الفصل الثاني عشر

0 0 0
                                    

تداخلت الأصوات وتشوشت الرؤية، حياتها كالسباق طويل الأمد، لا ينتهي ولا هي تستطيع التوقف! فتحت غرام عينيها ببطئ في محاولة تذكر ما حدث قبل أن تفقد وعيها، أصابها الإدراك فجأة فإعتدلت في جلستها بسرعة مما أدى إلى مداهمة الآم الرأس لها مبتدئة سيل كبير من العذاب! تأملت غرام الغرفة من حولها فكان والدها يقف بملامح واجمة جانب صادق الذي لم يظهر على ملامحه أي شيء بينما هناك طبيب يجمع أشياءه في حقيبته قائلًا إلى رياض :

-الموضوع مش مستاهل أي خوف طبيعي في بداية الحمل يكون في دوخة وقد توصل للإغماء زي اللي حصل حالياً، أهم حاجة بس إن المدام تهتم بصحتها وبأكلها وتواظب على الأدوية اللي هكتبهلها

اتسعت عينيها بهلع وتمنت لو تغمض عينيها ويتلاشي ذلك الكابوس المرعب، انكشف أمرها اسرع مما توقعت! اللعنة على فقدان الوعي الذي عجّل بتلك الكارثة! ازدردت غرام ريقها وهي تنظر إلى والدها بملامحه الواجمة بينما أعطى الطبيب الورقة إلى صادق قائلًا :

-الف مبروك الله يتمملكم على خير

ابتسم صادق مجاملًا ثم اصطحب الطبيب إلى الخارج وحين أغلق الباب ولم يبقَ في الغرفة سوى غرام ووالدها انكمشت على حالها تضم ساقيها إليها ولا تجد القدرة على الحديث إلا أن عينيّ رياض اشتعلت ببريق الغضب لذلك انقض عليها ممسكًا بذراعيها وجعلها تنهض عنوة فتجمعت الدموع بعينيها على الفور وهو يصرخ في وجهها قائلًا :

-اللي في بطنك ده جه من انهي مصيبة! ابن مين ده انطقي!!

ازداد الخوف بقلبها وهي للمرة الأولى تبصر والدها بذلك الكم من الغضب لذلك قالت على الفور بهلع :

-ابن علي يابابا والله! علي جوزي انا معملتش حاجة غلط!

اتسعت عينيه وبدى لها أن نيران الغضب بداخله قد تزايدت لذلك عاد رياض ليصرخ في وجهها وهو يهزها بعنف قائلًا :

-جوزك اللي اتقبض عليه يوم فرحكم يافاجرة!

شهقت غرام متألمة عندما هوت صفعة على وجنتها افقدتها توازنها فسقطت ارضًا تبكي بقوة، للمرة الأولى يضربها رياض للمرة الأولى تراه على حاله الجنون تلك! عاد صادق إلى الغرفة مسرعًا وقد انكمشت غرام على حالها مجددًا تخشي صفعة جديدة من والدها، همّ هو بصفعها مجددًا إلا أن صادق أمسك بذراعه قائلًا :

-اللي انت بتعمله ده مش حل ياعمي خلينا نفكر في حل للمصيبة دي
-حل! انت شايف ليها حلول! أودي وشي من الناس فين، يافضيحتك يا رياض يافضيحتك بين الناس يا رياض!

قالها ثم ركلها بعنف فتأوهت غرام مجددًا وسط بكائها وهي تتمنى لو كان علي هنا لينقذها من ذلك العذاب الذي تحياه، ابعد رياض يد صادق عنه ثم انحني يجذبها مجددًا حتى تنهض ثم قال في غضب :

غرام العليّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن