« مُفتتح »
ممتعٌ هو رؤية الغضب الذي يتطاير مِن قهوتيهِ، والأجمل أن ترفض مَن يريدك.. وتشهد صراعهِ الحاد أمام ناظريك، وهذا ما أفعلهُ الآن!
أنظرُ بابتسامةٍ مُريبة ولكنها هادئة لذاك الشاب الذي يجلس أمامي منذُ قرابة الساعة، متلاعبةً بحاجبيَّ قاصدةً إشعال فتيل غيظهِ.. ثمَ تنهدتُ بحرارةٍ، متفحصةً مظهرهِ بنظراتٍ غامضة؛ يمتلك مظهر مُنمق، ويرتدي حُلةً سوداء رسمية، جلستهِ أمامي تُعبر عن مدى كبريائهِ وغرورهِ.. وملامحهِ الحادة ببشرتهِ البرونزية تعكس مدى برودة روحهِ، عيناهُ بحرٌ مِن القهوةِ يغرق فيهما الكثير، وشعرهِ الأسود مُصفف بعنايةٍ بالغة، يبدو لأي فتاةٍ كزوجٍ مثاليّ، وعرضُ زواجهِ لي ولعائلتي فوزٌ عظيم؛ لأنهُ وإن تجاهلتُ وسامتهِ الطاغية.. فهو ' أوليفر ' حفيد إمبراطورية ماسون الوحيد.. وإن وافقتُ على الزواجِ منهُ، سيكون لي الفضلُ الأكبر في توحيد عائلتينِ مثل عائلتي وعائلة ماسون!
لكنني ' نوالا ' ابنة عائلة لوكس الأولى، لن أقبل بمثل هذا الزواج التقليديّ الساذج!
رفعتُ رأسي، ناظرةً لـ أوليفر نظرةً هادئة، تحتَ همهمتهِ هو بانزعاجٍ، لأقول بنفيٍ: « لا.. لم أوافق، ولن أوافق.. تبًا لعائلتك ولعائلتي أوليفر! »
نهضَ أوليفر بعدَ أن أنهيتُ جملتي بهدوءٍ مُريب، دونَ أن ينبس بحرفٍ واحدٍ حتى.. يُغلق زرَ سترة حُلتهِ وابتسامةٍ خافتة تُزين ثغرهِ، فوقفتُ أنا قبالتهِ أنظم فستاني الأسود ببرودٍ يوازي برودهِ، حتى وجدتهُ يمد يدهِ لي، متمتمًا بنبرةٍ رجولية هادئة:
« رائع، هذا ما كنت أريده، جيدٌ ما فعلتِ آنسة نولا.. »
- « لا.. لست نولا، بل نوالا سيد أوليفر! »
رددتهُ المصافحة بابتسامةٍ ودودة، ما لبثت إلا أن تلاشت فورَ أن أخطأ في نطقِ اسمي اللطيف، فضغطتُ على أسناني حتى كادت أن تُكسر، ثمَ هتفتُ بالجملةِ السابقة، مصححةً ما تفوهَ هو بهِ، ليفتعل صوتًا مزعجًا مِن بينِ شفتيهِ بدونِ اكتراث للأمر، مما دفعني لسحبِ نفسّا عميقًا، كي لا أفقد ذرات هدوئي..
وفي الحقيقة أنا سعيدةٌ برفضهِ، فالزواج مِن شخصٍ مثلهِ؛ سيجعلني أفقد عقلي، وأنا لا أريد ذلك!طرقٌ خافت على الباب قطعَ نظراتي الحارقة لهُ، ونظراتهِ اللامبالية لي.. وتبعها دخول أبي وجِدُ أوليفر الذي خرجَ بهدوءٍ بعدما دخلا، فلوى جدهِ ثغرهِ بعدَ أن أدركَ الرِّد، في حين نظمتُ أنا خصلات شعريَّ البُنية، متمتمةً وأنا أخرج كذلك مِن الغرفة:
« عذرًا.. لم نتوافق، هو بارد وأنا أكثرُ برودًا! »
- « وماذا؟ .. لمَ لا يتم الزواج! »
صاحَ أبي بغضبٍ بعدَ أن خرجتُ بالفعلِ مِن الغرفة، فتراجعتُ خطوتينِ للخلف، وأدخلتُ رأسي فقط مِن خلفِ الباب، مجييةً إياهُ بابتسامةٍ مصطنعة:
« إن اجتمعنا ستكون نهاية العالم، ونحن نود كثيرًا الحفاظ على سلامةِ البشرية! »
كيفَ أخبرهم أن الزواج لا يُقام سوى على الحُبِ والتقبل؟
حتى وإن كُنت ابنة أحد زعماء المافيا، إلا أنهُ يحق لي كثيرًا اختيار رفيق حياتي بمفردي.. وأن لا أسير على نهجِ خطى أي أحد!
فهذه أنا.. نوالا لوكس، المتمردة على كل شيء، حتى على لقبِ ماسون!
- حجرة ومقص.
- رحمة علاء.
°°°°°°°°°
رواية بدأتُ في كتابتها ليلة أمس، ونُشرت في لحظةِ حماسٍ..
التحديث لن يكون مستمر.. فَـ بحسبِ الإحصاءات سيتم كتابتها كلما شعرتُ بالملل والحماس في وقتٍ واحد!
أي أنهُ مستحيلٌ ذاك الأمر.. ولكنني ما إن أنتهي مِن الكتابة.. أعدكم بنشرِ ما كتبت!
كما أنني لن أقوم بعملِ دعايةٍ لها.. الأمر جديًا غريب!
أي توقعاتٍ واستشاراتٍ؟ 😌
لن
لا تنسى الفوت، والتعليق اللطيف!
أنت تقرأ
حجرة ومقص
Romansaليلٌ هو وأنا النهار.. كـ قُطنةٍ بيضاء وقعت في دلوِ دماءٍ، فتلوثتُ بلونٍ أحمر أمقتُ رؤيتهِ حد الموت. يظهر أمامي في كل شيء، ويبث في روحي هدوءًا وأمان.. ثمَ وفي ذات اللحظة يبث الرعب لخلايا روحي؛ فأبتعد عنهُ.. وأخشاهُ! أنا لست لهُ، وهو ليسَ لي.. أنا أن...