37 والأخير:حفل التخرج.

682 53 260
                                    

الفصل السابع والثلاثون والأخير:
{{حفل التخرج}}

استيقظت هاروكا وهي تشعر بدفء غير مألوف يحيط بها، وعندما فتحت عينيها، رأت وجه ويزرد النائم بالقرب منها، وللمرة الأولى، لم تشعر بالرعب أو القلق. بدلاً من ذلك، شعرت بالطمأنينة والأمان فابتسمت وبشكل عفوي ومحبة، شددت ذراعيها حول ويزرد، تضمه إليها بقوة أكبر. وحركت رأسها بلطف تجاهه، ملامسة صدره بحب، ولم تستطع مقاومة إغراء اللحظة، فاقتربت من شفتيه وقبلته قبلة رقيقة.

استجاب ويزرد للحظة بحركة طفيفة، وبدأ يفتح عينيه ببطء. لتلتقي عيناهما، رأى في عينيها لمعانًا جديدًا. فابتسم ابتسامة ناعسة وقال بصوت خافت وهو يقبل شعرها: صباح الخير، يا حبيبتي.
ابتسمت هاروكا وقالت بهمس: صباح الخير، ويزرد.
ابتسم ويزرد بطريقة مرحة ومدّ ذراعيه ليحتضنها فشعرت بحرارة جسده وهي تتسرب إليها، لتسمعه يقول بتمني: لا أرغب بالذهاب للمدرسة اليوم، أريد البقاء معك واحتضانك.
ضحكت هاروكا وقالت بمرح: تعلم أنه لا يمكننا ذلك.
كانت أصابعه تمر بلطف في شعرها وهو يقول: أعلم ولكنكِ تبدين جميلة جدًا كل صباح. لا يمكنني الاعتياد على ذلك.

ضحكت هاروكا مرة أخرى، ثم نظرت إلى النافذة، حيث بدأت أشعة الشمس تتسلل إلى الغرفة وقالت: ما رأيك أن نحظى بفطور رائع معًا اليوم؟
أجاب ويزرد بابتسامة: حسناً، كما تريدين.

نهض ويزرد من السرير، واستعد للتحرك. وعندما حاولت هاروكا التحرك خلفه، شعرت بآلام عضلية قوية في ساقيها، كما لو أن كل عضلة قد استجمعت التعب الذي تراكم خلال اليوم السابق باليوم الرياضي، فحاولت أن تتحرك مجدداً، ولكن الألم كان حادًا لدرجة أنها شعرت بأن كل حركة تضغط عليها بشدة، فببطء، حاولت النهوض من السرير، ولكنها وجدت أن خطواتها كانت بطيئة وصعبة، فساقيها ثقيلتين، وهما ينبضان بشدة وكل خطوة تؤدي إلى انقباض عضلي يسبب لها ألمًا متزايدًا.

تنفست بعمق، وحاولت أن تدفع نفسها للنهوض، لكن الألم كان يزداد سوءًا مع كل حركة. لتبدأ الدموع بتجمع في عينيها بسبب حدة الألم، فتأرجحت قليلاً في مكانها، ونادت بصوت خافت: ويزرد.
التفت إليها ورأى تعبير الألم على وجهها، فقالت له بصوت منصدم: أشعر وكأن قدماي قد حصلتا على قلب خاص بهما.
اقترب منها بسرعة وسألها بقلق: ماذا حدث؟
أجابت بتردد وضيق: أعتقد أني تحمست أكثر من الازم البارحة.
ضحك ويزرد برقة وقد فهم ما يحدث وقال: أجل، أنتِ حقًا لم تعرفي متى تتوقفي.

ثم انحنى وساعدها على النهوض ببطء. كانت تشعر بعضلات ساقيها لا تتوقف عن النبض، وكل خطوة كانت تسبب لها شعورًا كصدمة كهربائية، أمسك ويزرد بيديها وهو يردف بمرح: لا تقلقي، سأساعدك على المشي. سنذهب ببطء.
ضحكت هاروكا وهي تمسك بيديه وقالت: أشعر وكأنني عجوز الآن.
ابتسم ويزرد وقال بمزاح: إذا كنتِ عجوز، فأنا سأكون حفيدك المحب.
ضحكت هاروكا بشدة وقالت: أوه، حسناً يا حفيدي العزيز، هل ستساعدني في النهوض؟
ضحك ويزرد وأجاب: بالطبع، تعالي.

ما الذي سأفعله؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن