الفصل الحادي عشر

0 0 0
                                    


الانتظار يقتل خلايا القلب في بطئ فلا يجعلنا نحيا ولا نمارس الحياة بشكل طبيعي! جلست غرام في هدوء بعد نوبة البكاء الساحقة، انتهى حفل زفافها انتهاء كارثي شهده أغلب المدعوين وبالتأكيد سوف يتناقل خبر القبض على زوج ابنة رياض في ليلة زفافه كسرعة النار في الهشيم، ياله من حظ تعس! ربتت مهرة على كتفها مواسية بينما أمسكت عائشة بكفها في صمت اما عن غرام فكانت شاردة تنتظر عودة والدها الذي ذهب برفقة صالح لمعرفة ما يحدث بفارغ الصبر بينما بقى صادق برفقتهن، على ما يبدو قد تفوه ببعض العبارات المطمئنة إلا أنها لم تسمعه، ياليت حلمها الجميل طال لبضع ساعات اُخر، ليتها تنعمت بأحضان زوجها ولو لعدة دقائق قبل أن يُسلب منها! كان بداخلها أمل طفيف أن يعود والدها الآن برفقة علي وكأن شيئًا لم يكن، أمل تلاشي عندما رفعت رأسها تنظر إلى من أتى، كان والدها بملامح واجمة وصالح بملامح مكتئبة، شعرت بقلبها يتمزق تمامًا، الأمر في غاية الخطورة إذن! طال الصمت وكانت تخشي أن تسأل فتسمع ما لا يسر لذلك تولى صادق المهمة فقال :

-ايه اللي حصل ياعمي ما تطمنونا!

لاذ رياض بالصمت وملامح الغضب تملأ قسمات وجهه فعندما نظرت إليه غرام وجدت الغضب ممزوجًا بالخذلان! عندما لم يجد أحدهم ردًا من رياض زفر صالح ثم قال :

-قضية آثار، بيقولوا لقو تمثال في شقته

اتسعت عينيّ صادق وهو ينظر إلى رياض الذي بادله النظرات في صمت، نظرات مخذولة منكسرة، وضعت غرام يدها فوق قلبها الذي كانت تدرك بأنه ينزف الآن بينما شهقت مهرة وقالت :

-آثار؟! آثار ايه ياخويا وهو سي علي ماله ومال الكلام ده!

تعلقت أنظار غرام بوالدها من جديد ثم نهضت بصعوبة بالغة نظرًا لأنها كانت تشعر بقدماها لا تحملانها، اقتربت منه وهي لاتزال بفستانها الأبيض ثم همست بصوت بالكاد وصله نظرًا لكثرة بكائها :

-بابا، انت هتساعد علي مش كدا؟!

نظر رياض إلى ابنته الذ.بيحة، ذلك الخبر ذ.بحها بلا شك ولكن قلبه هو الاخر كان يتألم منذ عرف بأن التمثال الذي أمنه عليه قد سرقه! كيف له أن يخونه خيانة ساحقة كتلك، كيف يخونه من فضله على الجميع وأعده ابنًا له! نظر رياض إلى ابنته مجددًا وقست نظراته بطريقة تعجبت لها وهو يقول في حدة :

-محدش هيقدر يساعد علي ياغرام

اتسعت عينيها ورفضت اذناها تصديق ما تسمع، حركت رأسها نفيًا وقد تجمعت العبرات بعينيها من جديد وهي تتأمل الجميع من حولها بإنكار، لابد أن ينجو علي! قالت غرام في هلع :

-يعني ايه؟! يعني هيرجع السجن تاني؟! علي مينفعش يرجع السجن تاني يا بابا! هعيش ازاي من غيره!

تنهد رياض حزنًا لحال ابنته، ليته ما سمح لها بالزواج منه! دنت غرام مجددًا من والدها ثم أمسكت بيده وقالت في رجاء :

غرام العليّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن