.
.
.زهور ذابلة 2
.
.
.
خلال هذا اليوم بطوله هام اوسكار على وجهه في طرقات المدينة لا يدري وجهة محددة، فلا هو يريد البقاء بمنزله وما عاد منزل صديقه ملجأ له، فقد تشاجر مع هذا الصديق صباحا وأسمَّ بدنه ثم صفق الباب خروجا بقسوة، وهو لا يعرف أو يستوعب من اين له بالقسوة؟ اعتاد دوما ان يكون حليما هادئا طيبا، لكن انقلب شيطانا فجأة على صديقه العزيز واشتكى التعب والارهاق منه، كيف لإنسان أن ينقلب على عزيز ويقول بنبرة تثير الشفقة "انا تعبت منك، انا ما عدت احتمل!"؟ لمجرد أن ذلك الصديق قد نكلت به الحياة فتغير ومرض! أنه الان يدرك كم مدى حقارته، فقد ترك صديقه يأكله الذنب عليه، بينما هو لا يستحق، لا يتصور حال آرثر الآن، لابد أنه يشعر بالخيانة، الحياة سلبته أمه واباه، امرضته، قهقرته ولم ترحم به انشا، فأتى اوسكار كقشة قصمت ظهر البعير واطاحت به ارضا، لا يزال يتذكر كلمات آرثر كرد له
"انت تعبت؟ فأرتح اذا، انا كذلك متعب فهل تسمح لي؟"
وكم يتقطع قلبه الما وحزنا لحظة يبلغه ايسر عقله عن تفسير هذا الرد، فآرثر عندما نبس أن يرتاح اوسكار هو حتما يقصد أن ينهي صداقتهما هذه، عندها لن تشتكي تعبا مني!
وعندما تكلم عن راحته هو، فهو يقصد النوم، عاد المسكين من حادث كاد يسلبه حياته وكل ما تمناه أن يغمض جفنه وينام، لذا تمنى اوسكار لو يعود به الزمن، لكان هو من يغني لصديقه تهويدة النوم بصوته الخشن، كمنظر فكاهي لكنه، مغمور بدفء وحب
كان يمشي بعقل عائم في الأفكار وقلب متعمق في الندم، شعور الندم شعور لا يألفه تماما كالقسوة، لأنه يفكر ملايير المرات قبل التصرف، وهو يعترف أنه لم يفكر بتاتا عندما عاب آرثر بكلماته، واخيرا وعى إلى نفسه الى اين حملته قدماه، أنه يقف عند سور قصر الدوقية، يرى في داخل السور بعيدا تجمعا لحفلة شاي نسائية، على حسب ذاكرته اليوم حفلة شاي الأميرة إيسلا، فقهقه مستهزئا ثم نطق تحت أنفاسه بلعنات من أعماق قلبه
"تلك اللعينة الخائنة إيسلا تحب بربريا حقيرا وتقيم حفلات الشاي تتصرف برقة زائفة، لعينة تماما كأخيها الملعون اوليفر، أي عائلة لعينة هذه!"
الحقد غلف كلماته بينما يحدق بالقصر الذي سلبه زوجته وابنته، قصر عالي الأسوار يستحيل أن يدخله أي احد، وهو غير مرحب به هنا، لكنه سيقتحمه إن لزم الأمر ويخرج بإبنته منتصرا من براثن لعنة هذا القصر وكل من يكرههم به، واولهم ايزابيلا زوجته التي يحبها حتى اللحظة ولكنه يكرهها بذات القدر، ربما وهو يتمسك بشدة بمعدن السور خطر على باله أن حياته مضحكة، أنه رجل مثير للشفقة حقا، كيف يسمي نفسه رجلا بعد أن سمح لزوجته بتركه لتمضي لأحضان رجل آخر؟! أن ذاكرته ترفض أن تذكره بتلك الأيام، لأنه سيضعف وهو يكره الضعف أكثر حتى من هذه العائلة القابعة بهذا القصر مثالي الظاهر، مدمر الباطن
أنت تقرأ
Promises Of Love And War "وعود الحب والحرب"
Разное"تقدمت بالزواج من والدك.. وعندما سألني عن أي بناته اقصد؟ ذكرت اسمك"كاثرين" بلا أدنى تردد..." .. في زمن الحرب والعنصرية، مقاتل جزر العديد من الأعداء أصابه المرض من شدة الندم على أفعاله في الحرب، لكنها كانت له دواء وسلاما امرأة معروفة بالغرور والنرجسي...