لم أتخيل يوما أن الصمت يمكن أن يحمل صرخة بحجم الآلم الذي آراه في عينيك...
.......................................................كان الوقت متأخرا جدا و هادئا أكثر من المعتاد كما لو أن الجميع يأخذ راحة بعض الفوضى الذي أحدثها فريدريك و عدد الأشخاص الذي قتلهم في ساحة القصر...
خلف القصر كان هناك مكان سري... هو عبارة عن حديقة خاصة في أرض مفتوحة شاسعة... مغطاة بجدران من الأعشاب العالية تمنعك من رؤية مابداخلها... ورود سوداء نادرة... مقاعد مريحة للإسترخاء... نافورة رائعة مزخرفة تخرج الدم بدل الماء... من أمر بصنعها كان المختل... و الأهم من هذا كله هو قدرتك على التطلع في السماء و النجوم في ليلة هادئة كهذه...
هنا بالضبط كان يجلس فريدريك و هو يحتسي بعض النبيد من كأسه... لقد كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل و ويليام لم يأتي لكن لم يشغل باله لأنه يعلم بأن صديقه خطير و لن يصاب بأذى... مادام غير واقع في الحب...كان الليل و المكان هادئ بكثير لأنه وحده...
كان يجلس بهدوء لايجيده إلا هو... هو لايحب الكلام و يتمنى لو يظل صامتا فقط... فالكلام مع أشخاص يفعلون أشياء مثل... سؤاله... البكاء... الإرتجاف... التصرف بغباء... الكذب... و الكثير من الأشياء التي لايحبها لذا فهو يتجنب التحدث مع هؤلاء... و يفضل أن يكتفي بالصمت...
لذا سيكذب إن لم يقل أنه تفاجئ حين شعر بخطوات تقترب من الخلف جعلت الكأس يتوقف في يديه و هو يستمع صوت الخطوات تقترب أكثر و لمزيد من الأمور غير المتوقعة وجدها زارا تقف أمامه بعدة أمتار و تبدو مرتاحة في فعل ماتفعله...
و الحقيقة أنه لايعلم السبب لفعله ذلك... لكنه حدق بها بأعينه الخضراء لثوان بصمت دون أن يتحرك أو يغير في جلسته فقط ينظر لكيف تقف و أعينها الزرقاء صوبه و على غير العادة لم ير الأمور المعتادة التي يرمقها الناس بها...
كانوا ينظرون له كأنهم سيموتون الآن لذا يحاولون الإبتعاد عنه قدر الإمكان... بينما هي تنظر له كأنها تحذره من الأبتعاد لأنها هي التي ستكون سبب موته...
و الأمر كان مختلفا جدا... فهي ليست التي لم يلقي لها بلا... بل إنها زارا الحقيقية...
لكنه سرعان ما أدرك الوضع و أن تحديقهما ببعض تجاوز دقيقة لدرجة أنه أوشك على إنهاء سيجارته و بالتالي رمش يعيد كأسه لشافته يحتسي القليل منه قبل ان يتحدث معها بكل هدوء دون النظر إليها:
"ألم يخبرك أحد أن وجود حراس حول مكان ما... يعني أن يمنع الدخول؟... لابد و أن دراكولا قد غفل عن تعليمك لهذا"
رغم نبرته الثابتة في قول هذا إلا أنه بدا كما لو أنه يحذرها من الإقتراب و العودة للخلف... أحست بأنه يهددها بطريقة غير مباشرة...
أنت تقرأ
صرخات الصمت : 🖤💀
Vampireحين يتحدث الصمت ، تصبح الكلمات هامشا على صفحة الروح. أنا لست مجردة قاتلة، أنا أسطورة تتشكل بدماء ضحياي. فليشهد الرب على أنني سأكون مخلدة في ذاكرة ضحياي... لن أبقى هنا، و لن أرحل.