ميّل راسه يناظرها : اذكر من كثر غلاته عند عمي ما يشوفه مخطي ابداً ، جاء واحد من شيبان الديره يشكي لعمي يقوله ولدك ضارب ولدي ، تحسبين عمي ضرب بندر ولا كلمه ؟ م قال غير للشايب ان ولدك اكيد مخطي .
عقدت حواجبها : بندر يضرب ؟
هز راسه بالايجاب : يده قويه بسم الله عليه ، ضرب ولد الشايب لجل انه تكلم علي وانا ما دريت غير يوم جاء بندر يعلمني آخر الليل اني ما اخاويه.
ميّلت راسها : كيف يعني ؟
اخذ نفس اسامه : ولد الشايب مطلع كلام ان ابوي راميني ما يبيني ، وبندر يوم سمعه ضربه لين عض الارض ، لو انقالت لي في وجهي ماني مقصر بكسر عظامه لكنها انقالت في وجهه بندر وما قصر هو ، جاني بالحرف يقول ولد فلان لا تكلمه ولا اشوفك حوله لجل ما ادفنك ، كلامه وحنانه كله تهديد بتهديد .
ابتسمت هي تتخيل الموقف وناظرته : كم كانت أعماركم ؟
رفع اكتافه بتذكر : حول 17 مو بعيد .
ابتسمت هي تهز راسها وناظرها هو : بندر يضرب وقت احد يتجاوز حدوده معه ، وقت يدوس له على طرف بندر يعصب .
ناظرته هي : وانت ؟
ابتسم بهدوء : نفسه وحدودي انتي ، لو احد داس على طرفك تحسبين بخليه ؟
بلعت ريقها هي : وبندر ؟
ضحك هو : بيحرق الدنيا لو احد تعرض لك .
بلعت ريقها هي تتذكر سلمان ومسك كفوفها من تبدلت ملامحها بخوف : فيك شي ؟
هزت راسها وناظرها هو يفهم من كلامها معه : احد متعرض لك ؟
بلعت ريقها هي تناظره وناظرها هو بحدّه : احد متعرض لك ايما ؟ اللي في راسك من احد ؟
شتتت نظرتها هي وشد هو على كفها يهمس : تكلمي !
بلعت ريقها هي تنزل نظرها لكفوفه تهمس : سلمان .
وسع عيونه بذهول يناظرها : سلمان مد يده عليك ؟
هزت راسها هي تنزل دموعها تهز راسها بالنفي : عمي طرده وانتهى الموضوع أسامه ما ابغاك تروح له .
من شهقاتها هو حضنها يمسح على راسها يتحسس الشاش ، يحس كل خليه في داخله ترتجف غضب ، هو كان متحمل كلام سلمان عليه ، متحمل الهوشات اللي صارت بينهم ، لكن ما يقدر يتحمل انه مدّ يده على اخته ، على ضعفه ، شدت هي على حضنه : تكفى ما بتروح اي مكان وبتجلس عندي طيب ؟
ابعدها يناظر دموعها يمسح بإبهامه : واعدي الموضوع بالساهل ؟ لجل يتجرا من جديد ؟
هزت راسها هي تشد على ذراعها : لا لا ما بيسوي شي ، عمي قال بياخذ حقي وانتهى الموضوع ، ما بتقول حتى لبندر .
صرخ اسامه بغضب : لا تسكتين ! ليش نسكت عن فعلته وما نعلم بندر ؟ تحسبين بخلي بندر ياخذ حقك وانا جالس اناظر ؟
اوجعك بالحيل صح ؟ تكلمي ؟
هزت راسها هي : انتهى الالم وكل شي ، بس أنا قلت لك ما كنت ابي اخبي عنك .
وقف أسامه بغضب : انتي تحسبين هالكلب اول مره يتعدى حدودي ؟ تحملته لجل شارب سلطان ولا والله لا اخليه ينقع في دمّه ، لكن ساكت لجل عمي ، لجل اخوه وبندر ، لكن ما يستاهل الحشمه ما يتساهل احد يقدّره .
كان على وشك يطلع لو ما مسكت هي كفه تشدها يمّها : أسامه الله يخليك .
من غمضت عيونها تصدع هو مدّ يده لها يهز راسه يهديها لجل ما تتوجع اكثر : ماني جاي له خلاص وعد بس ريّحي ، بنادي لك ترف ، عندي شغل في الرياض اخلصه وبرجع لك الظهر تمام ؟
ناظرته هي تمسك كفوفه بدموع : توعدني ما تقرب منه ؟ ما تسوي اي شي طيب ؟ ما ابغاه يأذيك .
اخذ نفس يهز راسه : ابشري ماني جايه ولا ادري وينه بس ريّحي الحين لا تضغطين على راسك .
طلع هو من البيت يمسح على ملامحه وناظر ترف اللي جايه يمّه بجلالها تضيق عيونها تفهم حاله : معصب ؟ يعني علمتك ؟
هز راسه هو يناظرها وابتسمت هي : في عزبة ابوي ، لا تخلي فيه عظم صاحي .
ميّل شفايفه يبتسم لها : ما يروح حقها بالساهل وانا ولد ابوي .
ابعد تدخل ترف البيت وناظرت ايما اللي هي تقدمت لها تمسك كفها : ريّحي ايمي ، بعطيك مسكن ترتاحين احسن لك .
هزت راسها ايما وناظرتها ترف : اسامه طلع من عندك .
هزت راسها ايما : قلت له اللي صار ترف ، بس هو وعدني ما يروح له وبيروح للرياض .
ميّلت راسها ترف : ليش تمسكينه وانتي تدرين انه ما يتحمل ؟
ناظرتها ايما بدموع : اخاف ترف اخاف ، سنين وانا ادور على اخوي ، ما ابي افقده بسبب ولد عمك ما ابي .
اخذت نفس ترف تهز راسه تضمّها : خلاص ريّحي لي اعصابك ، بتصدعين على الدموع هذي .
غمضت عيونها تسكن في حضن ترف اللي تمسح على ظهرها بهدوء ، تتمنى من كل قلبها ما يصير اي سوء للي تحبهم ، ما تبي تعيش شعور فقد شخص غالي عليها ، ما ودّها تعيش نفس شعور الفقد السابق ..