_اذا سيدي....مالخطة؟.
_سعيد أنك سألت!
استدار الفتى بخصلاته البنية الطويلة التي تراقصت بفعل النسمات المتجمدة.
سار بضعة خطوات تاركا فارسه خلفه، رفع سبابته في الاتجاه الذي علقت عيناه المتلهفتان به و قال و نبرته المشرقة قد عادت لتعزف على اوتاره الصوتية:_من هنا! أنا سأذهب من هذا الاتجاه! بينما أنت.....
صمت لبرهة، استدار و هرول في الاتجاه المعاكس الذي أشار إليه سابقاً و أعاد تكرار مافعله.
_ستذهب من هناك!
بقي الفارس صامتاً يراقب حركات سيده ذهاباً و إياباً، أدرك أن الأمير قد انتهى بالفعل من تحليل الموقف و قد شرع ببناء خطة.
_مايك، سنفترق الآن بينما نسير على هذه الثلوج، أعلم أنها متاهة ليس لها نهاية ولا بداية و أننا لن نصل إلى أي مكان حتى لو افترقنا لكن.....
ابتسم ابتسامته الجريئة التي اراحت فارسه فور رؤيتها، ليفتح فمه مبتسما بدوره:
_اجل سيدي، أثق أن هناك خطة تنساب بين ثنايا عقلك في هذه اللحظة.
رفع يده ناحية صدره و أمال جسده نحو الأمام قليلا معلقاً عينيه بعيني سيده منحنيا باحترام:
_ارجو أن تعتني بنفسك أثناء بعدي عنك، سموك.
ابتهج الفتى برؤيته ثقة صديقه الكبيرة به.
دوماً ما كان موقنا أن فارسه سيثق به مهما كانت خطته._لا تقلق فلن يطول بعدنا هذا ياصديقي.....كما و أن عليك البقاء مستعدا دوماً فأنا.....
اقترب الفتى من أذن فارسه بعد أن رفع جسده قليلاً واقفاً على أطراف قدميه ليستطيع الوصول إلى طوله، وضع يده مخفيا فمه الذي تحرك كأنه يخبره سرا دفينا ليقفل عليه الفارس داخل أذنه، ابتسم مايكل مجدداً و حرك رأسه موافقاً على ما قاله له سيده توا.
_امرك سيدي، لكن أرجو ألا تتأخر كثيراً....
_لا تقلق لن يطول الأمر!و بهذا، اختتم الإثنان حوارهما ليسير كل منهما في طريق معاكس للآخر مستسلمَين لإيمانهما بقدرات بعضهما بعضاً، و للثقة التي بنت بأسوارها حولهما مقيدة أي شكوك خارج دائرة الصداقة هذه.
.
.
.
.
.
.
.
.
_ما هذا الذي يفكران فيه؟.....قالت ذلك بينما تراقب أليكساندر و مايكل يفترقان سائرين في اتجاهين متعاكسين.
بقيت تراقبهما من خلال كرتها السحرية اللامعة التي ما لبثت تضوي كلما أمرتها لتريها ضحيتيها المحتجزتين في المتاهة.حاولت التفكير.
لما قد يفترق هذان الإثنان عن بعضهما، لكنها لم تفكر طويلاً.
وصلت إلى استنتاج كان كفيلاً برسم ابتسامة خبيثة على وجهها.
ضحكت ضحكة خفيفة تنمّ عن سعادتها بعد فهمها مايحدث.
![](https://img.wattpad.com/cover/370014528-288-k998410.jpg)
أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasíaمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...