الفصل العاشر

0 0 0
                                    


وثب قلبها خلف أضلعه بخوف وقد كانت تظن أن الكابوس أنتهي، وفصل صادق في حكايتها قد ولَّى ولكنه هنا أمامها الآن في آخر مكان توقعت رؤيته به وفي آخر وقت أرادت رؤيته به فعلي ليس هنا حتى صالح كان برفقته، اما والدها فمريض ولا تجد من يدافع عنها! أرادت غرام أن تقفل الباب مجددًا إلا أنه حال دون ذلك فظهر الخوف جليًا في نظرة عينيها، لاحظت مهرة أن شيئًا ما يحدث لذلك ذهبت إليها ووقفت بجانبها تضع إحدى يداها في خصرها وهي تتأمل صادق في ضيق بعدما رفعت احد حاجبيها، كان الصمت مطبق على الأجواء حتى قالت مهرة بنفاد صبر :

-خير يا أفندي عايز مين؟!

نقل صادق نظره بين غرام ومهرة التي تكاد تحرقه بنظراتها لكنه في نهاية الأمر نظر إلى غرام وقال بتعجب :

-مين دي؟!
-انا اللي مين برضو! انتي تعرفيه ياغرام؟!

ازدردت غرام ريقها فلاحظت مهرة هلعها لذلك ازدادت نظراتها حدة تجاه صادق، قالت غرام بخفوت :

-ده صادق ابن عمي
-غرام احنا محتاجين نتكلم

قالها صادق بهدوء جديد عليه لذلك تعجبت غرام، ظنت أنه سيثور ويحرق المنزل كعادته إلا أن هدوءه باغتها فلم تجد الكلمات لتخبره بها ولكن مهرة كانت له بالمرصاد لذلك قالت وهي تهم بإغلاق الباب مجددًا :

-راجل البيت مش موجود ياخويا لما يبقى يجي بالسلامة ابقى اتفضل شرفنا

ولكنه مجددًا حال دون إغلاق الباب وهو ينظر إلى غرام قائلًا في رجاء :

-غرام انا لازم اتكلم مع عمي! انا من يوم ما عرفت اللي حصل في البيت وانا هتجنن وما صدقت لقيتكم، انا بس عايز أطمن عليه!

كان الخوف مازال يعبث بقلبها يجعلها تخشي أن تسمح له بالدخول، نقلت مهرة بصرها بينهما تحاول أن تفهم خطوة غرام الآتية ولكنها لم تستطع، تنهدت غرام وهي تمسك بالباب مجددًا وتهم بإغلاقه :

-استنى هنا

تلك المرة لم يعارض صادق فأغلقت غرام الباب وذهبت إلى والدها على الفور، انتظر صادق بصبر أن تعود غرام لتفتح الباب من جديد، كان هدوءه الجديد يثير غضبه بعض الشيء ولكن في سبيل تحقيق رغباته تهون الصعاب! فُتح الباب مجددًا ولكن كان رياض أمامه تلك المرة فإبتسم صادق وقال فيما بدى لرياض لهفة :

-عمي!!

قالها ثم ارتمي بين احضانه فعقد رياض حاجبيه بتعجب إلا أن قلبه سرعان ما سامحه على الأخطاء السابقة، تنهد رياض وهو يبادل صادق العناق مرحبًا به ثم سمح له بالدخول، أقبل صادق برفقة رياض وهو يتأمل المنزل في ازدراء واضح، كان يبحث عنها بعينيه لكنه لم يجدها مجددًا وكأنها تلاشت! جلسا سويًا والصمت مازال مطبقًا على الأجواء بينما صادق يتأمل المنزل في ضيق، تنحنح رياض ليعاود جذب انتباهه فحينها نظر صادق إليه ثم قال متعاطفًا :

غرام العليّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن