13 - زوجة الوريث.

206 42 6
                                    

13 -

قوانين الطيور تمانعهم من قتال البشر، حتى وإن فقدوا أنفسهم خلال المعارك التي تُقام جراء أفعالهم، فهل أتبع أحد قوانين هؤلاء الطيور؟ أم أسير على نهجِ أفعال المفسدين من حولي؟

لماذا كُتِبَ على قلبي أن يتعايش دائمًا مع مثل تلك الأمور؟ لماذا كان الصراع واجبًا عليّ؟

« نوالا.. » فتحتُ عيناي، أنظر لأوليفر صاحب الصوت، الذي ولج لغرفتي دون أن يطرق الباب حتى، وجلس على طرفِ فراشي، فانتفضتُ جالسةً، أصرخ فيه: « ابتعد عني، ابتعد. »

دفعتهُ بعيدًا عني، وتراجعتُ بجسدي قليلا، ثم ضممتُ قدماي إلى صدري، أنظر للفراغ بصمتٍ، أتذكر كيف انساق عقلي خلف أفعالهم، وقتلتُ إرثر، دون أن أعي ما أفعل، وما لبثتُ حينها إلا أن سقطتُ أرضًا، مغشيًا عليّ بعد أن فقدتُ طاقتي في الصراخ! .. ولم أستيقظ سوى الآن، لأجد أوليفر أمامي، بوجهٍ مَلِيء بالكدمات والخدوش، وهل أصبحتُ واحدة منهم؟

« نوالا، استمعي لي، هذه المرة فقط. » أمسكني بقوةٍ من ذراعيّ، وجلس قبالتي على الفراش، نابسًا بنبرةٍ هادئة: « إهدأي، كل ما حدث بدافع انقاذ حياتك، لم تفعلي شيئًا خاطئ، إهدأي. »

هززتُ رأسي نفيًا لكل ما قال، ما يقول خطأ، أنا فعلتُها، قتلت، وأصبحت يداي ملطخة بدمٍ ملوث كأيديهم، لم أصل لمرسى آمنٍ كما أردتُ دومًا، فأبعدتهُ عني مجددًا، واحتضنتُ وجهي بكلتا يداي، أبكي ألمًا على ما اقترفتُ دون وعيٍّ مني، فسحب أوليفر نفسًا عميقًا، وتنهد بحزنٍ، معتدلا في جلسته على الفراش، ثم ضمَّني إليه، ماسحًا على ظهري برفقٍ، وهو يريد:

- « أنا أيضا، لم أُرِد أن أصبح قاتلا ذات يوم، كان لدي حُلم، ومع أول منحدرٍ.. مشيتُ خلف الأقاويل، فأنا.. الحفيدُ الأكبر لعائلة ماسون، جميع الأملاك لي، يجب أن أعتني بها وأفعل ما يُقال لي »

أنزلتُ يداي عن وجهي، ونظرتُ له، فتقابلت عيناي بعينيهِ، رأيتُ فيهما حزنًا دفينًا، فاستنشقتُ ماء أنفي، ونطقتُ: « وماذا حدث؟ »

- « أجبرني أبي على القتل، بكيتُ له كثيرًا، توسلتُ إليه، لكنهُ لم يلتفت لأمري، قال لي أن الوريث يتوجب عليه تعلم كل ما يفعله الكِبار. »

أجابني بتيهٍ، كأنهُ سقط رغما عنه في حفرةٍ أنا مَن صنعتُها، فتنهدتُ متسائلةً: « ولماذا لم تهرب؟ »

« الهروب ليس حلا لكل شيء، نوالا. » نطق بها بصوتٍ مختنقٍ، ثم نظر لي بعينين امتزجت فيهما الدمعات بالخوف، ولم أعلم إلى الآن، ما هو سبب خوفه!

« أنا.. أخشى وجودك بجانبي، أوليفر، ما فعلتَ بالماضي بث في قلبي الخوف، لا أريدك. » بعدما خفق قلبي فور أن أدركتُ قُرب قلبه مني؛ أبعدتهُ عني برفقٍ، وعاودتُ الجلوس كما كنت، أضم قدماي إلى صدري، باكيةً، فمسح على وجهه، والتفت بجسده نحوي، ناطقًا:

حجرة ومقصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن