12 -
منذُ أن كنت صغيرة وأنا أحاول تجاهل الصدمات، ولكنني كنتُ أصطدم بما لا أحب مواجهته.. علمتُ الآن شيئًا هامًا، أن أبي وافق على زواجي من أوليفر فقط من أجل إيقاف سفك الدماء بين العائلتين، وقَّع على أوراقٍ تنص على عدم زيارته لي كثيرًا، ورغم إدراكه بأن عائلة ماسون كاسري وعود، أعطاني لهم، دون أن يشعر بالشفقة نحوي.. ألستُ ابنته؟
كنت أعلم أنهُ أراد إتمام تلك الزيجة فقط من أجل تقوية العلاقات بينه وبين عائلة أوليفر، ولكن الأمر ظهر الآن بكل وضوحٍ.. لقد وقعتُ ضحيةً غبية لكلتا العائلتين.
- « هناك شيئًا آخر، نوالا. »
قالها إرثر بهدوءٍ تام، بعد أن أخبرني بما يتعلق بأبي، فهززتُ رأسي باستفهامٍ، أحاول معرفة ما السبب وراء لمعة أعين ذاك الثعلب الجالس أمامي أرضًا، ليحرك رأسه يمينًا ويسارًا بحركةٍ مُريبة، وأضاف بنبرةٍ حاقدة:
- « تتسائلين مَن أكون أنا، أليس كذلك؟ .. دعيني أخبرك، أنا إرثر آل بورغيسي، ابن روزبيلا آل بورغيسي، شقيقة رفاييل ماسون، والد زوجك.. أوليفر الذي انتهك حقوق شقيقتي كأنثى، وسلب منها كل شيء، حتى أنهت حياتها بعدما أدركت ما فعل بها. »
اتسعت مقلتاي صدمةً، ناظرةٌ لإرثر بعدم فهم، كل شيء يسير بوتيرةٍ سريعة، لا أستطيع إدراكه أو فهمه، أستمع لبقية حديثه، وهو يخبرني بكل قوةٍ:
- « ويجب أن أفعل بكِ ما فعل هو بشقيقتي، هكذا أخبرته ذات يومٍ، والآن حان موعد التنفيذ. »
لم أعِ ما قال بعد، يحاول عقلي ترجمة حقائق كثيرة تداخلت بعقله، إلى أن رأيتُ إرثر ينهض من موضعهِ، ويجذبني من خصلات شعري بقوةٍ وقسوة، فصرختُ وتعالى صوتي حتى كدتُ أشعر بأن الجدران الأربعة تهتز من حولي، لأستمع خلال ذلك صوت هِتاف أوليفر الصارخ بغضبٍ:
- « إرثــر، لن أتركــك إرثـر. »نظر إرثر ناحية الباب، بنظرةٍ مليئة بالشرِ المطلق، ثم نظر لي مرةً أخرى، وقال بصوتٍ هامسٍ: - « أتى المُغفل. »
قيَّد حركة يداي، وأجلسني رغمًا عني على الكرسيِّ، مردفًا:
- « والآن.. ترقبي ما سيحدث. »أخرج إرثر سلاحه بعد جملته تلك، يترقب هو الآخر دخول أوليفر، في حين أني لم أشعر ولو لبرهةٍ واحدةٍ بالخوف ناحية زوجي، يستحق القتل، ولكن ما شأني أنا؟
- « اقتله، لا شأن لي به. » نطقتها بسخطٍ حادٍ، من كثرة ما أدركتُ حول ماضيه، أعلم أن لكلٍ منا ماضي سيء لا يتوجب العقاب عليه إن حاول المرء تهذيب روحه، ولكن أوليفر.. لم أرهُ يجاهد ذاته للابتعاد عن البئر الذي سقط فيه بإرادته، أمقته.
نظر إرثر لي بطرفِ عينٍ، وارتسمت ابتسامةً ساخرة على شفتيهِ، واقفًا قبالتي، مستندًا بكلتا يديه على الكرسي الجالسة أنا عليه، هامسًا لي بطريقةٍ غريبةٍ: - « ولكنه يُحبك، وعلى شرفِ هذا.. سأفعل بكِ ما يجعل قلبه رمادًا. »

أنت تقرأ
حجرة ومقص
Romanceليلٌ هو وأنا النهار.. كـ قُطنةٍ بيضاء وقعت في دلوِ دماءٍ، فتلوثتُ بلونٍ أحمر أمقتُ رؤيتهِ حد الموت. يظهر أمامي في كل شيء، ويبث في روحي هدوءًا وأمان.. ثمَ وفي ذات اللحظة يبث الرعب لخلايا روحي؛ فأبتعد عنهُ.. وأخشاهُ! أنا لست لهُ، وهو ليسَ لي.. أنا أن...