صلوا على أشرف المرسلين
تصوبت + رأي
قراءة ممتعة
************************في غرفة نور الأنيقة، تجلس وحيدة مع أفكارها المضطربة. تلك الغرفة التي كانت شاهدة على ساعات طويلة من التفكير في شهاب وشخصيته التي دائماً ما جعلته محور اهتمامها وتأملها.
مع دقات الساعة المتزايدة، تقرر أن تتواصل معه، تطبع الأرقام الآلية التي حفظتها عن ظهر قلب بينما يرتفع نبضها بشدة.
من الجهة الأخرى
شهاب، مُسيّج ببرود يخفي تحته جمر الغضب وخيبة الأمل، يجلس بمفرده في غرفة المعيشة الفسيحة. الجدران تحكي قصص الأوقات السعيدة التي مرت، عبر صور معلقة تعبر عن ذكريات بريئة لم تعد موجودة. يُفكر في ما وقع، وكيف وصلت الأمور إلى ما هي عليه، كيف انكشفت الأقنعة وحُرقت الجسور.فجأة يقتحم صوت الهاتف تأملات شهاب، ينظر إليه بتثاقل. على الشاشة يظهر اسم "نور" – الاسم يلقي بموجة من التساؤلات. يتنهد بعمق مدركاً أن هذه المكالمة قد تحمل تداعيات جديدة للوضع المعقد الذي يعيشه. يقوم بالرد على الاتصال بصوت خالٍ من الحياة تماماً:
"نعم نور؟"
تشعر نور بنبض قلبها يصدح في صدرها مثل طبول حربية فور سماعها لصوت شهاب الهادئ والمحايد من الجهة الأخرى، تتجمع كلماتها في حلقها، تصارع التوتر والارتباك الذي اكتسح إحساسها بالثبات.
"كي... كيف حالك؟"
يدرك شهاب بحدسه بسهولة توتر نور من خلال نبرتها المترددة، وتظل سيل من الأفكار يجتاح عقله. لكنه يختار ألا يعير ذلك اهتماماً، ويوجه سؤاله بصوت ثابت وبرود لا مبالي:
"ماسبب اتصالك؟"
تلتقط نور نفساً عميقاً، لحظاتها ملؤها التلعثم، لكن الشجاعة بدأت تتدفق في عروقها. إنها بحاجة لمعرفة كل ما يعتمل في صدرها من أسئلة.
"شهاب، أريد أن أعرف ما الذي حدث بالضبط مع غرام... هل صحيح ما قوبلت به؟ خيانتها... هل... هل أنتما بخير الآن؟"تتردد كلماتها في الفضاء، لتأتي إجابة شهاب كجليد يكسر الحرارة في الأجواء، ببساطة وبلغة الوقائع، دون تعبير أو انفعال يُذكر.
"لقد طلقتها."تتسارع دقات قلب نور مجدداً وتُسكنها دوامة من الأحاسيس المضطربة. تُدرك بوضوح مدى الجدية في الأمر، ومع ذلك تلتقط جرأتها لتسأل أكثر، لتستكشف الأبعاد التي لا تراها، ولتعرف كيف يمكنها أن تقف إلى جانب صديق قديم في هذه اللحظات العصيبة، أو بالأصح من تمناه قلبها بكل جوارحه.
شهاب يلقي كلماته بمكر عارم، كمن يدور بخفة حول خصمه، ويسقط الكلمات بلمسات لؤم مسمومة:
"أليست الحقيقة عارية الآن؟ غرام وضعت الأوراق كلها على الطاولة، وهي تعلم عن حبك لي – لقد شاهدت كل الرسائل التي كنت تبعثينها إلي"
صوته يخلق أُفُقاً من التوقعات القادمة ليتابع:
"ربما الآن عليكِ مواجهة عاصفتها، كما واجهت هي زوبعة جنوني"
أنت تقرأ
غرام وانتقام عربي
Romanceكان وجهه يشتعل بالغضب والعينان تنبعثان بالحقد، صدره يتراقص بشدة، كما لو كان يحمل داخله بركاناً جاهلاً بكيفية التحكم به. رسم خطوطاً ملتوية على وجهه، وشفتاه الملتهبتان تتحركان بشكل متوتر، متسببتان في تطاير شرارات الغضب من حوله. ترك ذلك المكان متسلحاً...