، ابتسم اسامه : واجي العب معك ويجيني بندر يقولي لا تلعب ويلا على الابل ، واعانده والعب معك غصب حتى لو ما ابي ، ياكثير الذكريات بيني وبينك .
لف عليها يناظرها : اذكر ولد الشايب ابو سالم يوم ضربتيه وجاء بيضربك وضربته أنا وجاء يشتكي ابوه لعمي سلطان ، وطردهم عمي .
ضحكت هي بخفوت من طريقة سرده ، رغم انها ما تذكر : ما اذكر .
ضحك هو يهز راسه : قديم الموقف يوم كنتي صغيره .
اخذ نفس هو يناظر المدى : اذكر يوم عمك جاء وتهاوش مع ابوك يشكك فيني ويقول اني سرّاق ، يوم جيت ورا البيت جيتي انتي تقولين لي تلعب معي ؟ رغم اللي سمعته كله والتشكيك اللي حصل جيتي تقولين العب معي ولعبت معك ما خليتك ، يوم جاء ولد عمك سلمان معصب وبياخذك مني غصب ضربته من قهري يوم سمعت كلام ابوه ، ضربته علشان اقهر ابوه فيه ، واخذتك غصب عنه وابعدت فيك ، وراح لبندر يعلّمه يحسب ان بندر بيضربني ، وجاء بندر لي يكلمك انتي يقولك تجين معي تقولين بجلس معه وخلاك معي ما اخذك ، من وقتها وانا اكرهه سلمان .
ابتسمت هي تتأمله كيف ياكل ويسولف عليها ، رغم ان هو اللي طلب منها تسولف عليه إلا انها ساكته ، ناظرها يضحك من نظراتها : عسى اعجبتك سوالفي ؟
ابتسمت هي توقف : حبيتها .
ضحك هو يقوم وبين يدينه الصحن وكانت على وشك تاخذه منه الا انه هز راسه بالنفي : افا الترفي تشيل الصحون ؟ ما تصير والله .
ضحكت هي تدخل داخل ، وابتسم هو بإنشراح يرفع صوته : ام اسامه .
ضحك مازن يطلع من البيت : ندري انها امك بس ما تقولها بينا كذا ، ترا الغيره تذبح .
ضحك اسامه يناظره : خذ خذ الصحن ذا .
اخذ الصحن مازن وهز راسه أسامه : قول لام اسأمه يعطيها العافيه ما قصرت ، ألذ اكل أكلته بحياتي .
رفع اكتافه مازن بفخر : ماهي جديد على المنى .
ابتسم أسامه يبعد عن مازن ، يدخل بيت بندر يناظرها متمدده على السرير وبندر على راسها يمسح عليه ، تقدم لهم يرفع يده لجبينها ياخذ نفس براحه لان حرارتها نزلت عن الاول : الحمدلله .
ناظره بندر بهدوء وتنهد اسامه : الفريق صعب يقولك تجي بكرا العصر تكون عنده .
هز راسه بندر بالنفي : ماني جاي ، بجي له بكرا الصباح أنا عنده .
رفع حاجبه اسأمه وهز راسه بندر : ماني مجبور اجي له بدري ، شغلي يبدا بكرا الصباح ، كنت بجيه بالليل لكن ما قدرت .
ناظره اسأمه يفهم السبب ايما ، وهز راسه اسامه : الله يقويك ، إذا صار شي علمني .
هز راسه بندر بالايجاب وابعد أسامه يطلع من البيت كلّه يتوجهه للرياض ، مرتاح ومطمن ان ايما حولها بندر وهي بخير بوجوده ، اخذ نفس بندر يبعد ينزل ثوبه ويلبس شورت اسود يتوجهه للسرير عاري الصدر ، يتمدد خلفها يمسح على راسها بهدوء ، يحاول يطمّن نفسه انها بخير ، ترك يده على جبينها حتى لو ارتفعت حرارتها يقدر يحسّ فيها ..« العصر »
مسك يدها بهدوء ، يقيس نبضها لفّ على الساعه يناظر توقيت العصر ، اخذ نفس بخوف لانه من وقت نومتها الفجر وهي لازالت نايمه ، ما تحركت كثير ، اخذ نفس لان حرارتها بدت ترتفع وقف يتوجهه للمطبخ الصغير يناظر الثلاجه الصغيره ياخذ منها علب ماء بارده ، يصبّها كلها في وعاء ياخذ منشفه صغيره يتوجهه لها يجلس عند راسها يغرق المنشفه في الماء يعصرها بهدوء يتركها على راسها ، شدت هي على المفرش بقشعريره من البرد اللي حسّته على جبينها ، اخذ نفس بندر : تاخذين خافض تريّحين عليه .
عدلت جلستها هي تسند راسها على كتفه : ما اعرف بندر .
مسح على راسها تدخل منى عليهم تناظر بندر بخجل من كان مكتفي بشورت فقط ، ناظرها بندر يوقف : تعالي امي .
ابتعد بندر يلبس تيشيرت على السريع ورجع يناظر امه اللي تتفقد ايما ، ناظرتها منى : مو قاعده تتغذين زين ؟
ابتسمت ايما لها : مو مشتهيه شي والله .
هزت راسها منى بالنفي : وش هالكلام ؟ وكيف بتتعافين وانتي على هالحال ، بسوي لك شي تاكلينه ، تحبين المكرونه ؟
ناظرها بندر بهدوء يقبّل راس امه : سويه لها وتاكله غصب .
ناظرته ايما بهدوء تشوفه كيف يراعيها بشكل غير مباشر لها ، ما يبين خوفه حتى لو كان واضح عليه هو يخفيه بطريقته ، لفّت عليها منى : انتظريني .
هزت راسها ايما بهدوء ، وطلعت منى يتقدم بندر لها : بالليل أنا رايح .
ناظرته هي بذهول ، ما توقعت انه بيروح ويتركها ، في وجعها وتعبها يتركها ويروح ، هزت راسها هي : تمام .
لفت هي عنه توقف تتقدم للحمام وناظرها بندر يشوفها كيف تخفي وجهها والدموع اللي انسابت على خدّها ، ياخذ نفس هو يشوفها تدخل الحمام ، غمض عيونه بهدوء يعرف انه بيمشي الصباح ، لكن ودّه انها تتعافى قبل لا يروح هو ، قبل لا يغيب عنها يبيها بكل قوتها ترجع ، لف على ترف اللي تقدمت له تعطيه كوب الحليب : امي مسويته لايما علشان تشربه قبل لا تأكل .
هز راسه بندر ولفت ترف على خروج ايما من الحمام ، شهقت هي بذهول : ايما .
رفعت نظرها لها تشوف ترف قدامها وتقدمت لها ترف تهمس : وش هالدموع ؟
رمشت ايما تمسح دموعها تهز راسها : يمكن علشان الحراره ، مافي شي .
هزت راسها بالنفي ترف : اعرفك يا بنت .
ناظرتها ايما ترفع عينها على بندر تنزل نظرها لترف : مافيني شي ترف .
ميّلت راسها ترف تلف على بندر تستوعب تلف على ايما : علشانه بيسافر ؟ ترا ما تسوى .
رفع حواجبه بندر : بنت !
لفت عليه ترف تهز راسها : جد ما تسوى ، وش يعني ابكي علشان انت بتروح ؟ شهر وبيرجع ما حصل شي .
شدت ايما على ذراعها : طيب .
اخذ نفس بندر يفهم هي وش ودّها فيه ، يفهم تصرفاتها ، يفهم انها تبيه يكون موجود ما يروح ، تنهدت ترف : ايما شهر وبيرجع بندر الله يخليك ما احبك كذا زعلانه .
ناظرتهم تهز راسها بالنفي : مافيني شي ، شفيك ترف ؟
ناظرتها ترف من تغيرت نبرتها للارتجاف ، نبرة غصه ، وناظرت بندر ترف ترفع اكتافها وهز راسه بندر تطلع ترف ، تقدم بندر ينزّل كوب الحليب على الطاوله يتقدم لها يشوفها تصدّ عنه يرفع يده على جبينها ، غمضت عيونها ما ودّها تبكي ، ما ودّها تنزل دموعها لكنّها تعبت ، ضمّها بندر من نزلت دموعها ، شدت هي على تيشيرته لانها فعلاً كل اللي في داخلها انهار ، تفهم سبب دموعها ، التعلق ، تعلقت فيه فعلاً صار كل ودّها يكون حولها ما يبعد ، ابعدها بندر وابتسمت هي له تمسح دموعها : ما ببكي خلاص .
ميّل راسه بندر : تقولينه كلام ولا صامله فيه ؟
هزت راسها بالنفي : مو كلام بس ، خلاص .
هز راسه بندر : تعالي خذي لك خافض للحرارة .
مسك كفها يجلّسها على السرير ياخذ الخافض يعطيها الحبّه مدّ لها كاسة الماء واخذته هي منه تبلعه ، لف بندر على منى اللي تقدمت لهم ، نزلت الصحن منى : قولي بسم الله واكلي .
ناظرتها ايما توقف تحضنها ، وابتسمت منى تمسح على ظهرها ، اخذت نفس ايما لان هالحنان يتعبها فعلاً ، هي فقدت هالاهتمام من قديم ، من وقت ما توفت امها وهي ما عاشته ، ووقت راح ابوها وتركها ، ما عاشت الحنان إلا بوجود بندر ، اسامه ، والحين منى ، ابعدت ايما تبتسم لها : احبك والله .
ابتسمت منى تشد على كفها : هيا اكلي لو تحبيني .
هزت راسها ايما وجلست ومسك بندر الملعقه ياخذ من المكرونه ويمدّ لها ، ابتسمت هي تاخذ الملعقه تاكلها ، ومع اجبار بندر هي اكلت كل اللي في الصحن ، مدّ لها بندر كوب الحليب تشربه وابتسمت منى : لو ودك اسوي لك أعشاب تريّحك ؟
هزت راسها ايما بالنفي : لا خلاص ، تعبتي كثير أنا كذا مرتاحه .
هزت راسها منى براحه : ريّحي ، بندر يا امي تعال .
هز راسه بندر ياخذ الصحن عنها ، يمشي معها لخارج بيته وناظرته منى : لا تشد على البنت ، البنت مثل النسمه لا تشد عليها .
ناظرها بندر : حساسه البنت ، دموعها على طريف .
ابتسمت منى : والدموع هذي اللي خلّتك مرتاح يا بندر .
عقد حواجبه يمشي معها لداخل البيت يسمع كلام امه : ابوك بنفسه قالي انه ما بيتدخل في حياتك ، شاف الراحه في عيونك وانا شفتها يا بندر ، راحه من بعد هالسنين لا أنا ولا ابوك بنفرط فيها .
اخذت نفس منى تشوفه ينزل الصحن في المطبخ يطلع لها : صدّك لنا سنه كامله يا بندر أتعبتنا كلنا ، أنا وابوك واخوانك .
ناظرها بندر يصدّ بعينه : انتي تدرين ان سببها ابوي .
هزت راسها منى تمسك كفته : ادري يا امي ، لكنّ ابوك انحرق يوم درى انك طلقت بنت عمك ، طلقتها ولا علمتنا وش سبب هالطلاق ، عمك زعل وابوك زعل عليك ، قالك علمني وش اللي حصل بينك وبين بنت عمك ووصلت لطلاق ، ما علمتنا يا امي ولا قلت لنا شي .
هز راسه بندر يمسك كفها : اللي فات فات ، وسالفة هالطلاق ما تنفتح قدام ايما .
ناظرته منى تعقد حواجبها : ما تدري ؟
هز راسه بندر بالنفي : ولا ابيها تدري ، ريحوني .
هزت راسها منى بالايجاب : حياتك محد له دخل فيها غيرك ، الله يحفظك .
قبّل راسها يبتسم لها : الله يحفظك لي .
ابعد يمسح على صدره ، يدري بمراعاة امه له ، يدري كيف هي تحاول تكسبه وهو في صفها معها وبجانبها ، دخل البيت يشوفها متمدده على السرير يناظرها كيف هي تسرح في مكان بعيد مو حول احد ، قفل الباب وتقدم لها يناظرها : تحسين نفسك احسن ؟
هزت راسها تعدل جلوسها وناظرها بندر يجلس بجانبها وميّلت راسها على كتفه ومسح بندر عليها : بكرا الصباح أنا رايح .
لفت هي عليه بذهول : قبل شوي تقول بالليل .
هز راسه بندر : المفروض ، بس لانك تعبتي أجلتها الصبح .
بلعت ريقها تغمض عيونها : اغمض عين وافتح عين واحصلك عادي ، شهر بتمر مثل البرق .
ابتسم من كانت تعيد نفس كلامه ، تحاول تقنع نفسها ، لفت عليه تشوفه كيف يبتسم لها وضحكت هي تبعد : يعني أنا ابكي علشانك بتروح وانت تبتسم ؟
ابتسم بهدوء : ماله داعي الدمع ، الأمور سهالات .
هزت راسها بالنفي ، تنطق بشعور غريب: مو سهل ابداً بندر .
نزلت دموعها تناظره : نفسي الشي صار معي لما بابا كلمني ، قالي برجع اسبوع وبرجع لك ، انتظرت اسبوع ، أسبوعين ، شهر شهرين ست شهور ، سنه ، سنتين ثلاث لين صار عمري واحد وعشرين وانا انتظره بندر .
لانت ملامحه من فهم سبب دموعها ، من فهم وجع فقدها من عرف انها للحين تعاني من فقدانه ، اخذت نفس هي وناظرها بندر يمسح على ملامحها : وانا برجع ، برجع لك .
بلعت ريقها هي تهز راسها : ادري ، بس اكرهه وقت الموادع بندر يخوفني .
هز راسه هو يضمّها على صدره يمسح على راسها ، يفهم سبب اللي حصل معها كله ، يفهم سبب دموعها ونبرة الحزن ، يفهم ان ابوها ترك فيها عقدة من مواقف الوداع ، اخذت نفس هي تبعد عنه تناظره بهدوء : انت قلت لي انك بتكلمني كل يوم.
هز راسه بالايجاب : وانا عند كلمتي .
بلعت ريقها هي : اخاف يصير شي .
ناظرها بندر يهز راسه يفهم مقصدها بتصرفاتها : اسأمه عندك وحولك ماهو مخليك .
هزت راسها هي تبتسم له : عادي اسألك ؟
هز راسه هو بالايجاب وابتسمت هي : تحب عيال عمك ؟ يعني ما اشوفك تجلس معهم كثير .
ناظرها هو ياخذ نفس بهدوء : نجلس مع بعض ، بس كل شخص ينشغل فيه حياته .
عقدت حواجبها : متوظفين ؟
هز راسه بالنفي : سيف يشتغل على نفسه بالأعمال الحرّه ، وسلمان ينتظر قبوله .
عقدت حواجبها وهز راسه يفهمها : بالعسكريه .
ميّلت راسها : ليش ما تتوسط له .
ناظرها بحدّه وضحكت هي برعب : اسفه .
هز راسه بالنفي : ما أتوسط لاحد .
ميّلت شفايفها : يعني ما بيزعل ان ولد عمه عقيد وما يوظفه .
هز راسه بالنفي : لو يزعل يضرب راسه بالجدار ، ما يهمني .
ميّلت شفايفها : قاسي .
رفع حواجبه وابتسمت هي بوهقه : امزح شفيك ؟
هز راسه بالايجاب ينحني لها يقبّل شفايفها ، في كل حالاتها تجذبه حتى بتعبها ، مو قادر يركز في اي شي وهي جنبه ، قبّلها بإعجاب كبير داخل قلبه ، بشعور يطغى عليه كل ما صار جنبها ، كل ما سولفت عليه وضحكت له وخوفها اللي تمثله عليه يعجبه ، تعجبه كلّها ، ابعدت هي عنه تاخذ نفس وناظرها بندر تصدّ هي بخجل عنه ، وضحك يناظرها : تلعبين فيني وتستحين الحين .
ما ردت عليه واخذ نفس هو يهز راسه : ودّك تسكتين ؟
لفت هي عليه تضرب صدره : تدري اني استحي كثير مع ذلك تضحك .
ضحك هو يناظرها واخذت نفس هي تضمّه يشد هو عليها يمسح على راسها يقبّله : عند كلمتي ، راجع لك .
اخذت نفس هي تخبي وجهها على صدره ، تحاول تقنع نفسها ان هذا شغله ولا تقدر تقرر عنه ، حتى لو كان ودّها يكون عندها ، مو كل شي هي تبيه يقدر يصير ..