اقترب الفتى من أذن فارسه بعد أن رفع جسده قليلاً واقفاً على أطراف قدميه ليستطيع الوصول إلى طوله، وضع يده مخفيا فمه الذي تحرك كأنه يخبره سرا دفينا ليقفل عليه الفارس داخل أذنه.
_مايكل، أظنني اكتشفت بالفعل حقيقة هذا المكان.....
أجفل الفارس بعدما انخفض قليلا ليصل إلى مستوى سيده ليستمع، بقي صامتا بينما اندفعت أذنه تفتح أبوابها لهفة للمزيد.
أكمل الفتى بنبرة هادئة في أذن رفيقه:
_عندما سمعت قصة المتاهة التي تسجن ضحاياها حتى يفارقوا الحياة أثناء مقاساة هذا الجو المهلك القاسي، و أن الجثث تختفي في مكان أسفل الأرض يسمى بزنزانة الهلاك......ضربت رأسي فكرة.....
ألا يبدو الأمر غريباً قليلاً؟.....
استمر الفارس بالاصغاء محاولا إمساك طرف خيط التلميحات التي ما لبث سيده يلقيها.
_ان تجذب ضحيتك و تسجنها حتى تفارق الحياة.....بل و تنقض على الجثة بعد موتها دون ترك أي أثر.....الا تبدو هذه طريقة أحد المخلوقات المعروفة بالتهامها للأضعف منها بعد استدراجهم بوهم تنسجه و تحيكه؟......
_انت لا تقصد.....
ابتسم الفتى ابتسامة خبيثة مرعبة بينما يتابع بنبرة هادئة لا تخلو من الجدية:
_اجل.....انها طريقة تستخدمها الوحوش حتى تنقض على فرائسها و تلتهمها بغية زيادة قوتها، يختبئون في الظلال بينما يجذبون أضعف المخلوقات نحوهم.......ألا يذكرك هذا بما حدث لي حين التقيت بتشارلوت أيضا؟....
استمر الفارس يصغي بانتباه لكلمات أليكساندر.
كان محقا فقد عرفت تلك المخلوقات المقيتة بطرقها الملتوية لجذب فرائسها عن طريق احتجازهم في وهم يقودهم نحو صانعه ليكونوا وجبات دسمة تغذي و تزيد من قوة هؤلاء الوحوش.
فهم مايكل أخيرا مقصد الفتى.
_مايك.....هناك وحش ما يسيطر على هذا المكان، لابد أن هذه المتاهة كلها مجرد وهم قام هو بنسجه حتى يعلق ضحاياه فيه دون مهرب منه غير الموت المحتم، موت الضحية يعني ظهور صانع هذا الوهم لانتشالها و التهامها و لابد أن زنزانة الهلاك التي يشاع عنها ما هي سوى مخبأ لهذا الوغد المختبئ في الظلال.....
شرع أليكس بعدها يشرح تفاصيل خطتهما.
استمر يتحدث بنبرته الهادئة تلك و كأنه لا يوشك الإقدام على مخاطرة قد تودي بحياته، رسم بكلماته الجادة خطة تراقصت أحبارها في مدخل أذن فارسه وصولا إلى ذاكرته لتحفر برايتها هناك._سننفصل الآن في اتجاهين مختلفين، سأكون الطعم و أحاول التظاهر بالوهن أو الموت حتى اجذب انتباه هذا الوحش فلابد أنه سيراقب المنطقة للتأكد أن غريمه قد غادرته روحه بالفعل، ابقى مستعدا لأن بقية خطتنا ستنفذ فور أن اناديك.

أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasyمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...