فصل خاص: قطعة شوكولا.

381 43 27
                                    

فصل خاص:
{{قطعة شوكولا}}

لنعد للماضي قليلاً بشهر شباط - فبراير- عندما كانت هاروكا وويزرد بآخر أيامهما بالصف الأول من المرحلة الثانوية، كان الجو مشمساً ودافئاً بذلك اليوم ويصادف عيد الحب.

كانت هاروكا تمشى بهدوء في ممر المدرسة، مستمتعة بلحظة من السكينة ومتحمسة لإعطاء صديقاتها والفتيات التي تعرفهن بعض الشوكولا التي قد جربت أعدادها الليلة السابقة فلقد تحمست واعدت الكثير لهذا تنوي توزيعها على جميع الفتيات. ولكن أثناء مشيها لم تشعر بنفسها إلا وهي تكاد تسقط على الأرض، فتمسكت بنفسها أخيراً بأخر لحظات، لتتجمد بوضعيه غريبة ولكنها منعتها من السقوط، فقالت براحة: أنا بخير.
وقفت بثبات واستدارت حولها تتأكد أن لا أحد قد رآها في هذا الوضع المحرج، فلم ترى أحد وشعرت بالامتنان والراحة.

بدأت تتأمل الأرض بحيرة، تبحث عن سبب تعثرها، وتحاول أن تبدو طبيعية قدر الإمكان، فجلست بهدوء تراقب الأرض بتركيز شديد لعلها تجد السبب.
صعد ويزرد بهذه الأثناء الدرج متوجهًا نحو صفه، ولفت انتباهه منظرها وهي تراقب الأرض ولكنه لم يهتم بما تفعله، فكل ما يهمه أن رؤيتها منذ الصباح تسعده فوقف هناك يراقبها بهدوء، مبتسمًا برقة، تردد في البداية بالتقدم نحوها، ولكنه شعر بأنها تبحث عن شيء ما، فقرر أن يسألها فبدا بالكلام بلهجة حذرة: هل تبحثين عن ش....

رآها تقف ولم تسمعه كما يبدو، فلقد كانت قد بدأت تمشي ذاهبة للصف، ليرها تنزلق وتكاد تسقط على ظهرها، أدركت هاروكا أنه لا وقت للتصرف، فقبلت مصير السقوط وأغمضت عينيها بشدة مستعدة للصدمة وآلم.
ولكن قبل أن تصل إلى الأرض، شعرت بيدين قويتين تمسكان بها من الخلف وتحميانها، استغربت وفتحت عينيها ببطء لتجد نفسها تنظر إلى عينين زرقاوتين تشعان بالقلق، فسألها بابتسامة مرتبكة: هل أنتِ بخير؟

فور ادراكها للوضع نهضت بسرعة وجزع ورعب، وهي تشعر بالأحراج فحاولت إخفاءه بنبرة صوتها الباردة المصطنعة قائلة: شكراً لك.
حاولت أن تبتعد بسرعة، فعادت للخلف خطوتين وهي تتمنى أن يختفي هذا الموقف المحرج من ذاكرتها. سألها ويزرد من جديد بحذر: هل كنت تبحثين عن شيء ما؟

كلامه جعلها تعرف أنه رآها وهي تبحث بالأرض، فبدأت بالصراخ بداخل نفسها بهلع: "هل رآني؟ يا إلهي، هل رآني عندما سقطت أول مرة! لا، لا، لا، اليوم يبدو سيء منذ بدايته! ما الذي سأفعله؟! ما الذي سأفعله؟! توقفي عن الهلع هاروكا واجيبه سريعاً وغادري"
،فتحت فمها تبدأ بالكلام وتقول بنبرة متجمدة: لا، لم أكن أبحث عن شيء، إذا أرجو المعذرة.

أردت الهروب سريعاً، فبدأت تخطو أول خطواتها للذهاب نحو الصف، وقبل أن تكمل ثاني خطوة انزلقت مرة أخرى وكادت تسقط على وجهها وهي تصرخ بداخلها: "فقط ما الذي يوجد على الأرض اليوم؟؟؟؟"
بدون تردد، تحرك ويزرد بسرعة وأمسك بها، مانعًا إياها من السقوط، نظر لها ويزرد بخوف من رده فعلها بما أنه أمسكها مرتين، فسألها بتردد: هل أنت بخير؟
كانت تشعر بالحرج والدفء يتسرب إلى وجنتيها، فابتعدت عنه بسرعة وهي تحاول الحفاظ على توازنها بوجه متجهم، وقالت: أجل، شكراً، لم أكن أحتاج إلى مساعدة.

ما الذي سأفعله؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن