،
فوضى.
لما هناك عداوة بين المملكة والبرابرة على اي حال؟ هذا السؤال قد يسأله شخص غريب عن مملكتنا لكن كل من هم داخل حدود المملكة وكل فرد من البرابرة يعرفون تماما سبب العداوة
"العنصرية" رأسا والفروع تأتي بعدها
إن ارض البرابرة في الأصل تابعة لحدود المملكة لكن المملكة والبرابرة اتفقوا على أن ارض البرابرة تسمى بإسمهم وتعود لهم، لما؟ لأن الإنسان البربري همجي وحشي دائما ضد الرأي وان كان صوابا و يستخدم العنف اولا، هو تماما كإنسان الغاب، الناس تتطور في اخلاقها وحيزها لكن البربري يعيش كالوحوش في سبل العيش على الصيد كأنه في العصور الأولى، كان من الصعب لسكان المملكة التعامل مع البرابرة بل هم يشمئزون منهم لا يطيقنهم، لكن مع مرور الزمن البرابرة قسموا أرضهم على قرى عديدة وزاد عددهم وكان لابد لهم من التجارة فطلبوا التجارة مع المملكة وقوبل طلبهم بالرفض القاطع، طلبوا الانضمام لأراضي المملكة وكذلك تم رفضهم، فجأة تحولوا لكائنات غير مقبولة في المجتمع بصورة كلية وهذا اجج الحقد في قلوبهم تجاه المملكة وخصوصا النبلاء، الذين يشترونهم ويعرضونهم في السيرك كحيوانات!
البربري ابيضا كان أم اسمر يتميز بلون عيون نادر وغريب دائما ما يكون فاقعا لذا من السهل معرفتهم! ومن الصعب عليهم الاختباء
قرر البرابرة السيطرة على دوقية مارتيناز وأحكام قبضتهم عليها إذ أنها حدودية معهم لعل الناس تعترف بهم، وهنا حيت بدأت الاغتيالات في الدوقية، وبعدها بفترة قامت الحرب، ولقي البرابرة خسارات عظيمة نظرا لضعف أسلحتهم وانعدام تدريبهم، رغم ذلك استمرت الحرب طويلا ولا زالت مستمرة
الان هم في حالة سلم مؤقتة، فعاد البرابرة لإغتيالاتهم وهذه المرة هي بإسم الانتقام على أفعال جيش الدوقية بالمواطنين البربريين الذين لا يجب توريطهم في الحرب، أنها حرب لا فائدة ترجى منها، كحرب قامت بسبب حصان! خسارات في الأرواح والمعدات في سبيل اللا شيء، الانتقام بسبب العنصرية وانعدام الفكر هو ما قاد الجميع إلى هذه النقطة، هل هذا مقنع؟ كلا على الإطلاق، لكنه منطقي جدا لهم للأسف وهم يستمرون فيه بكل جوارحهم...!
.
لا يزال هذا يوم الاحد، أو هي ليلة الاثنين فقد فرد الظلام جناحيه ليغطي بقايا النور في الافق معلنا نهاية اليوم، أما الغرفة التي تواجد بها هذا الشاب فكانت مظلمة الا من اضائة خافتة بفعل نافذة مكسورة سمحت لضياء القمر بالحضور، وينساب من الفجوة في النافذة نسيم خفيف محمل بالبرودة، ليداعب شعره الداكن، جسده مقيد الأطراف إلى كرسي في منتصف الغرفة، كان نائما منذ الظهر بفعل المخدر، وها هو يستيقظ لتنكشف ادعجتيه التي غابت طويلا، رأسه مطرق لم يرفعه بعد، لا يزال يشعر بالخدر والتنميل، واخيرا أنَّ متألما من الصداع الذي باغته يكاد يشق رأسه مع توالي الأحداث حتى قبل أن يسأل اين انا؟ قد تذكر مقاوماته وذلك المنديل الباعث لرائحة قوية يقيد انفه...
"سحقا"
نطق بصوته المبحوح يرفع ناظريه اخيرا ليرى اين هو، ثم يحاول فك قيده لكن دون جدوى
"لما اختُطِفتْ؟!"
سأل آرثر نفسه وقد تسلل إليه الخوف والقلق، وها هو يسأل نفسه مجددا
"الا يفترض بهم قتلي؟ ام أنهم يريدون تعذيبي اولا؟"
كاد يبالغ بالتفكير حتى تخللت مسامعه صوت خطوات قادمة إلى الغرفة فيغمض عينيه بشدة يرجو أن لا يُقتل على الأقل! ما دام وجد سببا للعيش فهو لا يريد أن يموت الآن، ماذا عن كاثرين؟ ماذا عن اوسكار؟ ماذا عن وصية والده التي لم يقرأها بعد! لا يزال شابا صغيرا أمامه عقود ليعيشها صحيح؟ فجأة ارتعش جسده بأكمله وشهق مصدوما من الماء المتجمد الذي سُكب عليه مقاطعا كل حواسه يكاد يوقف عضلة قلبه
"استيقظ ايها الغبي!"
صرخ الرجل بصوته الاجش ليصرخ عليه آرثر هو الآخر مرتجفاً
"انا صاحي بالفعل اللعنة عليك!"
"اه اسف"
قال الرجل معتذرا يرمي الدلو الذي بات فارغا من يديه ثم جلس على كرسي جره ليكون مقابلا لآرثر الذي بات يرتجف من البرد...
"اذا! انظر جيدا الى ملامحي وانطق بإسمي ايها الكونت"
قال الرجل لآرثر مسترسلا فنظر إليه آرثر كما طلب ودقق النظر يحاول معرفة شكله نظرا للإضاءة القليلة في الغرفة ليرى عيناه تلمعان بلونها الاصفر الفاقع، وهي ضيقة لذا هي حادة النظرة، شعره بني طويل بدى لآرثر أسودا في الظلام، اسمر سُمرة نقية وجسده قوي البنية مثير للاهتمام، أنه روي نفسه حبيب الأميرة إيسلا!، لكن آرثر لا يعرفه ولم يسمع به! فكيف له أن ينطق بإسمه؟
"انا...لا اعرفك"
قال آرثر بصوته المرتجف و أسنانه تكاد تصطك ببعضها من البرد الذي أصابه
فأنفجر الرجل ضاحكا بصوته الخشن وارثر متوتر بحق، ماذا الان؟ ما التالي! ويا ليته لم يسأل فقد قام الرجل وصفع آرثر بكل قوته التي فاجأتهما معا! فبسرعة بعد تلك الصفعة سال خيط من الدماء من شفة آرثر السفلى وتلى سيلانها بصقه لمزيد من الدم وها هو يتنفس بسرعة مرتعبا!
مسد الرجل راحة يده المتألمة بعد انتهاكها خد آرثر الذي بات احمرا ومتورما بخفة وعاود الجلوس مقابلا له
"ماذا قلت؟ لا تعرفني؟ لكن جاك توصل لي ولأسمي الحقيقي والمزيف أيضا، اقنعني أن جاك رودولف لم يوصل معلوماتي لك!"
"اسمع مهما قلت لك انت لن تصدق كما أني لا اعرف من يكون جاك رودولف"
قال آرثر مستجمعا شجاعته وفوق ذلك يكذب بمعرفته لجاك بعد تلقيه لهذه الصفعة التي كادت تسلبه اضراسه، لا يدري لما هذا القابع أمامه يبث فيه رعبا من نوع خاص، لكنه مرهق من كونه مقاتلا مخضرما لا يهاب شيئا
"استقتلني؟"
سأل آرثر بعد اضطراره لإبتلاع دمه الذي يسيل داخل جوفه ليتذوق جيدا طعمه المعدني فتتعكر ملامحه مشمئزا
"أأنت خائف؟"
"سأكذب إن قلت عكس ذلك، تبدو كرجل مستعد للقتل"
اجاب آرثر مبعدا نظراته نحو النافذة التي تسمح للهواء البارد بلفح جسده المبلل بالماء
"يبدو لسانك خفيفا ايها النقيب وهذا ليس جيدا لحكومة مملكتك"
أعاد آرثر نظراته التي انقلبت حادة جادة
"انت تحلم أن أخبرك بأي شيء! لكنني حقا لا اعرف اسمك ولم ارك قبلا، اعلم انك بربري وهذه المعلومة الوحيدة التي اعرفها بخصوصك"
أومأ الرجل وهمهم متفهما ثم قام يدور حول آرثر قائلا
"انا روي، وهذا اسمي المزيف"
"وبعد؟"
سأل آرثر لا يفهم ما يرمي إليه الآخر، فأقترب روي من وراء آرثر تحديدا قرب أذنه حيث همس
"هناك ضيفة تود أن تراك، وبعدها نقرر إن كنت ستخرج من هنا حيا، ام جثة هامدة"
ازدرد آرثر ما في جوفه واتجهت نظراته نحو الباب حيث خطوات كعب نسائي تعلوا وتقترب
.
أنت تقرأ
Promises Of Love And War "وعود الحب والحرب"
De Todo"تقدمت بالزواج من والدك.. وعندما سألني عن أي بناته اقصد؟ ذكرت اسمك"كاثرين" بلا أدنى تردد..." .. في زمن الحرب والعنصرية، مقاتل جزر العديد من الأعداء أصابه المرض من شدة الندم على أفعاله في الحرب، لكنها كانت له دواء وسلاما امرأة معروفة بالغرور والنرجسي...