32.أصدقاء قدماء.

656 47 194
                                    

الفصل الثاني والثلاثون:
{{أصدقاء قدماء}}

في عصر اليوم التالي، عند مدخل المنزل كانت هاروكا واقفة تراقب ويزرد وهو يستعد للخروج، سألته وعيناها تحملان مزيجاً من الفضول والقلق: إعادة الشمل التي ستحضرها اليوم، قلت لأي صف هي؟
فلقد وصلت له الرسالة بينما كان مشغولاً بأعمال والديه، ولم يلاحظها إلا اليوم صباحاً عندما تواصل معه أحد زملائه السابقين وأخبره بضرورة الحضور، أسترق ويزرد نظره إليها بينما كان يرتدي معطفه الداكن، وقال بهدوء: للصف السادس الابتدائي.
رفعت حاجبيها بدهشة: لكن، كيف؟
تكلم ويزرد وهو يغلق أزار معطفه، فاستغرابها طبيعي، فهي تعرف أنه كان يدرس بالخارج بذلك الوقت بالجامعة فتابع مبتسماً يشرح: كما تعلمين، سافرت للدراسة في الخارج فور انتهائي من الصف الثالث.

أخذ وشاحه، ثم التف إليها مجددًا وأكمل: طلاب مدرسة هاكو عادةً يبقون في نفس المدرسة حتى نهاية المرحلة الثانوية؛ كما بمدرستنا الآن، ولكن عندما عدت لم أستأنف دراستي بها، ولكني مازالت أعرف أغلب الطلاب من سنوات دراستي الأولى أضافة لكوني قد قابلت بعضهم لاحقاً لأسباب مختلفة لهذا السبب أرادوا مني الحضور اليوم.
همهمت بتفهم ثم سألت بعد تفكير: إذن، هل سيحضر يوكي؟

كانت تراقب ويزرد، يلف شاله الذي حكته حول عنقه وهو يرد بسخرية: قطعة الثلج؟ لا، عندما اتصلت به قال إن لديه موعد.
همهمت هاروكا من جديد بينما بدأ ويزرد في لبس حذائه، ثم سألت السؤال الذي يشغل بالها والقلق يعلو ملامحها: هل سيكون هناك الكثير من الفتيات؟
فكر ويزرد للحظة بلا اهتمام، ثم أجاب ببساطة: لست متأكدًا من عدد الفتيات، ولكن مدرسة هاكو مختلطة، لذا بالتأكيد سيكون هناك بعض الفتيات.
ربط حذائه وهو ينظر إليها بتساؤل في عينيه: لماذا تسألين؟

لم تجد إجابة فورية، فقامت برفع يدها لتصحيح شعرها بلطف مراوغة بإجابتها: أعني سيكون اجتماعكم في كاريوكي، مكان مغلق ومظلم و...
وقف ويزرد وقد أشرقت عيناه بابتسامة ناعمة: أتغارين؟
عقدت حاجبيها بخفة وردت بنبرة متضايقة بعض الشيء: فقط لا تجعلهن يقتربن كثيرًا.
ابتسم ويزرد ومسح بخفة على خدها ليقرصه بلطف مجيباً بصوت ناعم: لا تقلقي، أنتِ الفتاة الوحيدة في قلبي.

عقدت حاجبيها أكثر، وهي تشعر بالأحراج والانزعاج في نفس الوقت من استمتاعه بالأمر، فقالت بتهديدٍ واضح: إذا عدت وهناك رائحة عطر أنثوي عالقة بك، لن أسمح لك بتقبيلي لمدة أسبوع.
اتسعت عيناه لوهلة بصدمته من كلماتها فقال: ماذا!؟... ليهدئ ويبتسم لها مطمئنًا: لستِ بحاجة للقلق... ويمكنك القدوم معي إن رغبتِ!
رجعت خطوة إلى الخلف، وقالت برعب صريح: لا، لقد اكتفيت من التعرف على أشخاص جدد. أريد أخذ استراحة قصيرة من ذلك، فلا طاقة لي.
ضحك بصوتٍ منخفض، وقال: حسناً، يمكنك الاتصال بي متى أردتِ.
أجابت وهي تتنهد: لا تقلق، سأبقى في المنزل أقرأ بعض المانجا وأقضي وقتًا هادئًا.
نظر إليها بتأمل، محاولاً قراءة مشاعرها: سأحاول إلا أتأخر.
ابتسمت له بدعم: فقط استمتع بوقتك.
هزّ رأسه موافقاً: حسناً.
نظر إلى ساعته فرأى أنه حان وقت خروجه، فقال: على المغادرة الآن.
أجابت بهدوء: حسناً.

ما الذي سأفعله؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن