Part 5

7.8K 176 32
                                    

تنهد يرجع ظهره على الخلف لان ابيات الفيصل حولها هي بدت تتكاثر في مخه " من يقول الزين.." و " تقود الجميله ناهية .." و " صافيٍ مثل المطر .." والكثير منها يتعبه ، تنهد يهز راسه بالايجاب : بتروحين مع مازن بكرا يناسبك ؟
عقدت حواجبها تسكن ملامحها : مين ؟
رفع حاجبه يرتشف قهوته : تروحين للديره.
بلعت ريقها لان هالموضوع موترها وكثير ، لانها تخاف ما تتأقلم ، تخاف تتعب على ما تتعود ، تخاف تشبّ بينهم مشاكل لجل هالمسأله ، لكن في شعور صغير داخلها متحمس ، ودّها تجرب تعيش هناك ، لان على كثير الكلام اللي قالته ترف عن هالديره هي تحمست لها ، هزت راسها : ليش مو انت ؟
مسح على حاجبه : عندي اشغال اخلصها والحقكم .
هزت راسها تشد على فنجانها بخجل : يصير مو بكرا اللي بعده ؟
عقد حواجبه يهز راسه : عندك شي ؟
بلعت ريقها : بسحب ترم من الجامعه .
هي من بعد كثير التفكير قررت هالقرار لكنّه اذهله يناظرها : ليش ؟ إذا على توصيلك تروحين مع ترف وترجعين واذا ما ودك انا اوصلك واجيبك ، ماله داعي توقفين جامعتك علشان تفاهه .
هزت راسها بالنفي تخجل اكثر واكثر لان حروفها والجُمل بتزيد : لاني مابكون مركزه فيها ، على الاقل أتخرج بمعدل كويس .
رفع حاجبه يهز راسه تنجبر هي تكمل : مابقدر اوازن حياتي الدراسيه والشخصيه ، لما احس نفسي مرتاحه بقولك اني برجع .
شدت هي على كفوفها تفركهم بتوتر لان هذا اول نقاش تدخل فيه معه ونزل نظره لكفوفها ينطق بدايه كلامه عن تصرفها والباقي يرفع نظره فيه : لا تفركينها ، مهما كان الموضوع اشوف ان سحبك للترم ماهو بزين لك ، وش تقدرين تشغلين نفسك فيه ؟ خليك مع ترف وادرسي معها خبري ان تخصصك نفس تخصصها ولا ؟
هزت راسها بالايجاب : نفسه بس ما بكون مركزه لو تخرجت بيصير المعدل نازل وما يعجبني .
تنهد هو يرجع ظهره على الخلف : على راحتك دامك تشوفينه يناسب ماني جابرك .
شدت على كفوفها لان ودها تتكلم لكنها تخجل اكثر وناظرها بندر : ماله داعي تشدين .
رفعت عينها له وهز راسه هو لها : تكلمي وش ودك فيه ؟
عضت شفايفها : إذا بنروح الديره اقدر اخذ لي اغراض ؟
عقد حواجبه بعدم فهم : ماني فاهم .
اخذت نفس هي ترفع نظره لها : ترف تقولي لو فكرت انك بتطلع الديره ما بتكون فيها هناك محلات صح ؟
هز راسه بالايجاب بفهم : تروحين الصبح معي واشتري اللي ودك فيه .
ابتسمت بخجل له وهز راسه يفكر فيها وفي اخوها ، يفكر في ردة فعل ابوه وامه ، وخالته وعمّه ، مو خايف لكن شعور انهم ممكن يأذون اللي قدامه يكتمه ، وتنهد لانه ما يقدر يخليها لحالها معهم ، يعرفهم ، يعرف انهم مستحيل بيكونون ساكتين وما بيطولون لسانهم عليها ، ناظرها بهدوء يشوفها ترتشف قهوته وضحك داخل نفسه لان كل هالراحه اللي هو يحسّها الحين لو بسيطها بتطلع من عينه ، لانه يعرف القرار اللي هو اتخذه على نفسه صعب ، صعب خصوصاً ان ابوه ما يدري ، وغير ان علاقتهم صعبه بتصير اصعب مع هالموقف ، تقدم بظهره لها يحاول يفهمها يفهم حياتها : تعرفين وين ابوك ؟
توترت وما تكذب ان كل خليه داخلها ترجف ، لان نظرته لها حادّه وكأنها تمنعها عن الكذب : م اعرف .
شد على يده : اخوانك ؟ عندك اخوان ؟
هزت راسها : اثنين .
ميل راسه : مين ؟
بلعت ريقها بتوتر : اسامه ورتم.
رفع حاجبه بندر من انها تعرف اسامه : تعرفين كم عمره ؟
هزت راسها بالايجاب : اثنين وثلاثين .
هز راسه بندر يناظرها : تعرفين وينه ؟
غمضت عيونها بتوتر : لا تكلمني وكأنك تحقق معي .
رفع حواجبه بندر بذهول وفتحت عيونها تناظر ذهوله وابتسم هو لانه فعلاً انذهل منها ولا توقع : تكلمي براحتك اسمعك .
هزت راسها بالايجاب : م اعرف عنهم شي ، كل اللي اعرفه اني وانا من عمر ست سنين عند عمي ، م اعرف ابوي وين ولا اعرف اخواني وين .
مسح بندر على جبينه : م تكلم عمك عنهم ؟؟
هزت راسها بالنفي : ولا مره .
اخذ نفس بندر يقوم من مكانه : صحيني على العشاء .
هزت راسها بالايجاب واخذت نفس بذهول من دخل الغرفه : حسيت اني مجرمه .
مسحت على ملامحها تناظر جوالها اللي يرنّ وابتسمت بذهول : تروفي !
ضحكت ترف : انقذتك ؟
ابتسمت ايما : يوتر الموضوع شوي بس شوي .
هزت راسها ترف : وش تسوون الحين ؟
ناظرت ايما القهوه : تقهوينا شوي وسولفنا بس .
رفعت حاجبها ترف : ياعيني على التطور ، وش سولفتوا فيه ؟
رفعت حواجبها ايما بذهول : ما بقول ترف عيب .
ضحكت ترف بعدم تحمل : ايما قولي ما بقول لاحد.
تنهدت ايما تناظر المدى : قلت له اني بسحب ترم من الجامعة نفس م قلت لك ، وقاعد يقنعني انه ماله داعي بس انا مقتنعه ان قراري صح .
تنهدت ترف : قرارك صح ايما بس انك توقفين دراستك على شي ما يسوى .
هزت راسها بالنفي ايما : يسوى ، ترف حياتي كلها على بعض تغيرت ، تزوجت وبعيش في ديره وعلى م أتعود عليها قد خلصت السنه ترف .
هزت راسها ترف : م بتندمين انك عشتي في الديره ايما بتكون شي خيالي والله .
ابتسمت ايما : ممكن الشي الوحيد الي متحمسه عليه العزبه اللي انتي تمدحينها .
انسدحت ترف بإعجاب : بتكون شي خيالي وبنروح للعزبه ايما بتشوفين نياق بندر وبتشوفين حياه جديده وحلوه ، بتشاركين في ليالي الشتاء في العزبه .
ضحكت ايما من تخيلات ترف وكلامها ومدحها وكثير الحروف اللي قالتها ترف لها تتركها تغوص في تفكيرها وفي مشاعرها اكثر واكثر..

البس من الليل ثوب العاشقين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن