part 16:فرصة ثانية

7 3 2
                                    

.
.
.
فرصة ثانية
.
.
.






بيده رسالتها التي قرأها مرارا، كلمات خطتها بيأس كبير وكأنها تدرك أنه سيرفض

"مرحبا عزيزي اوسكار، انها انا إيزابيلا

اعلم انك لست سعيدا برؤيتي ولا رسالتي، وأعدك اني سأتفهم إن احرقتها قبل أن تلمح محتواها حتى 

لكنني ارجوك، لابد أن نتقابل الليلة، الليلة فرصتي الوحيدة فجميع من بالمنزل متعبون من حفل إيسلا وسينامون باكراً 

انتظرك بعد حظر التجوال، في حانة لليلوسيا"

قرأها اخر مرة قبل أن يحرقها بالفعل بنار مدفأة غرفة المعيشة بقصر روتشيلد، فأخرج سيجارته السميكة الغالية يقص طرفها ثم يشعلها بقداحته الذهبية ليبدأ التدخين بشراهة غير معهودة، اعتاد هو وارثر التدخين من وقت لآخر، وهذه للأسف عادة نقلها إليه آرثر فهو لم يكن من محبي التدخين يوما، نفث سمومها قبل أن تقتحم رأتيه ينطق بحنق

"ماذا تريد مني هذه المرأة؟"

ولم يسمح للفضول أن ينتابه بشأن الساعة ابدا، فها هو يطالع ساعته النادرة تبلغه عن موعد حظر التجوال الذي ابتدأ منذ دقيقتين 

"من اين لها بالجرأة لتخرج في مثل هذا الوقت! و تنتظرني بحانة أيضا؟!، إنها مخبولة بالفعل"

قال كلماته ينتشل معطفه وقد قرر الذهاب، ولم يمضي كثير من الوقت حتى وصل فها هو واقف بباب الحانة يبحث بعينيه عن من يمكن أن تكون ايزابيلا، لكنه لم يتعرف عليها من بين الجالسين، واستغرب وجود كل هذا العدد وكأن الوقت ليس حظر تجوال

"يبدو أنها لم تتمكن من الخروج"

حدث نفسه بذلك وكاد يخرج حتى لمح شخصا يرتدي عبائة تغطيه مرفقة بقلنسوة تغطي الرأس، فأقترب وجلس أمامه وقد كان على حق، انها ايزابيلا، لكنها مختلفة فهي نحيفة للغاية وعيناها الخلابتات غائرة!، طالعته بنظراتها ولم تكبح دموعها ما أن حط نظرها عليه، لتطلق سيل دموعها التي جرت على تضاريس وجهها الذي بات يعطي عمرا اكبر كأنها بنهاية الاربعين وهي بمنتصف عشريناتها!، كله تحت صدمة اوسكار الذي نطق 

"لا تبكي يا ايزابيل"

راح يمسح دموعها بيديه يزيح بذلك قلنسوتها فتتبين علامات الأذى على وجهها، فجمد قلبه كما تسمر مكانه، هنا ابتسمت له نابسة

"أنها نتيجة اختياراتي يا اوسكار"

"ذلك اللعين! اهكذا يعبر عن حبه؟"

Promises Of Love And War "وعود الحب والحرب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن