الفصل السابع عشر

1 0 0
                                    


أقوى مراحل الحب تتمثل في التضحية، قد يضحي المرء بقلبه بأكمله لأجل إنقاذ من يحب! عانقت غرام صغيرها بقوة وصمت، لم تحب في تلك الدنيا بأكملها قدر ما أحبت بلال، بلال كان شراينها النابض في الحياة، بلال من يبقيها على قيد الحياة، وعلى الرغم من ذلك وقعت على صك فقدانه للأبد، في رحيله مع علي فناء لها، لكن لتفني لا بأس مادام صغيرها سوف يحيا في سلام! استمعت إلى ضوضاء منبعثة من الأسفل فتشبث بلال بها أكثر وقد باتت الضوضاء تصيبه بخوف مضاعف، عندما ارهفت غرام السمع استمعت إلى صوته المألوف المحبب، ثاني اكثر رجل عشقته بعد صغيرها بلال، علي! نظرت إلى صغيرها تشيعه بنظراتها وهي تنهض لتغادر الغرفة بعدما طلبت منه البقاء، سارت وفي كل خطوة كانت تتألم حتى وصلت إلى الطابق الأول وحينها تعلقت أنظار الجميع بها، صادق الذي كان يناظرها بغضب شديد ورياض مؤنبًا ووحدها نظرات علي التي تشعرها بالخزي ما كانت تؤلمها، أما عن مهرة فكانت تنظر إلى صادق تكاد تحرقه بنظراتها لذلك ابتسمت غرام، ولكن بسمتها تلاشت سريعًا عندما اقترب منها صادق ممسكًا بذراعها بقوة وهو يجذبها إليهم قائلًا في حدة :

-ايه اللي انا بسمعه ده ياغرام؟

صمتت وهي تنظر إليه بتعجب ولا تفهم عن ماذا يتحدث تحديدًا إلا أنه تابع بنبرة دهشة وألم متصنعان :

-بلال مش ابني؟!

عقدت غرام حاجبيها تلك المرة وألجمت الصدمة لسانها، أي حماقة يتفوه بها الآن وأمام علي! علي الذي ابتسم اخرًا ولاذ بالصمت، هزّ صادق غرام بعنف ثم هدر بها قائلًا :

-ما تردي! ازاي قدرتي تخبي عني حاجة زي كدا!

شعر رياض بالغضب حينها وهو يرى ابنته قد شتتها الصدمة لذلك قال غاضبًا :

-ايه الكلام اللي انت بتقوله ده يا صادق؟! انت من قبل ما تتجوزها وانت عارف انها حامل في ابن علي!

انسابت الدمعات من عينيّ غرام ببطئ وهي تختلس النظر إلى علي الذي ضحك حينها ثم قال :

-ده انتوا كلكم متفقين بقى! انتوا عارفين انا ممكن اعمل فيكم ايه؟! انا ممكن أوديكم كلكم في ستين داهية دلوقتي بالأوراق اللي معايا اللي بتثبت إن بلال إبني!

دفع صادق غرام وتركها فكادت تتهاوى ارضًا إلا أنها استردت توازنها في اللحظة الأخيرة ثم نظر إلى علي وقال :

-ليه مش عايز تفهم اني ضحية زيي زيك! انا مكنتش أعرف الكلام ده!
-كذاب، كذاب يا صادق
-أخرسي!

قالها ثم هوت صفعته على وجه غرام التي فقدت توازنها تلك المرة وهوت ارضًا، اشتدت قبضة علي وشعر أنه يود لو يبرح صادق ضربًا الآن على فعلته ولكن بأي حق! عقدت مهرة حاجبيها غضبًا من إهانة صديقتها بهذا الشكل وحين نظرت إلى علي ووجدته يصارع بداخله حتى لا يتدخل قررت هي أن تتدخل فعلى الفور انحنت ملتقطة حذائها وقالت وهي تنقض على صادق :

غرام العليّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن