33.مشاعر متوترة.

586 47 243
                                    

الفصل الثالث والثلاثون:
{{مشاعر متوترة}}

في الصباح، كانت هاروكا تقف بالمطبخ، منشغلة بتحضير الأفطار، شعرها مربوط خلف رأسها وتقلب الفطائر على المقلاة، لتنبعث منها رائحة شهية تملأ المكان، دخل ويزرد بخفة للمطبخ وابتسم وهو يراها منهمكة بالطهي فاقترب منها بهدوء ووضع يديه حول خصرها بلطف ليسحبها نحوه، وقبل ان تتمكن من الرد انحنى وقبّل عنقها برقها مما جعلها تقشعر وتتوقف عن الحركة للحظة، فتكلمت ببعض الانزعاج: ويزرد، الم أخبرك أن هذا يسبب قشعريرة؟؟؟

كان يطمر وجه بزاوية عنقها ويحرك راسة بخفة ودلال وهو يقول بصوت لعوب: آسف، لم أستطع المقاومة، فأنت تبدين جميلة وأنت تطهين، صباحك خير.
نظرت له انزعاج طفيف وتنهدت فهي لا تملك خيار سوى مسامحته، فأكملت تحضير الفطائر وهو مازال متعلق بها، لتتذوق الطبق الآخر الذي كانت تعده وهي تحدثه: صباح الخير، هل أنت هنا فقط لإزعاجي؟؟
تسربت بعض قطرات الشراب على شفتيها لتلعقها بطريقة بريئة وهي لا تدرك تماماً تأثير تلك الحركة على ويزرد، فلقد شعر بتيار من الحرارة يسرى في جسده مما جعلته يتجمد في مكانه، فحركتها البريئة كان أكثر إغراءً مما يمكنه تحمله، وما يرعب أكثر أنها غير مدركة للأمر تماماً، فسألها وهو يشدد عناقها بصوت منخفض ملئ بالرغبة: هاروكا... هل تدركين ما تفعلين؟
سألته بعفوية بينما تقلب الفطائر: ماذا؟ ماذا فعلت؟
ابتسم وهو ينظر إلى عينيها بعمق وهمس: تلك الحركة البريئة التي قمت بها بشفتيك... لقد أثرت فيَّ بطريقة لا تتصورينها.

لم تعلم عماذا يتحدث بالبداية لتشعر بوجنتيها يحترقان عندما فهمت مقصده، رفع ويزرد وجه مقبلاً إياها بشفتيها ومحولاً القبلة إلى لحظة مليئة بالشغف، استمرت القبلة للحظات ثم انفصلا لتسأله هاروكا بابتسامة وعينين خجولتين: لم أكن أعلم أن حركة بسيطة يمكن أن تفعل ذلك.

عاد ويزرد لطمر وجه بزاوية عنقها وهو يقول: كل حركة منك تلعب بقلبي.
ضحكت بمرح ممزوج بالخجل، وهي تطفي المقلاة وتعطيه قطعة ليتذوقها، حرك راسه ليقترب من يديها وفتح فمه ليتذوق ما تقدمه له، وأثناء تذوقه للطبق الجديد عليه، سألها بفضول: أحببته، ما هذا؟
تكلمت بسعادة: سعيدة لسماع هذا، كنت أعده عندما كنت أبقي بمفردي بالمنزل، أجمع عده مكونات مشابهه لبعض وأجرب صنع طبق واحد مفيد بدل أعداد الكثير وهذا كان واحد منها، كنت قد أعددت شيء آخر بحال لم يعجبك فسعيدة أنه لاقى أعجابك.

أفلت حصارها بذراعيها وبدا بمساعدتها بوضع كل شيء على الطاولة وهو يقول: لا، لقد أحببته، الهذا رغبت بمشتاقات الألبان البارحة؟
أومات برأسها بإيجابية ليبتسم وهو يضع الاشياء: سعيد بكوني تذوقته إذن، ومن الجيد رؤيتك مستيقظة مبكرة من دون مساعدتي.
جلست على مقعدها وهي تقول: لأني لم أنم كثيراً ليلة البارحة ولم أدخل بمرحلة النوم العميق بعد، فاستطعت سماع المنبه سريعاً.
همهم بتفهم ليقطب حاجبية وهو يسأل: لماذا لم تستطيعي النوم؟

ما الذي سأفعله؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن