_هااه أظن أنني قد وصلت أخيرا إلى الوجهة المطلوبة.....
قالت ذلك بينما تنزل قلنسوة عباءتها معدلة فستانها الطويل.
انعكست أشعة النجم المذهب فوقها على شعرها الباهت المموج، بلونه الأشقر المائل إلى البني،و الذي كانت الرياح تستمتع متلاعبة به، متخللة خصلاته اللامعة.عيناها العسليتان كانتا معلقتين على الخريطة التي تحملها، تأبيان تركها مركزتين بين خطوطها و زواياها.
فتحت شفتيها المحمرتين محررة بذلك صوتها المحتجز بحنجرتها متفوهة ببضع كلمات:
_نعم......أظنني قد وصلت-
قاطعها قبل أن تنهي جملتها حتى.
أدارت رأسها ببطء و ملامح الخوف تكتسح وجهها الجميل، كاد قلبها يخترق صدرها خارجا من مكانه بسبب الرعب الذي قيد حركتها.فتح فمه ليتحدث بينما كان يغلق بقوة على فمها بيد و مثبتا جسدها باليد الأخرى:
_اهلا أيتها الجميلة! لابد أنك من خارج المملكة ألست محقا؟
حاولت الصراخ و الافلات منه لكن بنيته القوية كانت تمنعها حائلة بين ذلك جاعلة الهرب مستحيلا لها بجسدها الصغير الضئيل ذاك، استمرت في الصراخ رغم علمها أن كل صرخة تخرج من فمها لا تتخطى يد الضخم الذي يقوم بإحكام إغلاقه سامحة بذلك لبضع همهمات فقط بالخروج منها.
_لا تقلقي يا آنستي سنعتني بك جيدا! لاداعي للخوف لن نؤذيكِ إن بقيتي هادئة حسنا؟.
ختم كلامه بضحكة خفيفة دبت الرعب في قلبها المرتعش كأن خوفها لم يكن كافيا بالفعل.
تباا!! مالذي أقحمت نفسي فيه؟!!.....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.انبثق أول نور متسلل من الشمس مطلا بين طيات الغيوم معلنا عن ولادة صباح جديد.
تزامن الشروق مع صوت عربة تجرها الخيول كاسرة الهدوء السائد في حدود مدينة راكاسا.
أمسك خريطته العزيزة التي لطالما احب أن يجول فيها بعينيه القرمزيتين.
كان يخطط لوجهته التالية بينما يغزو تفكيره ذلك الحلم الذي تكرر بالفعل لعدة مرات و ليالٍ.
_سيدييي~ إلى أين نحن ذاهبون الآن؟~
أجفل على إثر السؤال الذي صدر من على يمينه.
كانت تجلس على الجانب نفسه من العربة معه ملتصقة به تقريبا._تشارلوت......
_نعمممم؟~
_ابتعدي عني.....
_لماذا؟لم يجبها سوى بنظرة اشمئزاز رمقها بها مشيرا لفستانها الذي كان يكشف بعضا من جسدها، جعلها ذلك تنظر إلى ملابسها ثانية قبل أن تنفجر ضاحكة.
_اوه يا إلهي!! لا تقل أنك تتفادى النظر إلي منذ انطلقنا بسبب ملابسي؟؟! أوه هيا ليست كاشفة لتلك الدرجة حتى!! ثم أنها خفيفة حتى تسمح لي بالحركة بحرية!.
لم يجبها فقد كان يعرف جيداً أنه لا فائدة من مجادلتها، فأعاد دفن وجهه في الخريطة متفاديا نظراتها المتفاجئة التي كادت تثقبه.
_هااه؟!! جديا؟! استتجنبني طوال الطريق حتى نصل؟؟! أنت حقا لئيم يا سيدي!!.
_....هاااه......
تنهد الفارس الجالس في المقعد المقابل لهما بينما يرمقهما بنظرات الانهاك و التعب، كان عليه التعامل مع ازعاجهما منذ الصباح الباكر بسبب تشارلوت التي كانت تحاول الالتصاق بأليكساندر الذي بدأ يصرخ محاولا إبعادها عنه أثناء توبيخها بسبب ملابسها.
فتح فمه أخيرا منهيا حلقة صمته التي دامت منذ خروجهم من المدينة.
رفع يده مسندا جبهته على راحته بينما يقول بنبرته المتعبة التي تكاد لا تُسمع:_ستكون هذه......رحلة صعبة و مليئة بالازعاج حقا.....
عاد بجسده للوراء قليلا ليتكئ على مقعد العربة و قال ذلك بينما يحاول تخيل كمية المشاكل التي سيعاني منها بسبب الإثنين الجالسين بمواجهته.
![](https://img.wattpad.com/cover/370014528-288-k998410.jpg)
أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasyمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...