الفصل العاشر

4.1K 110 0
                                        



- أوف الهاتف مشغول....

قال أحمد في قلق:

- عاودي الاتصال... ربما انتهت المكالمة ....

تنهدت سماح وهي تقول:

- منذ الصباح وأنا أحاول الاتصال. أشك في أن الخط مفصول

- مفصول؟!

- منذ يومين ذهبت إلى زيارتها ، فخرجت لي أختها ، وقالت إنها ليست في المنزل... والبارحة حاولت الاتصال فردت والدتها وقالت إنها غير موجودة أيضا ... واليوم الهاتف مشغول باستمرار. أشك بأن في الأمر سرا ما ...

- ماذا تقصدين؟

- أقصد أنهم يفرضون عليها حصارا مشددا !

عقد أحمد حاجبيه في شك وقال:

- ولماذا الحصار ؟ هل حصل شيء ما ؟

-منذ زيارتي الأولى لها لاحظت أن والدتها لم تكن سعيدة بوجودي... وندى كانت متخوفة من ردة فعلها، لذلك اقترحت عليها أن نلتقي في الخارج. التقينا مرتين... ثم في الثالثة اعتذرت لأن والدتها تحتاجها في المنزل. ومنذ ذلك الحين لم أتمكن من الاتصال بها ، وهي لم تتصل أيضا . لذلك أعتقد أن والدتها وراء هذا الاختفاء المفاجئ.

أطرق أحمد في تفكير، في حين أضافت سماح:

- لا تنس أنهم يهود... لذلك لن ترضى أمها بمخالطتها لفتاة مسلمة، ربما كانت ندى أكثر تفتحا من بقية أفراد عائلتها ... لكننا لن نستطيع إخراجها من بينهم والتأثير عليها ! أوافقك على أنها ذات فطرة طيبة... لكنها يهودية ومحاطة بأبناء ديانتها . كيف سيدخل إليها الإسلام، إن لم تخرج هي إليه؟ وخروجها الآن أصبح شبه مستحيل...

كان أحمد لا يزال مطرقا في تفكير وتركيز شديدين. رنت إليه سماح وهي تقول:

- أحمد ... فيم تفكر؟

رفع رأسه ببطء ولم يتكلم... لكن بانت في عينيه نظرة مصممة. كأن أمرا ما يعتمل في رأسه ... هتفت سماح في إصرار وقلق:

- نظراتك لا تطمئن أبدا !

ابتسم في غموض وهو يهمس:

- ربما أصبح علينا أن نتصرف بطريقة أخرى!

*****

- هناك عريس لندى!

هتفت سونيا في دهشة:

- عريس؟!

كان جورج قد عاد للتو من العمل، وجلس يتناول الشاي مع زوجته وابنتها دانا التي لم يمض وقت طويل على رجوعها هي الأخرى. فقد اقترب موعد زفافها وهي تتأخر كل يوم لقضاء بعض الحاجات وتحضير مستلزمات الحفل من خياطة وحلويات وغيرها. أما ندى فقد كانت خاضعة لحظر تجوّل بعد ساعات الدراسة التي تعرفها سونيا جيدا . فأصبحت تُفضّل الانزواء في غرفتها حتى لا تقع صدامات جديدة مع أمها .

في قلبي أنثى عبريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن