوك .
وقف أسامه يطلع من مكتبه : عندي شغل الحين بس دقيت اتطمن عليك .
قفل بندر بكل هدوء يرفع عينه على مازن اللي دخل ، ابتسم مازن من شاف بندر جالس على عتبة الباب : حالك ماهو بزين ؟
هز راسه بندر يقوم : مافينا إلا كل خير .
هز راسه مازن يرفع الاغراض : كل شي طلبته طال عمرك جبته ، تامر شي ثاني ؟
هز راسه بندر بالنفي ياخذ الاغراض : ما قصرت .
دخل هو ومازن للبيت ورفع صوته : ترف !
طلعت ترف من غرفة ايما ، مد لها الاغراض : هذي أغراضكم إذا تحتاجون شي قولي لي .
هزت راسها ترف وتقدمت تقبّل خدّه بهدوء : ياخي احبك .
ضحك مازن يصفق خدّه بتمثيل : وتقولي ما انساك يامازن بحضور بندر .
ضحكت هي تقرص خدّه : صاير دلوع !
ضرب مازن كفها وناظرته هي بألم والتفت مازن يناظر نظرات بندر الحاده وابتسم مازن بخوف من نظراته يقبّل يد ترف : اعتذر طال عمرك ، حركه بدون وعي مني اعتذر .
لف بندر يناظرها بهدوء وابتسمت هي تقبّل خده : ياخي احبك .
ضحك بندر بهدوء ورجعت هي تلف تدخل عند ايما ، جلست ترف على طرف السرير تناظرها وفرشت الاكل قدام ايما : يلا اكلي وقولي لي التفاصيل بسرعه ايما .
ضحكت ايما بهدوء تناظر الاكل ورفعت عيونها لترف : مافي بسكوت وشاهي ؟
رفعت حاجبها ترف من نطق ايما الهادي الي يبين فيه الدلع والغنج من نبرتها : ما ادري يمكن فيه ، اصبري بشوف .
طلعت ترف وهي تعرف سناك ايما المفضل " شاهي وبسكوت تغمسه فيه " ناظرت في بندر ومازن الجالسين على الارض وكل واحد فيهم زقارته بين شفايفه يشربها ، كشرت هي وابعدت تدخل المطبخ ، ضحك مازن يناظر بندر : اختك هذي دلوعه معنا بس ومع الباقيين اخو بندر ومازن .
ابتسم بندر بهدوء ينفث دخانه : خلّها ، إذا ما دلعتها أدلع من ؟
ضحك مازن يناظر بندر بذهول : دقيقه هذا اخوي بندر اللي ما يعرف اي كلمه حلوه يقول بدلع ترف ؟ أنا في حلم صحوني بقرصه .
مدّ يده بندر بهدوء وضحك مازن يبعد : خلك بعيد حبك يزيد ، فكنا ياخوك .
طلعت ترف من المطبخ وبيدها إبريق شاهي وأكواب وبسكوت في صحن ، وناظرها مازن يقوم : دقيقه ، باخذ لي كوب وبسكوت بعد .
ناظرت هي بطرف عينها : لا يعني لا ، مازن روح .
ناظرها بذهول : لا تبيعينا احنا يأخوانك علشان وحده ما بتنفعك احنا بننفعك على فكره .
ناظرته هي بطرف عينها : كلكم واحد عندي ، مازن !
صرخت هي بإسمه لانه اخذ بسكوت يغمسه في الشاهي على طول ، وقف بندر ومسك ياقة مازن من الخلف : رجعه !
هزت راسها هي : لا يرجعه بيلوث الاكل ، بس لا يمد يده .
أبعده بندر عنها وتوجهت هي للداخل عند ايما ، وضحكت ترف من شافت ايما بيدها حبة تشوكلت تاكلها : والشاهي والبسكوت الي جبته ؟
ابتسمت ايما تعدل جلستها : يعني مستحيل اقولك لا عليهم .
تقدمت ترف تنزل الصحن على السرير وجلست تناظر ايما : يلا حكيني .
ابتسمت ايما تغمس البسكوت بكوب الشاهي تأكله بتلذذ ، رفعت عينها على ترف تشرب كوبها : م اعرف وش اقول بس كله صار فجاءه ، فجاءه عمي يقول أيما أنا بنسجن وينسجن لان اخوك اخذه ، وفجاءه اخوك يدخل علي يسحبني يطلعني من البيت يركبني سيارتـ
شهقت ترف تناظر ايما : شافك ؟ تكفين بندر شافك يعني ؟
رفعت حاجبها ايما : وهذا الي همك ؟
رفعت اكتافها ترف : ما اعرف بس هذا حلو يعني بندر شاف هذي الحلاوه ؟ ما اصدق
ضحكت ايما تناظر ترف : واذا قلت لك شربت أنا وياه قهوه في نص البر ؟
وسعت عيونها ترف بذهول : تمزحين ؟ تتقهون مع بعض حركات والله !
ابتسمت ايما بهدوء : هو جنتل لكن عصبي ما فهمته .
ضحكت ترف : عصبي هو عصبي اي بس جنتل ويفهم لكن غريب عليه يعني .
ابتسمت ايما تتذكر فزّتها وقت كان العقرب حولها وتمسكت بظهره ، ابتسمت ترف لان ايما قاعده تغرق اكثر واكثر في بحر افكارها وضحكت ترف تناظر البسكوت الي ذاب في الكوب : وين وصلتي ؟
ضحكت ترف من ناظرتها ايما بعدم استيعاب : شكل اخوي تأثيره قوي !
ضربتها ايما بذهول : مو طبيعي كيف افكارك ترف ؟
ضحكت ترف بهدوء : لان اللي يصير مو طبيعي ، كيف صديقتي تكون مع اخوي والحين هم بشقه وانتـ
ضربتها ايما بغضب : ترف !
هزت راسها ترف بالنفي : لا مستحيل اشك فيك او في اخوي ، بس كلي استغراب عن كيف اجتمعتوا مع بعض بس !
تمددت ايما بهدوء تناظر ترف : ممكن تنسين الموضوع شوي ؟ واعتبريني مستأجره عندكم فتره واطلع .
ضربتها ترف بحدّه : لا تقولين كذا ؟ شفيك ايما ما تفهميني يعني ؟
تنهدت ايما بهدوء تهز راسها بالنفي : م اقصد كذا بس صدق يعني هي فتره وبرجع لبيت عمي .
رفعت حاجبها ترف : لحالك ؟
رفعت اكتافها ايما : وين المشكله يعني ؟
هزت راسها ترف بالنفي : بندر مستحيل يسمح لك دامه جابك هو هنا .
رفعت حاجبها ايما تهز راسها : ماله دخل وفتره وبرجع على فكره .
تنهدت ترف : يعني ما تخافين تكونين لحالك في بيت كبير مافيه احد معك .
رفعت اكتافها ايما بعدم معرفه وتنهدت هي تكمل تاكل بهدوء وتتأمل لبعدين كيف يكون وضعها ، كيف بتكمل هنا ، كيف بتعيش وتتأقلم وهي ما عندها علم عن بعدين كيف يجي ، بخيره او بشره هي تخافه ، تخافه لانها ما تدري وما تقدر تتوقع .