وضعت مُهرة أقداح القهوة التي أعدتها حتى تذهب عنهم سلطان النوم جانبًا ثم جلست هي الأخرى تتثائب وهي تحاول جاهدة أن تدرك حديثهم المنتظر، تأملت مهرة كل من صالح وعلي وملامح الدهشة لا تفارقها، تكاد تقسم بأن كل منهما قد غفى وعيناه منفتحه! تنحنحت مهرة تعيدهما من تلك الغيبوبة التي حلت عليهما فجأة فإبتعد صالح عن صديقه بعدما كان مسندًا رأسه إلى كتفه ثم قال :-نخش في الموضوع على طول، ولا ايه ياعلي؟!
-فعلا عندك حقالتقطت مهرة أحد أقداح القهوة تحتسي منه القليل قبل أن تقول بنفاد صبر :
-وهو يعني الموضوع ده مكانش ينفع يتأجل؟!
-والله يامهرة صدقيني كان ينفع، انا معرفش ايه اللي عملناه في نفسنا ده!قالها صالح وهو يتلقط أحد أقداح القهوة أيضًا عليها تجعله يستفيق قليلًا فهو منذ ليلة البارحة لم يغمض له جفن، نظر علي إلى مهرة ثم قال :
-عارفه سليمان رحيم اللي انتي رايحة فرح ابنه ده يبقى مين؟
-مين ياخويا
-الراجل اللي سجنيباغتتهما مهرة بصرخة أجفل كلاهما على أثرها حتى أن بعض قطرات القهوة الساخنة انسكبت فوق قميص صالح فإنتفض متأوهًا عندما استشعر سخونة القهوة فوق صدره وقال غاضبًا :
-جرا ايه يامهرة ايه المبالغة في الأداء دي!
ضحك علي وهو يمد إلى صديقه منديلًا ما قائلًا في سخرية :
-دلق القهوة خير
-دلق القهوة ايه اللي خير ياعلي هو انا جاي اتقدملها!
-ميشرفنيش اتجوز واحد زيك اصلا
-لا وانتي اللي تشرفي بلد فعلا
-اقعد ياصالحقالها علي حازمًا حتى ينهي شجارهما الذي ما فتئ ينتهي حتى يبدأ من جديد، زفر صالح مستسلمًا وهو يعود للجلوس مجددًا متذكرًا جرح رأسه السطحي بفعل عائشة، كان يوم الإصابات العالمي! أعادت مهرة بصرها إلى علي متجاهلة صالح ثم أمسكت بكفه قائلة :
-خلاص ياسي علي ولا يزعلك، مش هروح الفرح
-مش هتروحي ازاي بس ده احنا هنا مخصوص عشان نقوله تروحيعقدت مهرة حاجبيها بتعجب ثم زفرت وهي تعتدل في جلستها قائلة :
-لا ما هو انا مش فاهمة بقى!
-اسمعي يامهرة، احنا عايزينك تساعدينا عشان اعرف اخد حقي من سليمان دهعادت مهرة تقترب من علي مجددًا متأملة عينيه قائلة بهيام :
-اطلب عنيا وانا اديهالك ياسي علي
-بجد يامهرةاقتربت مهرة منه أكثر وتابعت بهيام أشد :
-طبعا ياسي علي
إلا أن ضحكات صالح إعادتها على قيد الواقع حينما وضع كلتي يداه فوق كتف صديقه يجذبه ناحيته حتى يبعده عن مهرة قائلًا :