28.اسرار تفصح.

734 51 134
                                    

الفصل الثامن والعشرون:
{{اسرار تفصح}}

وسط الغرفة المظلمة تسلل ضوء خافت من النافذة إلى الغرفة، مضيفا لمسة من الهدوء والسكينة، استيقظ ويزرد ووجه انظاره لهاروكا، كانت تبدو كملاك نائم، وجهها الهادئ مستلقٍ على السرير، فأبتسم قائلاً بنفسه: "سعيد أنها استطعت النوم بالنهاية"
ربما كان ذلك بسبب ارهاقها، ولكنه مرتاح بذلك، نزل من السرير وقام بتغيير ملابسه، ثم خرج من الغرفة تاركها تنام إلا أن يحين وقت خروجهما مع ماي، ليرن هاتفه ويجيب على والده ليستغرق بالحديث معه. ليعود لاحقاً لإيقاظ هاروكا لتناول الأقطار، جلس بقربها كانت تبدو جميلة ولكنه رغب برؤيتها مستيقظة ليحصل على نظره من عينيها الجميلتين، وسماع صوتها الدافئ. فنادها بلطف: هاروكا الن تستيقظي؟ هاروكا.

كنت تسمع صوته يناديها أكثر من مره ولكنها لم تتمكن من فتح عينيها أو فتح فمها لتجيبه وتخبره أنها تسمعه وأن يتركها تنام لبعض الوقت الإضافي، تنهد بتعب، فهي لا تعطي إي أستجابه، ولم يكن متأكد أن كان يتوهم الأمر أو لا ولكن إيقاظها صار أكثر صعوبة هذه الأيام، أمسك يديها يرفعها ويسحبها نحوه لتجلس وهو يقول بحزم: هاروكا، عليكِ أن تستيقظي.
تمايلت بتعب واسقطت رأسها على كتفه وقالت بصوت متعب وناعس: اتركني لبضع دقائق بعد.
وانحنت للأسفل واضعه رأسها على فخذه كوسادة لها، مكوره نفسها لتكمل نومها، أدرك أنها لم تستيقظ بعد، فهي لا تدرك ماذا تفعل او تقول، نظر إلى وجهها برعاية وبدأ في إزالة خصلات شعرها عن وجهها بلطف، قائلاً: فقط لخمس دقائق، تذكري، علينا الخروج مع ماي بعد ساعة من الآن.

فور انتهاء الخمس دقائق بدا بإيقاظها من جديد ولكن من دون فائدة فهي تأبى أن تفتح عينيها، مصرة على البقاء بعالم الأحلام، وضع رأسها على السرير بلطف ونهض مخبرها بتهديد: هاروكا، سأحملك إذا لم تستيقظي الان.
لم يرى إي حركه أو رد فعل منها تدل على استجابتها، فقرر حملها، وضع يديه بحرص تحت ركبتيها وتحت منتصف جسدها، ثم رفعها برفق ليتلاقى جسدها معه، كأنه يحتضنها. شعر بوزنها ينزوي نحو صدره لتبدو كطفلة صغيرة تبحث عن مأوى دافئ، كانت لطيفة وأحبها ولكن عليها الاستيقاظ حقاً، لم يواجه من قبل صعوبة بإيقاظها مثل هذه المرة! أجلسها على الكرسي بهدوء وحاول التحدث معها مجدداً: هــاروكــا.
تحدثت بتعب وعينها شبه مفتوحة، ردت بضيق: أنت مزعج اليوم، أتعلم.

أبتسم ويزرد لردها، فتثابت ومسحت عينيها قبل أن تطرق خديها بخفة، محاولةً استعادة يقظتها. لاحظت وجوده قريبًا منها والسرير خلفه، فنظرت له باستغراب: ألم أكن على السرير؟
أبتسم محاولًا تجاوز اللحظة الظريفة، فهي حقاً لم تكن تدرك ما يحصل حول محيطها، أمسك بيدها يسحبها لتقف على قدميها ليصطدم رأسها بخفة على صدره فبقيت متسمرة مكانها وقالت بنعاس متذمرة: مازلت أرغب في العودة للنوم.
رفع وجهها بأنامله وطبع قبلة خفيفة على شفتاها المتوردتان ونظر لعينها قائلاً بشغف: صباح الخير.
ارتفعت زاويتا شفتيها عن ابتسامه محبه وردت: صباح الخير ويزرد.
-هل بدأت تستيقظين؟
سأل ويزرد بفرح، فأجابت بإيجابية: أجل، رغم أني أرغب بالعودة النوم... هل هناك إي عذر كيلا نخرج اليوم؟
-لا، أنتِ من وافقتِ على الخروج مع ماي.
قامت بتمديد ذراعيها وقالت وهي تتثاءب: حسناً، لا يوجد مهرب أذن... سأتجهز سريعاً.
-حسناً، سأنتظرك لنتناول الإفطار سوياً.

ما الذي سأفعله؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن