_انا ليريكا، او كما يدعوني البعض، حارسة الغابة.
_....
عم الصمت المكان، كان أليكس صامتا يحاول ترتيب اسئلته ليقولها
_.....مرحبا سيدتي الحارسة، أنا-
_اليكساندر كريستن
_هيه؟؟!!!
ذهل و نظر إليها بارتباك بعد ماقالته
أ.أيعقل أنها تعرف من أكون أيضا؟!!
ضحكت ضحكة خفيفة و نظرت إلى الفتى المرتبك أمامها و قالت أثناء انحنائها:
_احيي سمو الأمير الأول و الوحيد للامبراطورية، أعرف تماما من تكون سموك، لا تستهن بقدرات الحارسة.
استقام في وقفته و أجابها
_ان كنتي تعرفين حتى هويتي التي اخفيتها، فلابد من معرفتك عن سبب مجيئي إليك اليوم ياسيدتي
_بالتأكيد، كنت في انتظارك، اسمعني اسئلتك، انا مستعدة للإجابة.
_اولا وقبل كل شيء، هل انتِ حقا متأكدة من كوني الفتى المختار من رؤياكِ؟
_اجل أُأَكد لك ذلك، انت و بلا شك الفتى المختار الذي كان يزور غرف عقلي كل ليلة طوال السنوات الفائتة، استشعر قوتك، أحس بهالتك الفضية التي وقفت بها تدافع عني و عن شعبي تلتف و تنساب حول قسمات جسدك، رغم أنها طاقة طفيفة الآن لكنها.....ستكون النصل الذي ينجينا من خطر محدق.
_.....كيف....تكونين متأكدة هكذا.....لقد عشت طوال حياتي كمصاص دماء عادي...... صحيح أنني مبارز و مقاتل لتدربي طوال السنين السابقة بغية تحسين نفسي لكن....هذا لايفسر شيئا....لا شيء منطقي! كيف لي أن امتلك قوة لم اعرف عنها شيئا؟!! اي قوة هذه التي ستظهر مني فجأة من العدم! لا أستطيع تصديق هذا رغم كل مايقوله الجميع منذ وصولنا!
ساد الصمت من جديد، كان مايكل يحدق بأليكس تتخلل وجهه علامات الحزن، اما عن الحارسة فكانت تصغي لكلامه منتظرة إياه لينهي فتجيبه و تقطع خيط أفكاره، أخيرا فتحت فمها لتجيب:
_سموك..... أعلم أن هذا صعب التصديق، عشت كل حياتك على أساس واحد و الآن تجد نفسك منقذا لشعب كامل و قيل لك أنك تتمتع بقوة عظيمة من شأنها إنقاذنا، اتفهّم هذا تماما، لكن أستطيع ان أُأَكد لك كلامي، تذكر حين قلت انني والغابة كيان واحد متصل، أرى ماتراه و مايحدث فيها، أشعر بما تشعر و اسمع مايدق ابواب مسامعها و اشعر بكل نسمة رياح تهب بين نباتاتها، فور دخولك الغابة حدث شيء غريب، الغابة عادت إلى الحياة كما كانت حين كنت لا أزال قوية، فور مجيئك حيّتك الغابة و سعدت الأشجار برؤيتك!، حين سمعت النباتات و الحيوانات صوتك اصغوا إليه كما لو كانوا يصغون إلى نغمات موسيقية عذبة!، الغابة رحبت بك! لم يسبق لشيء كهذا الحدوث، حتى انه و عند مرورك بالحاجز عادت قوته إليه لثوانٍ معدودة! ، لأول مرة و منذ ولادتي أشهد شيئا كهذا، لأول مرة في حياتي كلها أشعر بإحساس كهذا من الغابة!، سعادة و اهتمام كبير يختلج أسوار غابتي هذه! هذا الشعور الذي احست به الغابة بين ثناياها بمجرد ولوجك إليها تدفق و تخلل جسدي، شعور جعلني أرتعش و أرتجف!، تيقنت حقا حينها أنك المقصود، زالت كل شكوكي بلحظة واحدة مصيرية، أنت المختار سموك!.
_......
بقي أليكس ينظر إلى ليريكا مصدوما مما يسمعه، تيقن حينها أنه حقا المقصود، تأكد بعد سماعها أنه المختار و أن لابد له من قمع الخطر الذي يهدد أمان الغابة.
.
.
.
.
.
.
نزل الإثنان بعد توديعهما للحارسة، كان كلاهما صامتا و خاشعا بتفكيره حتى نطق مايكل:
_اليكس.....ماذا ستفعل الآن....لاشك في أنك المقصود حقا....
_ماذا سأفعل في رأيك؟
استدار نحو صديقه و هو يبتسم ابتسامته اللطيفة كالمعتاد و أكمل:
_سأنقذ شعب الجنيات من أي خطر قد يهدده!
_لكن قالت الحارسة ان قوتك خافتة للغاية....
_لكنها قالت انها كانت قوة كبيرة و عظيمة للغاية في حلمها كذلك! من يدري ما هذه القوة التي تقبع في داخلي، تنتظر مفتاحا ليحرك قفلها و يفتح لها بوابة تخرجها و توقظها، لا أهتم مانوع الخطر الذي قد يتربص بهذا الشعب المسالم! سؤواجهه مهما كان!.....لطالما قال والدي أنه من واجب العائلة الحاكمة أن تحمي شعبها، فالشعب هو من جعلنا مانحن عليه، من واجبي حماية شعب امبراطوريتنا بكل ما أوتيت من قوة وإلا أي أمير أكون؟!!.
ابتسم مايكل و قام بالتربيت على رأس صديقه.
_انت اطيب شخص حقا يا أليكس.....
_ا.ايه؟!! ماهذا الذي تقوله فجأة؟؟!
احمر وجه الصبي، لطالما كان من النوع الذي يخجل اذا مُدح.
_الى أين سنذهب الآن؟
_افكر في الذهاب و الحديث قليلا مع بعض من شعب الجان! هذه فرصة رائعة للتدوين عنهم و عن حياتهم في دفتري الذي احضرته اتذكر؟
.
.
.
.
.
.
.
.
_سيدي، الجميع مستعدون للاقتحام!، ننتظر أوامرك! فقط اعطنا الإشارة المنتظرة!
_ممتاز!
حشد غفير يجتمع، عصابة ضخمة تنتظر كلمة الإنطلاق من الزعيم حتى تدخل الحد الفاصل بينهم و بين الغابة، بسيوفهم و نصالهم التي تلمع تحت شعاع الشمس المتسلل خلسة من بين ثنايا أوراق الأشجار.
.
.
.
.
.
.
.
أليكس

أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasiمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...