20 - النهاية.

233 35 17
                                    

20 -

ظلام، لا يوجد سوى الظلام، وحدهُ مَن نراه الآن.. أخرجت نوالا هاتفها سريعًا، وفتحت وسيلة الضوء به، تمررهُ على المتواجدين؛ أبي، أمي، وبقية أفراد عائلتي الذين لا أهتم بها ذاتا، فتبعوا نوالا جميعًا، وفتحوا هواتفهم، ننظر لبعضنا بدهشةٍ.

« لماذا أنتم هُنا؟ وماذا يحدث؟ » هتفتُ بحدةٍ، وأنا أشدد من تمسكي بيدِ نوالا، ليتقدم أبي خطوة، صارخًا في وجهي: « هل أنتَ عدوٌ لي يا هذا؟ »

« لماذا أنتَ والعائلة هُنا يا أبي؟ » تجاهلتُ سؤاله، وسألتهُ بآخرٍ، فجزّ على أسنانهِ غيظًا، وقال: « وصلتني دعوةٌ عائلية لهُنا، هذا المطعم يُديره رجل أعمالٍ شهير، ويود شراكتي.. وأنتَ لماذا هُنا؟ »

نظر لي ولنوالا بعقدةِ حاجبين، فهززتُ كتفي بتيهٍ، ونبستُ:
« أتينا لتناول العشاء. »

تعلقت جميع أنظارنا ببعضنا البعض، لا أحد يفهم شيءٍ هنا، ونوالا تعبث في هاتفها، تحاول الوصول إلى أحدٍ، ولكن لا وجود لأي وسيلةٍ لهذا، فاتجه أبي ناحية الباب، يحاول فتحه بشتى الطرق، ولكنهُ لم يقدر، فالتف لنا، قائلا بتشتتٍ:

« يبدو أننا محاصرون جميعًا هُنا! »

اندفعتُ أنا الآخر نحو الباب، أُخرِج جميع قوتي في محاولات فتحه، ولكن كما حدث مع أبي، كانت محاولة فاشلة!

« واحد، اثنان، ثلاث.. مرحبًا بكم عائلة ماسون. » خرج الصوت من مكانٍ مجهولٍ، طاغيًا على ضوضاء العائلة، فساد الصمت علينا جميعًا، نستمع للصوت مجهول المصدر: « أتيتم للاستمتاع، وسأحقق لكم مطلبكم.. مَن ينجو منكم في النهايةِ؛ سيحصل على جائزةٍ كبرى. »

« ما هذه اللعبة يا أبي؟ قُل لي ما هذه اللعبة؟ » صِحتُ في أبي بغضبٍ، ضاربًا الباب بدلا من أن يغادرني سخطي ويدفعني من الخارج لفعل أشياءٍ لن تنال استحسان أحدٍ، فغلغل أنامله بين خصلات شعره، وهتف:

« لا أعرف، لم أفعل شيئًا! »

نظرتُ له بريبةٍ، وشك.. ثم نظرتُ لنوالا الواقفة بصمتٍ، تنظر للفراغ بتيهٍ غريب، أعلم ما يدور برأسها؛ تريد التخلص من حياتها، وفي ذات الوقت.. لا تريد!

« نوالا، حَبيبتي، سنغادر من هُنا، لا تقلقي. » نبستُ بها وأنا أقترب من موضعها، محتضنًا يدها، أحاول انتشالها من عمقِ شرودها، فرفعت رأسها، تناظرني بشرودٍ اعتدتهُ منها كثيرًا في الآونةِ الأخيرة، وذاك بالتزامن مع ارتفاع الصوت بقولهِ:

« ستبدأ اللُعبة، الآن. »

خفق قلبي بخوفٍ، وارتجفت أوصالي، الأضواء لازالت مغلقة، أخاف أن تفنى روح أمي وزوجتي من بعدها، لا أخشى الموت، ولكن أخاف أن أترك من أحب خلفي بدون أحدٍ.

ولا أعلم ما يعني ذلك الصوت، وما هذه اللعبة التي سُجنِا بداخلها بدون إرادةٍ منا، أو معرفةٍ مسبقة حتى!

حجرة ومقصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن