رسالة تهديد

1.5K 93 51
                                    

" قتل خاطئ "
' الفصل الثالث عشر '

و إن لم يُحين اللقاء فـ ليس الانتظار بهذا السوء ،لأنتظرك حتي يُحين أجمل لقاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهت من صلاتها ذاهبة إلى الشرفه سريعًا لكي تحظى ببعض الهدوء و الراحه النفسية تلك الراحة التي تستمدها من صوتة العذب في تلاوة القرآن الكريم فهي تفعل ذلك منذ فترة عندما علمت أنهُ يُصلي بالرجال دائمًا في صلاة الفجر علي عكس باقي الصلوات فيقوم والده بها ، تنفست رحمة و هي تستمع له و هو يتلو آخر الآيات بصوت عذب(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

تنفست رحمة براحه كبيره فهذه من احب الآيات الي قلبها و أكثرهم تشعرها بالاطمئنان ، قاطع تفكيرها صوت ليلي التي قالت ببسمه هادئة:
" صوته جميل أوي ما شاء الله "

أومأت رحمه بأبتسامه واسعة:
" دي أكتر حاجه خلتني احب عُدي عمري م شوفت راجل في التزامه و هدوئه و وقاره و إن دمه خفيف مميزات كتير"

ضحكت ليلي بخبث و هي تعدل من حجابها :
" بس! "

ابتسمت رحمة و هي تعلم مقصد تلك الضحكه الخبيثة:
" و بالنسبة لشكله هو آه قمر و وسيم بس الأهم من شكله أخلاقه و هو ما شاء الله شكل و أخلاق"

صمتت رحمه قليلاً لتُكمل:
" بس عارفه خايفه يا ليلي بعد كل دا يطلع مش بيحبني ولا شايفني أصلًا كلي خوف لأني شيفاه مش بيبصلي حتي و أنا عمري م هحاول ألفت نظره ليا فَـمش عايزه اتعشم و في الآخر ميحصلش اللي أنا عاوزاة "

اعتلت ملامح الحزن علي وجه رحمة فضمتها ليلي تربت علي ظهرها بحنان:
" الصبر حلو يا رحومتي و بعدين ربنا أكتر واحد عارف نيتك و عارف أنك مش عايزه ترتبطي بيه بدون مُسمي شرعي فأكيد هيحققلك إلي بتتمنيه علشان فكرتي فيه قبل من تفكري في أي حد "

ابتسمت رحمه بهدوء بينما شاهدو الإثنين خروج الشباب من المسجد و عمر الذي كان مُتكئ علي موسي لأنهُ مازال جرحه لم يُشفي بعد.

وقف سيد أمام عمر ينظر إليه بتمثيل الشفقه و كانت الشماتة تظهر في عينيه بقوة:
" ايه دا يا عمر مين اللي عمل فيك كدا دا أنتَ متدشمل "

نظر إليه عمر نظرات مشمئزة:
" كنت بنضف البلد من الأشكال اللي شبهك يا سيد "

قال سيد بحنق شديد:
" حتي و أنتَ تعبان لسانك طويل "

قتل خاطئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن