البارت الرابع عشر

14 2 1
                                    

الفصل الرابع عشر

صعدت لشقتها وجاءت لتضع المفاتيح إذا بشخص يمسك ذراعيها ويقرب منها أداة حادة، صرخت ؛ لكنه تدارك الأمر ووضع يده على فمها يكتم صوتها.
جفل حمزة المتابع لها وقد سقط قلبه وكأن أحد رمى به من أعلى قمة جبل، هلع عندما رأه يقرب طرف السكين منها، لا يعرف لما جاء في مخيلته ذاك الكابوس الذي كان يراوده كثيرًا، تخيل مراد الذئب ونور الفتاة هل يعقل أن تكون هي؟ ترك الامر جانبًا ، وحاول إعمال عقله سريعًا، نظر حوله يمشط المكان بعينه وجد صندوق قمامة موضوع بالمرر الذي يختبأ به أخذه واقترب منهم.
سيطر الرعب عليها عرفت أنه مراد وادركت أنها هالكة لا محالة سمعته يهمس لها بكلمات جعلت الدموع تتقاذف من عينيها ونبضاتها على وشك التوقف، ظلت تدعوا وتردد الأذكار التي حضرت في ذهنها وتناجي الله ألا تكون نهايتها، أغمضت عينيها حينما أحست بطرف السكين ينغرز بزراعها ، صوت اصطدام خلفها ومراد الذي ابتعد عنها جعلها تلتفت بحذر ، وجت حمزة القى ما بيده وتقدم منه وظل يسدد له اللكمات، دنى منه وقال بصوت خفيض ظن أنها لن تسمعه:
- لو فكرت بس تيجي جمبها صدقني مش هتردد في قتلك، إلا نور يا..... والرعب اللي عاشت فيه بسببك هعيشهولك أضعاف لو مابعدتش عنها، أنا مصدقت أن روحي رجعت لي تاني ومش هسيبها، صدقني محدش هيرحمك مني،
ختم ما تفوه به بلكمة في أنفه فغاب الأخر عن الوعي، تركه واقترب من نور التي ترتعد كعصفور صغير، رأها ممسكه بذراعها والدماء تملأ يدها، كانت في حالة استغراب لما شاهدته من حمزة، خلع سترته وامسك بالسكين وشق طرفها، ناولها لها كي تكتم به الدم المتدفق، أثناء توجههم حيث الدرج إذ بالمصعد يفتح وتخرج منه امرأة أربعينية، نظرت لنور والتي تعرفها جيدًا ، نظرت تجاههم باستغراب وسرعان ما جذب نظرها الدماء النازفة من ذراع نور، اقتربت منها بخوف لمظهرها، ظلت تتحدث معها حتى قصت عليها ما حدث، استنكرت المرأة وجود حمزة ثم نظرت لنور بتساؤل لكن الأخرى قد تمكن منها الألم، لاحظها حمزة فحثها على النزول كي يتوجهوا للمشفى؛ لكنها كالصنم الذي لا يسمع ولا يعي لشيء، رفع نبرة صوته علها تفيق، رفعت رأسها إليه والدموع تجري على صفحة وجهها نظر لها بحزن على حالتها وطلب منها اتباعه حتى لا تنزف أكثر، المرأة مازالت تراقبهم بل أصرت على المجيء وتوجهت بنور تجاه المصعد، منعها حمزة شارحًا الأمر فأذعنت له و هبطا الدرج خلفه ، تتابعة هي والألم ينخر بذراعها؛ لكنها متفاجئة من كونه تذكر رهابها، ابتسمت بخفة؛ وسرعان ما ضغطت بأسنانها على شفاها من الألم فجرحها يبدوا أنه عميق، فتح لها باب السيارة الخلفي صعدت وخلفها المرأة، أثناء الطريق اتصل على عابد وأخبره بما حدث معه، طمأنه أنهم بخير وقال له الأخر أنه سيلحق به على المشفى بعد أن يبعث أحد على عنوان نور، أغلق معه ثم هاتف سدرة وطلب منها أت تأتي دون علم أحد ، حاولت أن تفهم ما له لكنه لم بعطي لها فرصة وأغلق المكالمة، وصل لوجهته فسمعها تهمهم باسمه وهي على وشك فقدان الوعي أمسكت جارتها بها جيدًا وساعدتها على النزول، سارت معها نور بوهن، دخلوا قسم الطوارئ وذهب حمزة للاستقبال، جاءت إليهم ممرضة كشفت عن ذراعها وبعدها أخذتها للطابق الأعلى تبعهم حمزة بعدما ترك بطاقته الشخصية وبعض المال لحق بهم.
بعد قليل جاءت سدرة والخوف يسكنها اقتربت منه تتفحصه أخبرها انه بخير وقد قص عليها ما حدث، وضعت يدها على قلبها، نظرت للمرأة التي تجلس على المقعد فاخبرها انها جارة نور، حيتها بهدوء واقتربت من الغرفة القابعة بها نور تستأذن للدخول، بعد قليل خرجت الممرضة وطلبت منه التوجه للاستقبال كي يستكمل بيانات المريضة، هوم برأسه وسألها عنها، أخبرته بان الجرح عميق وسيحتاج للتقطيب، استاذنت جارة نور للرحيل وطلبت رقم هاتف كي تطمئن عليها، اعطى لها رقم سدرة وشكرها وواصل سيرة متجهًا للأسفل، رن هاتفه باسم عابد فأجاب عليه وأخبره بمكانه، استكمل البيانات ودفع بقية المال وأثناء عودته وجد عابد، سأله ماذا فعل؟ فقال:
- متقلقش لما بعت اتنين على العنوان لاقوه بيحاول يسند نفسه أخدوه على القسم وإن شاء الله نفتح محضر تعدي ونثبت فيه حالة نور.
أومأ له وقد وصلا أمام الغرفةْ جلس حموة ممسكًا برأسه جاوره الأخر وباغته بسؤال جعل حمزة يناظره بتوتر، فقال له عابد بابتسامة:
- متبصليش كدا حالك بيقول إنك بتعشقها مش بس بتحبها، خد خطوة وحافظ على علاقتكم واتقي ربنا فيها.
ابتسم له وربت على كتفه، خرجت سدرة تفاجأت بوجود عابد، خجلت منه ونادت على حمزة، أقترب منها يسألها على نور، طمأنته أنها بخير ، طلبت منه أن يأتي بعصائر لها حتى تعوض ما فقدته من دماء، جاء ليذهب استوقفه عابد وطلب منه ان يمكث هنا وهو سوف يجلب ما يحتاجون، خرج الطبيب فاستفسر منه عن حالتها طمأنه أنها ليست بحالة خطيرة لكن عليها الحذر من أي مجهود، شكره حمزة وجلس في انتظار عابد.
في الداخل كانت نور مستلقيه على الفراش بجانبها سدرة الممسكة بيدها وتمسد على رأسخا بحنان،ابتسمت نور بضعف وسألت عن حمزة، أخبرتها أنه بالخارج، نظرت لها بخبث ودنت من أذنها وهمست قائلة:
- باين كدا الصنارة غمزت وهنفرح قريب.
خجلت من حديثها وولت برأسها للجهة الأخرى بصمت.
دق الباب فذهبت كي تفتح بينما نور تهندم حجابها، دخل حمزة وناولها حقيبة بها عصائر وشوكولاتة، سألها عن حالها لم يرفع بصره، ردت عليه بصوت خفيض وشكرته على ما فعله معها، اومأ وقال أنه منظرهم بالخارج كي يذهبوا للمنزل.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد وصولهم للمنزل والجميع قد علم ما حدث معهم، أصرت حورية على مكوثها معها حتى تشفى،لكنها اعتذرت بلطف ،
تجمعت النساء معها في شقتها بينما الرجال في الشقة المقابلة يستجوبون حمزة، قص عليهم ما حدث وأخبرهم عابد بأمر المحضر، كان مالك يتمعن في حديث ابنه وقد استشف أنه غارق في الحب، استأذن عابد ورحل تبعه مالك وابنه، توجه يونس حيث تمكث النساء وطرق الباب، خرجت له سدن ، سألها عن نور فقالت انها نامت بفعل الدواء، طلب منها ان تخبر حورية باللحاق به لأنه يريدها، استاذنتهم حورية واتجهت صوب زوجها، أصرت سدن على والدتها أن تنزل حيث ابيها واخيها وستبقى هي وسدرة جانبها.

شفاء الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن