- يعقوب باشا .. اتفضل..ولج يعقوب للداخل ثم جلس بهدوء فوق المقعد واضعًا قدمًا فوق الأخرى بكبرياء بينما يرمي عفاف المرتجفة بنظرات مستحقرة من أعلى لأسفل...
قال أحد الضُابط وهو يرمق يعقوب بغضب مكتوم:-
- أكيد يا يعقوب إنت متهم لغاية ما تثبت براءتك..ابتسم يعقوب بخفة وردد عاقدًا جبينه:-
- بس إنتوا بتقولها باين .. المتهم بريء حتى تثبت إدانته، جات عندي واتغيرت ولا أيه..!!وأكمل يعقوب وهو ينظر للضابط المسؤول الأعلى رُتبة:-
- ممكن أعرف مين إللي هيبقى مسؤول عن التحقيق علشان أتكلم معاه..ردد المقدم "براء" بجزم وهو يُشير للضابط الأخر:-
- اتفضل يا سيادة النقيب على شغلك .. أنا ويعقوب هنتكلم..خرج الضابط على مضض بينما يكبت إعتراض يلوح فوق لسانه في حين يرشق يعقوب بنظرات ناقمة..
استرخى يعقوب بجسلته دون مبالاة ثم هتف بتسلية يتلاعب بأعصابها:-
- يلا نبدأ وكل واحد يقول إللي عنده يا براء باشا، عندي تسجيلات من قلب البنك هتعجبكم أووي وأوراق وكالة عامة على أعلى مستوى..
وبالمقابل طبعًا إنت عارف إن الطب متطور أوي وأكيد السيدة الوقورة عفاف مش هتعترض أبدًا إن بناتها يتعرضوا على الكشف الطبي، وأنا مجرم متعاون جدًا...
ولا أيه يا عفاف ... الجرب..شحب وجه عفاف أكثر وهي تُسرع تقول بنفي:-
- لا .. لا يا باشا .. أنا غلطانة مش هو ده الشخص، يمكن غلط في الأسماء...
أنا همشي يا باشا بعد إذنك .. أنا مش عايزه حاجة..وقفت تفرك يديها ليغمز يعقوب لبراء فيقول:-
- غوري ودي أخر مرة تهوبي هنا..أطلقت لقدميها العنان تفرّ خارجة وكأن وحوشًا كاسرة تطاردها وهي تتيقن أن تلك الطريقة لن تُجدي نفعًا مع هذا المتكبر المتفاخر..
هي تعلم ما الذي سيجعله ينسحب من تلك الحرب..!!تعجب براء وهو يتسائل بغرابة:-
- ليه سبتها تمشي يا يعقوب، الأدلة إللي معاكِ توديها في ستين داهية...أسند يعقوب ظهره للخلف وقال بنبرة غامضة يتخللها المكر والخُبث:-
- مش بالساهل كدا يا براء ... السجن ده أخر خطوة، لازم أعيشها الرعب والمذلة إللي عيشتها لرِفقة ... لازم تدفع التمن غالي قبل ما تتعفن في السجن..تنفس بعمق وهو يستقيم ثم قال وهو يمد يده يُصافح براء:-
- شكرًا جدًا لك يا براء وأكيد هنبقى على تواصل..أردف براء بصدق:-
- وأنا في الخدمة يا يعقوب والولية دي هتاخد جزاءها أكيد..- تسلم يا باشا..
خرج يعقوب وسار نحو سيارته ليتنهد براحة قبل أن ينطلق نحو مكانٍ ما، غاب بداخله أقل من ساعة ثم خرج يبتسم بينما يحمل بعض الأشياء بسعادة عرفت طريق عُقد وجهه التي لم تسري السعادة فوقها من قبل...