تشبثت غرام بذراع علي وهي ترتجف خوفًا بعدما استقرت تلك الرصاصة بجانبهما على الحائط، كادت أن تصيب علي للتو! الظلام المطبق على المنزل كان يزيده هيبة وخوفًا، امعن علي في الظلام في الاتجاه ذاته الذي أتت منه الطلقة النارية فعقد حاجبيه على الفور وهو يردد متعجبًا :-رياض بيه؟!
ازداد الخوف بقلب غرام التي تحلت بالشجاعة أخيراً لتبتعد عن ظهر علي الذي اتخذته درعًا واقيًا قبل عدة دقائق وحين رأت والدها على حاله الغريب ذلك يجلس ارضًا ويظهر الهلع بوضوح في عينيه التي بالكاد رأتها هرعت تجاهه قبل أن تهوى بجانبه ارضًا فإحتواها رياض بين ذراعيه على الفور فأجهشت في البكاء، تأملهما علي لوهلة قبل أن يشعل الضوء وحينها هالته الحالة المذرية للمنزل، وكأن إعصارًا قد عصف به! أدرك علي حينها أن أمراً ما في غاية الخطورة قد حدث، وتوقع الفاعل! اقترب منهما ثم قال في هدوء :
-ياحاج...
قاطعه رياض قبل أن يكمل حديثه بعدما نظر إلى عينيه بحزم وقال :
-احنا لازم نمشي من هنا وحالا!
-نمشي؟! نمشي نروح فين يابابا
-اي حتة المهم ميعرفش يوصلنا فيها!عقدت غرام حاجبيها بتعجب من جديد وأرادت أن تسأل عن من كان يتحدث والدها إلا أن علي الذي فهم سريعًا هوية الشخص الغامض لديها أمسك بيدها وجعلها تنهض قائلًا في حزم لا يقبل النقاش :
-روحي لمي هدومك انتي والحاج، بسرعة يلا!
حركت غرام رأسها بتفهم وهي مازالت لا تفهم ما الذي يحدث وكيف لتلك الليلة الرائعة أن تصبح كابوسًا كالذي تحياه الآن إلا انها ركضت مسرعة تجاه الطابق الثاني لتنفذ ما أمرها به علي، عندما تأكد علي من رحيلها نظر مجددًا إلى رياض وعاونه على النهوض تلك المرة ثم سأل :
-انت كويس ياحاج؟!
-رضوان ياعلي، رضوان بعت رجالة ضربوا نار على الفيلا، المكان هنا مبقاش امان، مفيش حتة امان في الدنيا طول ما هو هيعرف يوصلنا فيها، اي فندق أو أي حتة هنروحها هيعرف يوصلنا فيها، انا بفكر اخد غرام ونسافر برا مصر كلها
-ده مش حل برضو يا حاج، سيبها عليا انا هتصرفنظر رياض إلى علي وكأنه بر الأمان الوحيد المتبقي له في هذه الدنيا، ولكن قلبه أطمئن عندما وجد بعينيّ علي ثقة، ثقة جعلته يشعر حقًا أن ما هي سوى أيام معتمة وسوف تشرق الشمس قريبًا! عادت غرام حينها وهي تحمل الحقيبة التي جمعت بها ثيابها وثياب والدها على عجالة فنظر علي إلى رياض يتأكد من انه يستطيع الوقوف بمفرده ثم ذهب إلى غرام وحمل الحقيبة منها وحينها ذهبت غرام إلى والدها مجددًا تسانده، خرجوا من المنزل سويًا وظنت غرام بأنهم سوف يستقلون سيارتها مجددًا لذلك تعجبت عندما وجدت علي يتجاوز سيارتها خارجًا من المنزل فسألت ذلك السؤال الذي نسي رياض أن يسأله :