أرض الحكمة
كانا يمشيان في طريقهما نحو الوجهة التالية، أليكس يفكر بينما ينظر إلى الخريطة بينما مايكل صامت كعادته.
قرر أخيرا كسر حلقة الصمت هذه.
_بالمناسبة كيف تركك جلالته تخرج بعد هذه الفترة القصيرة؟ ظننته سيجبرك على البقاء في القصر لمدة أطول؟
_......ف.في الواقع.....
تصنم الفتى و انعقدت ربطات لسناه، أدار وجهه بعيداً متهربا من نظرات مايكل.
تذكر أليكس في تلك اللحظة ماحدث أثناء طلبه من والده السماح له باستكمال رحلته.
.
.
.
.
.
فتح الباب ببطء و أطل برأسه كما يفعل عادة و هو يبتسم ابتسامته اللطيفة المعتادة و قال:
_أبيييي؟ هل تسمح لي بالدخول؟؟
ابتسم له والده و هز رأسه موافقا.
تقدم أليكس بعدما اغلق الباب خلفه.
اقترب الفتى من والده بغية الحديث معه.
_تعال يا بني، هنا هنا!
أشار بيده لابنه حتى يجلس في حضنه و يتحدث، اقترب و جلس في حضن ابيه بعدما اعتلت وجهه ملامح متوترة.
غطى وجهه مزيج من المشاعر، ملامح توتر، خجل و احراج، تجمعت كلها مشكلة ابتسامة مرتبكة يعلوها بعض الاحمرار في وجهه، كانت يداه ترتجفان، كان يمسك بطرف سرواله القصير بكلتا يديه بينما تحتك ساقاه احداهما بالاخرى نتيجة لشعوره بالاحراج، ماهذا الطلب الذي قد يجعله خجلا إلى هذا الحد.
_صغيري؟.....اهناك مايزعجك؟......
تحدث هينري الذي لاحظ تصرفات ابنه الغريبة.
فتح أليكس فمه اخيرا ليجيب:
_بابا؟.....
رفع يديه و شابكهما ببعضهما بعضا و هو يبتسم و الحمرة تغلف تعابيره و اكمل:
_ت.ت.تعلم انني احبك أليس كذلك؟؟.....
_......
ابتسم هينري ابتسامة خبيثة فهو يعرف هذه الحركات جيدا.
قرب يده من وجهه ليستند عليها بعدما اتكأ بمرفقه على جانب الكرسي و الابتسامة ذاتها على وجهه.
ضحك ضحكة خفيفة و أكمل:
_هااه......هيا تكلم ماهذا الذي تريده بشدة؟
_ا.ابييي......
رفع صوته و اكمل:
_رجاءًا اسمح لي بمغادرة القصر مجددا!!
_.....ااممم.....
_رجاءًا رجاءًا رجاءًا!! سأحرص ألا اتأذى ثانية!! سأكون بخير فقط أحتاج إلى الذهاب حتى اجمع مزيدا من المعلومات لذا ارجوك دعني اذهب!!!
_.....أليكس هذا.....
_ابي ارجووك!! سأكون فتى جيداً أثناء غيابي!! أعدك لن اسبب أية مشاكل!! سأكون مطيعا اعدك!
_.......
صمت قليلا بينما يفكر في إجابة ليقولها لفتاه.
حاول أن يرفض لكنه لم يستطع، استسلم إلى نظرات ابنه البريئة التي لطالما هزمته، خصوصا و أنه رأى أن أليكس كان على وشك البكاء إن رفض طلبه.
تنهد بصعوبة و أجاب:
_هااه...... كيف لي رفض طلب لك......لك ذلك يا بني.....يسعك المغادرة وقتما تشاء.....فقط كن فتى جيدا كما وعدتني حسنا؟.
.
.
.
.
.
.
_و هذا.....ماحدث......
_.....ببففتتت..هاهاهاها!! أوه يا إلهي كم هذا مضحك!! لا أصدق!!
انفجر مايكل ضاحكا بعد سماع القصة، مما جعل وجه أليكس يتلون بدرجات الحمرة.
_لم يكن لي غير فعل ذلك!! تعرف طباع والدي جيدا!!
_هااه يا إلهي.....
رغم أن ذلك ليس من عادته إلا أنه لم يستطع التوقف عن الضحك.
.
.
.
.
كان الإثنان لايزالان في طريقهما نحو المنطقة القادمة، لم يتوقف أليكساندر عن الثرثرة طوال الطريق كعادته.
كانت الحماسة ترتسم مع كل حرف يغادر حاجز ثغره.
كيف لا و قد حلم دوما بزيارة أرض الحكمة، أرض المعرفة و التي تحتوي على أكبر مكتبة بعد مكتبة القصر الامبراطوري، كان يرغب في شق طريقه نحو تلك المكتبة لسبب واحد معروف، معلومات عن قوته الجديدة، قوة حفرت جسده و تربعت على دهاليز عقله و شغلته طوال الفترة الماضية.
_اتظن اننا سنجد شيئا مفيدا هناك؟.....
_امل ذلك يا مايك.....تحتوي أرض الحكمة على اهم مكتبة و تعتبر مصدر المعلومات الأهم في الإمبراطورية!! إنها منبع لا ينضب من المعرفة المطرزة المخطوطة في ثنايا رفوفها العالية! أظنها المكان الأنسب للبحث أكثر عن هذه القوة.....
لمس صدره بكفه الأيمن في اللحظة التي نطق فيها اسم القوة. لايزال موضوعها يستحوذ عليه حقا.
إستمر كلاهما في السير، لم يبقى الكثير حتى يفتحا اعينهما أمام منظر المدينة التي تنتظرهما فاتحة أبوابها بشوق.

أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasiaمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...