تنهد يرجع ظهره على الخلف لان ابيات الفيصل حولها هي بدت تتكاثر في مخه " من يقول الزين.." و " تقود الجميله ناهية .." و " صافيٍ مثل المطر .." والكثير منها يتعبه ، تنهد يهز راسه بالايجاب : بتروحين مع مازن بكرا يناسبك ؟
عقدت حواجبها تسكن ملامحها : مين ؟
رفع حاجبه يرتشف قهوته : تروحين للديره.
بلعت ريقها لان هالموضوع موترها وكثير ، لانها تخاف ما تتأقلم ، تخاف تتعب على ما تتعود ، تخاف تشبّ بينهم مشاكل لجل هالمسأله ، لكن في شعور صغير داخلها متحمس ، ودّها تجرب تعيش هناك ، لان على كثير الكلام اللي قالته ترف عن هالديره هي تحمست لها ، هزت راسها : ليش مو انت ؟
مسح على حاجبه : عندي اشغال اخلصها والحقكم .
هزت راسها تشد على فنجانها بخجل : يصير مو بكرا اللي بعده ؟
عقد حواجبه يهز راسه : عندك شي ؟
بلعت ريقها : بسحب ترم من الجامعه .
هي من بعد كثير التفكير قررت هالقرار لكنّه اذهله يناظرها : ليش ؟ إذا على توصيلك تروحين مع ترف وترجعين واذا ما ودك انا اوصلك واجيبك ، ماله داعي توقفين جامعتك علشان تفاهه .
هزت راسها بالنفي تخجل اكثر واكثر لان حروفها والجُمل بتزيد : لاني مابكون مركزه فيها ، على الاقل أتخرج بمعدل كويس .
رفع حاجبه يهز راسه تنجبر هي تكمل : مابقدر اوازن حياتي الدراسيه والشخصيه ، لما احس نفسي مرتاحه بقولك اني برجع .
شدت هي على كفوفها تفركهم بتوتر لان هذا اول نقاش تدخل فيه معه ونزل نظره لكفوفها ينطق بدايه كلامه عن تصرفها والباقي يرفع نظره فيه : لا تفركينها ، مهما كان الموضوع اشوف ان سحبك للترم ماهو بزين لك ، وش تقدرين تشغلين نفسك فيه ؟ خليك مع ترف وادرسي معها خبري ان تخصصك نفس تخصصها ولا ؟
هزت راسها بالايجاب : نفسه بس ما بكون مركزه لو تخرجت بيصير المعدل نازل وما يعجبني .
تنهد هو يرجع ظهره على الخلف : على راحتك دامك تشوفينه يناسب ماني جابرك .
شدت على كفوفها لان ودها تتكلم لكنها تخجل اكثر وناظرها بندر : ماله داعي تشدين .
رفعت عينها له وهز راسه هو لها : تكلمي وش ودك فيه ؟
عضت شفايفها : إذا بنروح الديره اقدر اخذ لي اغراض ؟
عقد حواجبه بعدم فهم : ماني فاهم .
اخذت نفس هي ترفع نظره لها : ترف تقولي لو فكرت انك بتطلع الديره ما بتكون فيها هناك محلات صح ؟
هز راسه بالايجاب بفهم : تروحين الصبح معي واشتري اللي ودك فيه .
ابتسمت بخجل له وهز راسه يفكر فيها وفي اخوها ، يفكر في ردة فعل ابوه وامه ، وخالته وعمّه ، مو خايف لكن شعور انهم ممكن يأذون اللي قدامه يكتمه ، وتنهد لانه ما يقدر يخليها لحالها معهم ، يعرفهم ، يعرف انهم مستحيل بيكونون ساكتين وما بيطولون لسانهم عليها ، ناظرها بهدوء يشوفها ترتشف قهوته وضحك داخل نفسه لان كل هالراحه اللي هو يحسّها الحين لو بسيطها بتطلع من عينه ، لانه يعرف القرار اللي هو اتخذه على نفسه صعب ، صعب خصوصاً ان ابوه ما يدري ، وغير ان علاقتهم صعبه بتصير اصعب مع هالموقف ، تقدم بظهره لها يحاول يفهمها يفهم حياتها : تعرفين وين ابوك ؟
توترت وما تكذب ان كل خليه داخلها ترجف ، لان نظرته لها حادّه وكأنها تمنعها عن الكذب : م اعرف .
شد على يده : اخوانك ؟ عندك اخوان ؟
هزت راسها : اثنين .
ميل راسه : مين ؟
بلعت ريقها بتوتر : اسامه ورتم.
رفع حاجبه بندر من انها تعرف اسامه : تعرفين كم عمره ؟
هزت راسها بالايجاب : اثنين وثلاثين .
هز راسه بندر يناظرها : تعرفين وينه ؟
غمضت عيونها بتوتر : لا تكلمني وكأنك تحقق معي .
رفع حواجبه بندر بذهول وفتحت عيونها تناظر ذهوله وابتسم هو لانه فعلاً انذهل منها ولا توقع : تكلمي براحتك اسمعك .
هزت راسها بالايجاب : م اعرف عنهم شي ، كل اللي اعرفه اني وانا من عمر ست سنين عند عمي ، م اعرف ابوي وين ولا اعرف اخواني وين .
مسح بندر على جبينه : م تكلم عمك عنهم ؟؟
هزت راسها بالنفي : ولا مره .
اخذ نفس بندر يقوم من مكانه : صحيني على العشاء .
هزت راسها بالايجاب واخذت نفس بذهول من دخل الغرفه : حسيت اني مجرمه .
مسحت على ملامحها تناظر جوالها اللي يرنّ وابتسمت بذهول : تروفي !
ضحكت ترف : انقذتك ؟
ابتسمت ايما : يوتر الموضوع شوي بس شوي .
هزت راسها ترف : وش تسوون الحين ؟
ناظرت ايما القهوه : تقهوينا شوي وسولفنا بس .
رفعت حاجبها ترف : ياعيني على التطور ، وش سولفتوا فيه ؟
رفعت حواجبها ايما بذهول : ما بقول ترف عيب .
ضحكت ترف بعدم تحمل : ايما قولي ما بقول لاحد.
تنهدت ايما تناظر المدى : قلت له اني بسحب ترم من الجامعة نفس م قلت لك ، وقاعد يقنعني انه ماله داعي بس انا مقتنعه ان قراري صح .
تنهدت ترف : قرارك صح ايما بس انك توقفين دراستك على شي ما يسوى .
هزت راسها بالنفي ايما : يسوى ، ترف حياتي كلها على بعض تغيرت ، تزوجت وبعيش في ديره وعلى م أتعود عليها قد خلصت السنه ترف .
هزت راسها ترف : م بتندمين انك عشتي في الديره ايما بتكون شي خيالي والله .
ابتسمت ايما : ممكن الشي الوحيد الي متحمسه عليه العزبه اللي انتي تمدحينها .
انسدحت ترف بإعجاب : بتكون شي خيالي وبنروح للعزبه ايما بتشوفين نياق بندر وبتشوفين حياه جديده وحلوه ، بتشاركين في ليالي الشتاء في العزبه .
ضحكت ايما من تخيلات ترف وكلامها ومدحها وكثير الحروف اللي قالتها ترف لها تتركها تغوص في تفكيرها وفي مشاعرها اكثر واكثر..