ابتسم الطبيب بوِدّ وقال بتقدير:-
- حقيقي يا بختها بيك يا يعقوب باشا، بس الموضوع مش مستاهل ومش هنضطر للتبرع بالقرنية، العملية نسبة نجاحها كبير إن شاء الله بس كل الموضوع إنها بس تكلفتها عالية..تنهد يعقوب براحة فكما توقع تلك لُعبة قذرة من زوجة خالها عفاف، وما خفي كان أعظم من ألاعيب تلك المرأة القبيحة..
حرك يعقوب رأسه وأردف:-
- مفيش مشكلة يا دكتورة، بس اكتبلي كل التكلفة والمطلوب وأيه الإجراءات إللي هنعملها علشان تدخل العمليات، ياريت ميبقاش في تأخير، لأن مفيش داعي للتأجيل، ابدأ بتجهيزها يا دكتور لو سمحت..ابتسم الطبيب على عشقه الجليّ وسحب بعض الأوراق وأخذ يُسجل بعض الأشياء ثم هتف:-
- تمام .. إن شاء الله هنعمل بعض الفحوصات والأشعة قبل العملية وأول ما تنتهي هنحدد وهتدخل العمليات فورًا .. متقلقش كل حاجة تمام..سلّم ليعقوب الذي انتصب بوقفته بعض الأوراق، والذي قال بهدوء:-
- تمام يا دكتور صلاح هنبقى موجودين في الميعاد وهطبق كل التعليمات..- ألف سلامة عليها يا يعقوب باشا، وإن شاء الله معافاه..
خرج يعقوب يبحث عن رِفقة كالملهوف وقد أرشدته ممرضة على موقعها..
ولج للغرفة بعد أن طرق بخفة ليفزع قلبه منتفضًا فور أن رأى وجهها المذعور وأعينها الدامعة، التهمت أقدام الخطوات التي تفصلهم بتلهف وجلس على أعقابه أمامها يُمسك يديها بحنان مستفهمًا بتلهف وقلق:-
- رِفقة مالك يا جميل زعلانه ليه .. حد كلمك ولا حد أذاكِ..تشبثت بيده بشدة وكأنه طوق نجاتها ثم أخذت تقول وهي تجذبه نحوها تتدثر وتحتمي به قائلة بفزع:-
- يعقوب هما عايزين ياخدوا مني دم كتير وأنا بخاف أوي من كدا .. دي حاجة بتخوفني، أنا مش بدلع والله بس أنا بخاف حقيقي .. هما بيقولولي بلاش دلع بس والله أنا بخاف..جلس بجانبها مطوقًا كتفيها باحتواء رامقًا الثلاث ممرضات بغضب ناري وأعين مشتعلة بينما رِفقة تختبأ بكتفه، هدر يعقوب بحِدة:-
- متخافيش أنا هنا .. ولو بتدلعي..ادلعي طولك وعرضك يا ست البنات محدش ليه عندك حاجة..وقبل رأسها بحنان هامسًا بجدية ممزوجة باللين:-
- بصي يا أرنوبي أنا موجود أهو مش هسمح لأي مخلوق يمس شعره منك، سيبي نفسك وامسكي فيا وفكري في حاجة مهمة أو لحظة حلوة مريتي بيها وهتلاقي في ثواني خلصنا ومحستيش بحاجة..جاءت تتكلم باعتراض فقاطعها وقد أخذ يكشف ذراعها بحنان:-
- رِفقة .. حبيبة ونور عين يعقوب لازم الخطوة دي علشان العملية ...علشان خاطري أنا استحملي واسمعي كلامي..حركت رأسها بإيجاب على مضض وهي تغمس وجهها في كتف يعقوب الذي يُمسك ذراعها بحنان ورِفق ثم أشار للممرضة بحِدة، بينما رِفقة فأخذت تذكر الله ثم تتلو آية الكرسي وعملت بنصيحة يعقوب لتتذكر وتشرد في أكثر اللحظات سعادةً لها .. بعد عقد قرآنها على يعقوب وتلك اللحظات التي جمعتهم..
صدر عنها صوت متألم فور أن سحبت الممرضة الإبرة من ذراعها فدلّك يعقوب موضعها هامسًا بحنان:-
- خلاص خلصنا كل حاجة انتهت .. حسيتي بقا بحاجة..
