فصل خاص:أول لقاء.

383 33 71
                                    

فصل خاص:
{{أول لقاء}}

في أحد أيام الخريف الهادئة، كانت أوراق الأشجار تتساقط برقة على أرضية الحديقة الواسعة المحيطة بمنزل عائلة سوما الفخم. والهواء كان يحمل برودة لطيفة، وتغمره برائحة أوراق الشجر الرطبة والعشب المتجدد بعد صيف حار. الشمس كانت تخترق أغصان الأشجار العالية لتلقي بأشعتها الذهبية على الأعشاب المصفرة.

وفي هذه الأجواء، خرج ويزرد من بوابة المنزل الفخم، مرتديًا زيه المدرسي الأنيق. وشعره الأشقر كان ينسدل برفق فوق جبينه، وعيناه الزرقاوتان كانت تلمعان بتطلع مع ابتسامة خافتة على شفتيه، تعكس سعادة خفية للحياة الجديدة التي كان على وشك أن يبدأها. فبعد سنوات من تحمل مسؤولياته الثقيلة بكونه وريث عائلة سوما، أخيرًا شعر بأنه يستطيع أن يعيش حياته كفتى طبيعي في الثانية عشرة من عمره.

صعد إلى السيارة الفاخرة التي كانت بانتظاره، وألقى التحية على السائق الذي رد عليه بمودة، ملاحظًا سعادة ويزرد الواضحة فأجابه: تبدو سعيداً للغاية هذا الصباح، سيدي الصغير.
أجابه ويزرد بابتسامة تخفي خلفها الكثير من الحماس: هل أبدو كذلك حقًا؟ ربما يكون هذا لأنني لن أضطر لتحمل قطعة الثلج لست سنوات كاملة. لا أعلم كيف تم نقلي بالخطأ، ولكنني سعيد بذلك.

هذا صحيح، كان من المفترض أن ينتقل إلى مدرسة "هاكو" الفخمة التي درس فيها بالابتدائية قبل أن ينتقل للخارج ليكمل تعليمه هناك. ولكن، بسبب خطأ ما، تم تسجيله في مدرسة "كاهو". ولكنه لم يهتم كثيرًا بهذا الأمر، بل كان يراها فرصة للاستمتاع بحياة مدرسية جديدة وطبيعية، ضحك السائق بمرح وهو يقود السيارة، ثم قال: كنت أظن أنك تنسجم جيدًا مع السيد الصغير من عائلة إيرزاوا.
تنهد ويزرد بتعب ورد: أنت تمزح بالتأكيد! قد يكون صديق طفولتي، لكنه ينسجم مع أختي أكثر مني.

في هذه اللحظة، سمع رنين هاتفه فأخرجه من جيبه ورأى اسم المتصل، فامتلأ وجهه بالازدراء وقال بضيق: ما كان على ذكرها.
تنهد وأجاب المكالمة على مضض، وهو يشعر بعدم الارتياح. فقال ببرود: ما الذي تريدينه الآن يا ماي؟
كان صوته يحمل مزيجًا من الانزعاج والإحباط. وشعر بالغضب يتصاعد في داخله بينما كانت ماي تتحدث على الجانب الآخر من الخط. فرد بصوت مكتوم، محاولة السيطرة على غضبه: لن أفعل ما تريدين.... لا أهتم..... سأخبر والدي بما تخططين له إذا استمررتِ في إزعاجي.
سمعها وهي تتكلم، ثم زفر وقال: لا، شكراً، سماع صوتك منذ الصباح لا يحسن مزاجي على الإطلاق، بل العكس تماماً. إذا لم يكن هناك شيء ضروري، سأغلق الآن لأني أصبحت قريباً من المدرسة...
لكن ماي لم تتوقف عن الحديث فقالت له شيئًا جعله يحمر خجلًا وغضبًا في آن واحد. ضغط على الهاتف بعصبية وقال بحدة: أنا لست مثلكِ! ولن أفعل ذلك ولن أنفذ طلبك.

ما الذي سأفعله؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن