"قطع ذكراك المبعثرة قد صارت هكذا لسبب.....كما أنها ليست كغيرها من الذكريات.....اجمعها و انفض الغبار عن حقيقة مايخفى، فور تجميعك لكل القطع ستكتمل الذكرى و ستستطيع رؤية المشهد كاملا، المشهد الذي يتكرر جزء بسيط منه فقط في عقلك!"
بقي كلام ويليام يعاد كصدى ينخر أذني أليكساندر حافرا نفقا نحو قلبه.
كان يسير متقدماً فارسه و تابعته اللذين تبعاه صامتين منذ مغادرتهم بعد لقائهم و حديثهم مع ويليام.
تبادل مايكل نظرات القلق مع تشارلوت مع بعض الهمسات:
_تشارلوت.....لست الوحيد القلق على سيدنا أليس كذلك؟.....
_لا ألومك فهو يتصرف بغرابة مؤخراً......لم اعتد رؤيته جادا هكذا.....كما ولابد أنه سارح في التفكير بما قاله له ذلك الساحر عن ذكراه التي تبعثرت في أرجاء الإمبراطورية!
_اعتدت رؤيته يتصرف بهذه الطريقة في القصر لكن.....إنه ليس على طبيعته بلا شك، لكن رد فعله منطقي فما يحدث معه ليس سهلا....
رفع الفارس رأسه لينظر إلى سيده الذي كان بعيدا عنهما بقليل.
كانت ملامحه متعبة فقد ارهقه التفكير.
زاد هدوءه من قلق الفارس أكثر مما كان حتى، لكنه فضل تركه بمفرده ليصفي ذهنه و يفهم مايحيطه أكثر و أكثر.
اختلفت ردود أفعال مايكل و تشارلوت بخصوص حقيقة مايحدث للأمير.
ففي حين كان القلق ينهش مايكل من الداخل خوفا على صديقه، كانت تلك الوحش تستمتع بتخمين مشاعر أليكساندر التي تتملكه في تلك اللحظة.
هااه....القلق....الارتباك.....او ربما الخوف مما هو قادم، أنت تبقي تعبيرك هادئا حتى في وضع كهذا يا سمو الأمير......قوة تحملك كبيرة حقا.....يبهرني مدى صمودك.....أتحرق شوقا لرؤيتك تظهر مشاعر و ملامح مختلفة في كل مرة.....من الممتع حقا مراقبتك تختبر كل هذه الضغوط بينما تبقي نفسك تحت السيطرة!
اجتمعت كل هذه الأفكار تحت سقف عقلها لكن و رغم استمتاعها بمراقبة سيدها الذي كان يحاول جمع شتات نفسه فقد كانت قلقة في الوقت ذاته.
لا أريد الاعتراف بذلك لكنني في الواقع.....قلقة بعض الشيء عليه.....غريب بالفعل، ظننتني اتبعه فقط لكونه مثيرا للاهتمام و لكونه من حررني لكن.....أظن أن الوقت الذي قضيناه معا جعلنا أقرب.....أنا مجرد وحش، عاملني الجميع كمخلوق منبوذ طوال حياتي لكنه و مايكل.....كانا الوحيدين اللذين عاملاني بطبيعية و لطف.....فكيف لا اقلق على الوحيد الذي جعلني أشعر أنني لست مجرد مسخ؟.
كان الثلاثة يختبرون مشاعر معقدة في تلك اللحظات.
أليكساندر محتجز داخل أقفال عقله يحاول تقبل حقيقة ذكراه التي تبعثرت و مالذي سيكتشفه فور اكتمالها.
![](https://img.wattpad.com/cover/370014528-288-k998410.jpg)
أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
خيال (فانتازيا)مسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...