part 17: هدية لخدها

8 3 3
                                    

.
.
.
هدية لخدها
.
.
.


"جان ببير، ونوح آنجلماند"

بنظرة جادة عازمة نطقت بإسم هذين الرجلين... يا ترى ما نوع هذه الأمور التي تحتاج للتوضيح؟
....

اعتدل آرثر في جلسته مستعد لسماعها، فشابكت يديها وقد بدأت بالكلام 

"انا امرأة يسري عنها الغرور والنرجسية بأرجاء الدوقية، لذا انت تعلم بهذه الجوانب ولا تحتاج للإيضاح"

ابتسم آرثر باستنكار هامسا

"مجرد هراء، اعلم جيدا أنها مجرد صورة زائفة رسمتها عن نفسك"

ارتفعت حواجب كاثرين مظهرة اهتمامها هكذا في ما قال، وعلى كل حال ارتفعت يدها وبدأت تلعب بخصلاتها لتنطق بهدوء صوتها الرنان 

"أخبرتك مسبقا عن جان، كنا مخطوبين، في ذلك الوقت كنت في التاسعة عشر عندما تقدم بالخطبة لي، كنا اصدقاء وكنت مرتاحة له، لم اكن أحبه، لكنني اعجبت بحقيقة انني سأنتقل لكنف رجل اسميه زوجي، تفكيري بعمر التاسعة عشر كان سطحيا جدا، واحمق للغاية وبريئا بقرف، لذا قبلت الخطبة، عندها تعرضت لبرود لم اشهد له مثيلا من طرف جان، كنت ساذجة للغاية واشبه بالهلام اهتز من مجرد لمسة، لذا ظننت أنني احبه، وعندما تغير جان جائني بعد أشهر وقال إنه اخطأ الظن، وانه لا يحبني كما كان يظن، فسخت الخطبة وارتديت من بعدها قناع الغرور، ظننت أنني بذلك سأجد رجلا يدرك قيمتي ولا يسمح لنفسه بأن يخطأ الظن حولي، ان أصبحت امرأة مرة كالحنظل، عنيفة الطعم كالخمر المعتق، فحتما سيأتي رجل يثبت نفسه بتذوق المرار اللاذع لأجل أن ينالني"

صمت آرثر يراقب تبدل ملامحها بينما تحكي، يقرأ عينيها ويسمع حديثها، جان ترك بها أثرا رغم أنها لا تكن له مشاعر خاصة وبهذا أدرك أنها سريعا التأثر والا ما كانت لتتغير، ضغطت على مفاصل أصابعها مردفة

"الرجل الذي تذوق المرار كان نوح، التقيت به خلال اشتداد الحرب مع البرابرة، كان مستعدا للذهاب لبعثته"

لم يظهر آرثر صدمته فهو على علم أن نوح كان ضابطا مثله، لكن ما أظهره كان غيرته الشديدة، بغرس أسنانه على شفته السفلى لمجرد رنين اسمه من صوتها

"كان نقيا جدا، لم اكن على علم لأي عائلة كان ينتمي، التقيت به صدفة بمركز المدينة، واستمرت الصدف بجمعنا حتى اعترف لي بحبه، ولأصدقك القول أحببته بدوري، لذا كنا نقضي الايام معا، في الغابة والحدائق، في المكتبات والمتاجر، كنا معا دائما، وعندما نفترق فكنت انتظر عودته من البعثات، لكنه شيئا فشيئا تغير واكتئب، فما عاد قادرا على الاستمرار، مشاعره اختلطت وتغيرت ملامحه ايضا، هنا أخبرني أنه ابن الماركيز آنجلماند، وأنه مضطر لترك الجيش بناء على الحاح والده وأخيه، لكنه أخبرني أنه يحب القتال كثيرا، أنه يريد أن يبقى حاميا وحارسا للدولة، فتوسلته أن يتوقف لأجلي وعائلته، لكنه فضل الدفاع عن وطنه، وذهب في بعثة اخيرة، عندما عاد منها كان يعاني من أعراض كألاعراض التي تحدث عنها الطبيب هاريس، اعراض الصدمة، لكنه لم يكن صريحا ابدا وقتها وانا لم اكن اعلم ما كان مرضه، تركني اخيرا عندما تعب حقا، أخبرني أن اعتبره ميتا، وأنه لن يعود، حذرني أن اسأل عنه، وتركني دون أن يسمع جوابي، بعدها سمعت أنه سافر بعيدا ولم اسمع عنه بعدها"

Promises Of Love And War "وعود الحب والحرب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن