ظلام دامس لا يرى منه سوى بضعة أشكال لتضاريس المكان بصعوبة تجعل العين تجاهد لتختلس مشهداً واحداً مما حولها.
استدعى هذا السواد المحيط بهما من كل ناحية تشارلوت لتقوم بخلق شعلة سوداء مستخدمة قوتها.
شهق كلاهما لحظة استطاعا أخيرا رؤية المكان من حولهما.
_اوه يا إلهي.....
جثث و هياكل عظمية تؤثث الزنازين على طول ممرات السجن المسمى زنزانة الهلاك.
حصيرة دموية افترشت الأرضية بينما الرائحة المتصاعدة منها تطفو في الجو ثاقبة انفيهما، حاولت تشارلوت إغلاق أنفها حتى تمنع الرائحة الخانقة التي لاحظتها توا، في حين كان يحاول أليكساندر كبح رغبته التي كادت تهزمه إثر التماس أنفه لرائحة المعدن الصدئ المختبئ خلف احمرار و قرمزية الدماء.
لم تتملكه رغبته الدموية هذه طوال حياته، لم يواجه يوما هذا الكم الهائل من الدم أمامه لكن أي مصاص دماء لن يتمالك نفسه أمام مثل هذه الوجبة الدسمة التي تخاطب غريزتهم المتعطشة.
كان يرتجف محاولا عدم الاستسلام لرغبته، كاد ينهار لحظتها بسبب الرائحة لكنه فجأة تذكر كلاماً أعاده إلى رشده لحظتها.
.
.
.
.
.
.
.
."أليكس.....صغيري.....في رحلتك هذه تيقن أنك ستواجه أموراً لم تفتح بوابات عقلك عليها بعد، تجارب كثيرة تنتظرك لتسدل الستار عنها، لا تنسى كونك مصاص دماء برغبة دموية تختبئ داخل أعماقك، سيأتي يوم تختبر فيه ظهور هذه الرغبة لكن و مهما حدث عليك ألا تستسلم لها البتة!، تذكر دوماً أنك من تتحكم بنفسك لا هي، تشبث بوعيك قدر الإمكان إن أحسست أن نفسك تسول لك أفكارا متعطشة كتلك......إن استسلمت لرغباتك تلك فماذا سيكون الفرق بينك و بين بقية المخلوقات المظلمة من وحوش و شياطين؟ مخلوقات تميل لرغباتها في القتل و الافتراس؟ لست بهذا الضعف هل تفهم؟!"
لطالما شعر هينري أن عليه تحضير ابنه لمثل هذه الحالات كونه من عرق هذه المخلوقات.
و لحسن الحظ فعل فقد كانت ذكرى تلك الفقرة من حديثهما قبل استكماله لرحلته منقذه في لحظة كاد يضعف فيها.
فور تذكره لتلك الكلمات التي مالبثت تنقش بعقله مذهبة عنه أفكاره التي تملكته للحظات متغلبا على غريزته الدموية.
شرع يلف رأسه نافضا عنه أي فكرة مشابهة و همّ بالمشي خطوة تليها أخرى غير آبه بالدماء التي استخدمها بساطا أحمر ليوصله إلى هدفه التالي.
كان يمشي بثقة و ظهر مستقيم حاملاً الشعلة التي انارتها تشارلوت.
كانت منيرتها تسير خلفه بخطوات سريعة تحاول اللحاق به بينما تتأمل تغيره من ضعف و مقاومة يائسة لرغبته، لثقة و تحكم كامل منه على جسده و حواسّه و حتى روحه التي كادت تنهشه للحظات.
أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasyمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...